العراق.. السوداني يطيح برئيس الوقف السني وسط خلافات داخلية

قرر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الخميس. إعفاء رئيس ديوان الوقف السني مشعان محي الخزرجي المقرب من الإطار التنسيقي من مهامه، وتكليف عامر شاكر الجنابي خلفا له.
وذكر بيان صادر عن مكت السوداني “قرر رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني إعفاء رئيس ديوان الوقف السني السيد مشعان محي الخزرجي من مهامه”.
-
السوداني يطرح في أنقرة ملفات إقليمية وثنائية شائكة
-
واشنطن تكثف الضغط على السوداني لفك ارتباط العراق بإيران
وأشار إلى أن القرار جاء “بناء على كتاب من المجمع الفقهي العراقي (هيئة دينية مرجعية للمكون السني)، الذي رشح بدوره ثلاثة أسماء بديلة لتولي المنصب. وفقا لما نصت عليه المادة 4/ثانياً من قانون الوقف السني رقم 56 لسنة 2012”.
وكلّف السوداني، عامر شاكر الجنابي لتولي منصب رئيس ديوان الوقف السني وكالة لمدة ستة أشهر.
ويمثل “الوقف” أكبر وأهم مؤسسة للمكون السني؛ كونها تدير أموالا وممتلكات هائلة. ولم يوضح بيان مكتب رئيس الوزراء العراقي الأسباب المباشرة لقرار الإعفاء. لكن الخزرجي كان قد واجه اتهامات من نواب سُنة في البرلمان. ومنهم نهال الشمري، بأنه أعطى مساجد لمليشيا “عصائب أهل الحق” في جنوب العراق من أجل تحويلها إلى فنادق.
-
السوداني يطرح مشروع ‘طريق التنمية’ كحل استراتيجي لربط آسيا بأوروبا اقتصادياً
-
ملف أسلحة الميليشيات يتسبب في خلافات حادة بين السوداني ومستشاريه
وأكدت الشمري خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، بأن الخزرجي منح أرضا إلى جامعة “الفراهيدي” الأهلية، التي يمتلكها نائب رئيس البرلمان الحالي محسن المندلاوي. وأن الوقف السني لايزال لم يقبض أي أموال مقابلها.
وذكر بيان رئيس الوزراء العراقي، أنه وجه الرئيس الجديد للديوان بـ”العمل على تعزيز الخطاب المعتدل. ونبذ التطرف، وإبعاد هذه المؤسسة الدينية المهمة عن أي استثمار سياسي أو انتخابي. وبما يعزز مكانتها ودورها في المجتمع”.
-
الملف المائي يجمع الفرقاء… الصدر يساند السوداني في حواره مع تركيا
-
السوداني يتحرك سياسيًا ودبلوماسيًا لصد هجمات إسرائيلية على العراق
ويعد ديوان الوقف السني واحداً من أبرز المؤسسات الدينية في العراق. حيث يشرف على إدارة شؤون المساجد والجوامع والمدارس الدينية .والأوقاف التابعة للمكوّن السني، كما يتولى التنسيق مع المؤسسات الدينية الأخرى لتعزيز خطاب الاعتدال والتعايش. خاصة بعد سنوات من الانقسام الطائفي الذي شهدته البلاد.
وتولى مشعان محي الخزرجي رئاسة ديوان الوقف السني في أغسطس/أب 2023. خلفاً لعبد الخالق العزاوي، وجاء اختياره بترشيح من المجمع الفقهي العراقي.
ويحمل عامر شاكر الجنابي، الرئيس الجديد بالوكالة، خبرة إدارية ودينية داخل الديوان. فيما ينتظر أن يتم حسم تعيين رئيس دائم خلال الأشهر المقبلة بعد انتهاء فترة الوكالة المحددة بستة أشهر.
-
ورقة الضغط الأميركية: الإرهاب سلاح واشنطن ضد ميليشيات إيران العراقية
-
الملف الكردي–العراقي.. بغداد أمام اختبار بعد التزامات أربيل
وشغل الجنابي مناصب إدارية داخل ديوان الوقف السني منذ سنوات. ويعرف بخلفيته الدينية والإدارية التي تجمع بين الخبرة الفقهية والإدارة المؤسسية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، دار صراع محموم بين القوى السياسية السنية الرئيسة في العراق، على منصب رئيس ديوان الوقف السني. بعد موافقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على إقالة الخزرجي، بعد أزمة هلال عيد الفطر التي تسببت بانقسام العراقيين السُنة.
وخلال اجتماع موسع عقدته القوى السنية، بدعوة من رئيس البرلمان محمود المشهداني. أكدوا ضرورة اختيار شخصية لمنصب رئيس ديوان الوقف السني .”تتمتع بالكفاءة والخبرة وغير متحزبة لإدارة هذه المؤسسة المهمة، وفق ما تستحق من أمانة ودقة وحرص”.
-
الحكومة العراقية تستبعد نزع سلاح الميليشيات بالقوة
-
انقسام سياسي في العراق حول مشروع قانون الحشد الشعبي
وبحسب المعلومات فإن “الخزرجي قريب من بعض قوى وشخصيات الإطار التنسيقي. وتحديدا نائب رئيس البرلمان محسن المندلاوي، الذي هو من رشحه لتولي منصبه الحالي رئيسا للوقف السني. وقيس الخزعلي زعيم مليشيا (عصائب أهل الحق)”.
وخلال خطبة عيد الفطر الماضي في 31 مارس/آذار. كشف كبير علماء المجمع الفقهي العراقي (أكبر مرجعية للسنة)، الشيخ أحمد حسن الطه. أن ما أفسد الوضع وأحدث البلبلة، هو تدخل طرف ينتمي إلى السلطة في غير اختصاصه، ما جعل الأمر يبدو كأنه قضية سياسية لا دينية.
-
السوداني في زيارة ثانية إلى أربيل لبحث تشكيل الحكومة وحل الملفات العالقة
-
مشروع قانون التعبير في العراق يثير مخاوف من تقنين القمع
وأوضح الطه أن “رئيس ديوان الوقف السني، طلب من هيئة الرؤية الشرعية للهلال منذ الخميس 27 مارس/آذار، بأن يكون يوم الاثنين 31 آذار/ مارس، هو العيد وأن يجرى إكمال عدة شهر رمضان 30 يوما. وهذا أمر مستغرب وتدخل في عملها”.
ورفض الطه أي تدخل من ديوان الوقف السني في القضايا الشرعية؛ لأنه مؤسسة إدارية. مشددا على أن ما حصل كان “سابقة غير مبررة وتدخلا سياسيا أفسد الأمور”. داعيا إلى عدم فرض أي إملاءات مسبقة على لجنة الرؤية الشرعية للهلال مستقبلا.