العمليات الإسرائيلية تشير إلى تطور غير مسبوق في العمل الاستخباراتي

كشفت التسريبات إلى أيّ مدى كان حزب الله اللبناني مخترقًا أمنيًا من قبل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، والتي أدت في المحصلة إلى اغتيال عدد كبير من قادتها.
وكشفت مصادر خاصة لموقع (ملفات عربية) عن اختراق أمني بالغ الحساسية داخل صفوف الحزب، تمثل في اكتشاف ثاني شخصية قيادية تعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، بعد أشهر من كشف العميل “محمد هادي صالح”.
وبحسب المعلومات، فإنّ “حمزة السبلاني”، المعروف داخل الحزب بلقب “الحاج حمزة”، والذي يشغل منصب نائب قائد وحدة “الأمكنة المركزية” ـ وهي وحدة متخصصة في البنية التحتية اللوجستية، وتُعدّ واحدة من أخطر وحدات الحزب، وتتحكم في التموضع القيادي والمخابئ ـ متورط بتقديم معلومات فائقة الخطورة لإسرائيل، أسهمت في استهداف وتصفية عدد من قادة الحزب في لبنان وسوريا.
وتفيد المصادر بأنّ “السبلاني” سلّم جهاز الموساد قاعدة بيانات حساسة تضمنت خرائط تفصيلية لمواقع قيادية وعسكرية سرّية، وبيانات شخصية وميدانية لعدد من القادة البارزين، ومواقع مستودعات استراتيجية للأسلحة والاتصالات.
وهذا الاختراق، وفقًا لمصدر أمني مطلع، سهّل للموساد تمرير معلومات استخبارية دقيقة للجيش الإسرائيلي، نُفذت بموجبها عمليات اغتيال نوعية، أهمها ما يُعرف بعملية “البيجر”، التي تم فيها تفجير منظومة إلكترونية زُرعت في موقع اجتماع قيادي لحزب الله، وأودت بحياة عدة شخصيات رفيعة.
ولكنّ الفضيحة لم تتوقف عند “الحاج حمزة”، إذ تؤكد المصادر نفسها أنّ “محمد هادي صالح”، المعروف بأنّه منشد ديني شهير ضمن فعاليات حزب الله، كان يعمل أيضًا مع الموساد، وقدّم إحداثيات دقيقة لمواقع قيادية، أسفرت عن اغتيال عدة شخصيات أمنية بالحزب في ضاحية بيروت الجنوبية قبل عدة أشهر.
المفاجأة التي صدمت الدائرة الأمنية للحزب، بحسب أحد المطلعين، أنّ محمد هادي باع هذه المعلومات مقابل (23) ألف دولار فقط، ممّا دفع لجنة أمنية عليا لفتح ملف شامل لتفكيك شبكة العملاء المحتملين داخل الأجهزة الدينية والتنظيمية.
ولم يصدر أيّ بيان رسمي من حزب الله حتى اللحظة بشأن هذه التسريبات، لكنّ مصدرًا مقرّبًا من الدائرة الأمنية للحزب قال: إنّ “التحقيقات ما تزال جارية مع عدد من العناصر المرتبطين بالشبكة”.