سياسة

العراق…عبد المهدي يبحث عن نيل الثقة من جديد


لقد كان التقاسم على قيادة النفوذ والمليشيات في العراق، ودعم رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي من أجل نيل الثقة من جديد، من أبرز الملفات التي اتفق عليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مع هادي العامري زعيم تحالف الفتح وقادة مليشيات الحشد الشعبي في إيران خلال الأيام التي مضت.

أما مليشيات الحشد الشعبي في العراق فتواصل برعاية إيرانية إعادة ترتيب أوراقها وذلك بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي صنف على أنه إرهابي، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في غارة أمريكية استهدفتهما قرب مطار بغداد الدولي في 3 من يناير الجاري.

هذا وقد كشف قيادي مقرب من رجل الدين مقتدى الصدر الداعم لائتلاف سائرون النيابي عن أن الصدر وهادي العامري زعيم تحالف الفتح النيابي الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي قد توصلا إلى اتفاق مبدئي لتقاسم المناصب في العراق خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف القيادي في تصريح للعين الإخبارية، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه: توصل العامري ومقتدى الصدر إلى اتفاق على مجموعة من الملفات في اجتماع عقد في مدينة قم خلال يومي السبت والأحد الماضيين، في مقدمتها تولي العامري رئاسة الحشد الشعبي وإعادة منح الثقة لرئيس الوزراء المستقيل مقابل ترؤس مقتدى الصدر قيادة محور المقاومة المكونة ضمن مليشيات الحشد الشعبي وكل عملياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

كما أشار على أنه قد تم منح مناصب رئاسة البنك المركزي العراقي وشركة سومو الشركة العراقية لتسويق النفط ومناصب أمنية حكومية أخرى للتيار الصدري، وأوضح أيضا بأن الصدر قد وافق على دعم منح الثقة لعبد المهدي مجددا وإسناد رئاسة الحشد للعامري والتصويت على منحه المنصب في مجلس النواب العراقي الذي يشكل ائتلاف سائرون وتحالف الفتح والأحزاب التابعة لإيران غالبية مقاعده.

وقد أشار أيضا القيادي إلى أن الاجتماع قد حضره كل من ممثل عن رئيس الوزراء المستقيل وعدد من قادة مليشيات الحشد منهم قيس الخزعلي زعيم مليشيا العصائب وأكرم الكعبي زعيم مليشيا النجباء وأبو آلاء الولائي زعيم مليشيا كتائب سيد الشهداء وقيادات من مليشيا كتائب حزب الله العراق، وقد تم عقده بإشراف مباشر من الإرهابي إسماعيل قآني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي.

 إن العراق وخصوصا في بغداد ومدن جنوب العراق يشهد منذ أكثر من 100 يوم احتجاجات شعبية واسعة تطالب بإنهاء العملية السياسية بشكل جذري وحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية تقود البلاد في المرحلة الانتقالية إلى حين إجراء انتخابات نزيهة بإشراف دولي لانتخاب حكومة جديدة، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق.

وقد قال من جانبه السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي للعين الإخبارية، بأن لقاء المتخلفين ودعاة القتل والإرهاب، وانتخاب هادي العامري على رأس الحشد الشعبي تأكيد آخر على تبعية ايرانية دموية، وتأكيد على عزم النظام الإيراني المتكرر لقتال العالم وأمريكا من خلال الدم والمال العراقيين.

وتابع الآلوسي: عندما يجتمع المسؤولون عن ضياع 16 سنةً من عمر العراق والعراقيين، فجزء مهم من اجتماعهم يختص بكيفية المحافظة على مكاسبهم وكم خسرت الليرة اللبنانية والدولار وبنوك حزب الله، وهمهم إرضاء أسيادهم والاستمرار في خداع شعبنا تارة باسم الدين وأخرى باسم حماية الطائفة، وأخرى هي مفردة السيادة التي ترجمة لهم من الفارسية الى العربية وفي تفسيرها اقتلوا الأحرار واغتالوا الصحفيين والإعلام الحر واستبيحوا دماء المتظاهرين العراقيين، مضيفا: يظنون أن مليشياتهم حامية لهم إلى يوم الدين.

وفي الوقت الذي توصل فيه الصدر إلى اتفاق مع العامري، فإن مليشيات الحشد الشعبي تستعد باتخاذ إجراءات احترازية لاستقبال قائد فيلق القدس قآني والذي قد كشفت مصادر مطلعة للعين الإخبارية بأنه سيقوم بزيارة العراق عما قريب من دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى عن الزيارة.

وبالرغم من أن الشارع العراقي رفض عبد المهدي غير أن غالبية قادة مليشيات الحشد والأحزاب التابعة لإيران قد أعربت عن دعمها لمنح الثقة من جديد له من أجل استكمال مجموعة من الخطوات التي تسعى إيران الى تنفيذها في العراق؛ ومنها التوقيع على قانون طرد القوات الأمريكية في العراق الذي صوت عليه نواب النفوذ الإيراني في مجلس النواب العراقي في 5 يناير الحالي، إلى جانب إنجاح المفاوضات مع الجانب الروسي لشراء منظومة الدفاع إس 300، وإتمام الاتفاق الذي عقده العراق مع الصين وذلك قبل أن تنطلق الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى