سياسة

العراق في عيون المملكة


على الرغم من كل ما يحيق بالعراق من عقبات، إلا أنه يرنو بعين مبصرة إلى أشقائه العرب الذين لم يتوانوا يوما في دعمه.

فقابلوه بعين الرعاية ومد يد المساندة، خطوة عزيزة خطتها حكومة السيد “مصطفى الكاظمي” رئيس الوزراء العراقي لتقابلها خطوات كثيرة وكبيرة من أشقائه العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وضمن هذا السياق تأتي زيارة نائب وزير الدفاع السعودي سمو الأمير “خالد بن سلمان” على رأس وفد أمني عربي سعودي رفيع، زيارة قد تبدو اعتيادية بين بلدين شقيقين لا يمكن لأي عثرة مهما كانت أنْ تفصم عرا الأخوة والمصير المشترك، ولكنها في الوقت ذاته تحمل دلالات عميقة الأثر في تعزيز التقارب العربي العربي، والتي يمكن لمسها من خلال انعكاسها على جانبين رئيسين:

الجانب الأول: وهو الذي يتعلق بالدلالات الداخلية التي ترتسم بخطوط عريضة تهتم بالتأكيد على أن العراق في أعين أشقائه وليس وحيدا، وأن تعزيز العلاقات الثنائية جار على قدم وساق، وأن كل ما من شأنه تقويض دور العراق أو عزله من مشروعات تتنافى ومكانته وهويته العربية فإنها ستواجه بمساندة عربية تضمن للعراق كينونته وجوهره العربي، ولا سيما بعد عدة عمليات القصف للبعثات الدبلوماسية وسيطرة السلاح المنفلت على الساحة العراقية، في مواجهة بين مفهوم الدولة والمفهوم الآخر الذي تصطلح عليه القوى الوطنية العراقية منهج اللادولة، وهو ما يتطلب سياسة أمنية تجعل من استقرار العراق هدفا مقدسا، فمن شأن هذه الزيارة تعميق الجهود وتنوع سبل الدعم والتعاون بين الأشقاء الذي يجب ألا يقتصر على التعاون الاقتصادي، بل لا بد من تعزيز التعاون الأمني المشترك لفرض الاستقرار على المنطقة ككل.

الجانب الثاني: وهو الجانب المتعلق بالدلالات الخارجية القائمة على جعل هذا التعاون العربي العراقي صورة واضحة المعالم أمام المجتمع الدولي ككل، وبأنه يستند إلى اتفاقيات شرعية وقانونية تتعدى التصريحات والآمال والطموحات إلى خطوات فعلية قائمة بذاتها، وأن هذا التعاون يسير بخطى ثابتة كسد منيع في وجه كل من يساوم على أمن العراق واستقراره، وأن استقرار العراق من استقرار المنطقة ككل، ولا يقتصر على حدود البلد الذي تحاول الكثير من الجهات عزله وتراهن على جعل مصيره مرهونا بمصير مشاريعها، وبهذا يكون العراق درعا للعرب والعرب درعا للعراق، ودعم جهود بغداد في تكريس مفهوم الدولة، وأن كل ما تم التوافق عليه في إطار المجلس التنسيقي السعودي العراقي هو في طور التنفيذ والعمل عليه بجد.

فالعراق اليوم كما كان دائما في أعين أشقائه الذين لم يتركوه وحيدا، ولم يدخروا جهدا في العمل على إعادته إلى رونقه الذي يستحقه، وبذل كل ما هو متاح لتعزيز التحامه بكينونته العربية التي تفرح بفرحه وتمرض بمرضه وتحزن بحزنه وتزداد ألقا بشفائه، فهو في عيون المملكة كما أنه في عيون العرب جميعا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى