سياسة

العديد من الدول تنتفض ضد عملية الضم الإسرائيلية لأراض بالضفة الغربية


قامت العديد من الدول حول العالم بتكثيف تحركاتها خلال الساعات الماضية من أجل مواجهة الإجراءات الإسرائيلية لضم أراض بالضفة الغربية، مع وجود أحاديث حول إجراءات انتقامية ضد الاحتلال.

وافق الكنيست الإسرائيلي يوم الأحد على حكومة الوحدة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومنافسه السابق بيني جانتس، حيث أكد نتانياهو في خطاب أمام الكنيست على المضي بالأمام في مخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وحسب الصفقة الموقّعة فيمكن للحكومة الجديدة الشروع بتطبيق خطوة الضم اعتباراً من الأول من يوليو.

وكانت الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، التي أعلن عنها في أواخر يناير الماضي قد سمحت لإسرائيل لضم غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكل 30% في المئة من مساحة الضفة الغربية، في حين جدد الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس التهديد يومه الثلاثاء بإنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل في حال ما قامت بتنفيذ مخطّطها بضمّ أراض في الضفة الغربية المحتلة.

رفض أممي

ومن جهته، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، مساء الأربعاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه دعا لاجتماع للرباعية الدولية على مستوى المندوبين بهذا الخصوص، إذ تشمل اللجنة الرباعية ممثلين عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي وتختص بعملية السلام في الشرق الأوسط.

في بيان بعد اتصال هاتفي بين عباس وجوتيريس، قالت الرئاسة الفلسطينية بأن الاجتماع الذي لم يحدد موعده سيبحث سبل عقد اجتماع وزاري ناجح للجنة الدولية لبحث القضية الفلسطينية.

لقد حدث هذا التحرك على خلفية إعلان عباس قرار القيادة الفلسطينية والتي اعتبرت فيها منظمة التحرير بأنها في حل من الاتفاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتحمل الاحتلال كل المسؤولية.

تحرك روسي

بينما ذكر مسؤول فلسطيني كبير للعين الإخبارية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجيه لافروف قاما بإبلاغ القيادة الفلسطينية تأييدهم عقد اجتماع للجنة الرباعية وأطراف إقليمية من أجل بحث الملف على أن تتم الدعوة لهذا اللقاء من الأمين العام للأمم المتحدة، وتابع لمسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: أبلغ الرئيس عباس الأمين العام للأمم المتحدة أنه يرحب بهذا التحرك على قاعدة الشرعية الدولية ولكنه لا يقبل بوضع خطة صفقة القرن الأمريكية على الطاولة.

وجاء في بيان الرئاسة الفلسطينية بأن جوتيريس، جدد التأكيد على الموقف الثابت للأمم المتحدة من القضية الفلسطينية المستند للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فيما قال موقع إكسيوس الإخباري الأمريكي بأن البيت الأبيض أبلغ الجانب الروسي بأنه على استعداد للمشاركة في هذا اللقاء شريطة أن يكون على قاعدة بحث المشاركة الفلسطينية في تطبيق خطة صفقة القرن.

وأعلنت القيادة الفلسطينية عدة مرات رفضها الخطة الأمريكية نظرا لأنها تسقط موضوع القدس واللاجئين وتعطي فقط لإسرائيل الحق بضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية.

وأعلن عباس مساء الثلاثاء ردا على إعلان الاحتلال نيته في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية بأن منظمة التحرير ودولة فلسطين قد أصبحتا اليوم في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة على تلك التفاهمات والاتفاقات، بما فيها الأمنية.

وانعقدت مساء الأربعاء الحكومة الفلسطينية في اجتماع طارئ لوضع قرار القيادة الفلسطينية موضع التنفيذ، إذ قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال الاجتماع بأنه أوعز لجميع الوزارات بالمباشرة بخطوات عملية وإجراءات عاجلة لتنفيذ ما جاء في قرارات القيادة.

إجراء أوروبي

ومن جانبها، فقد أعلنت فرنسا يوم أمس الأربعاء، بأنّها تُعدّ مع دول أوروبية أخرى، من بينها خصوصاً ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، تحرّكاً مشتركاً لمحاولة إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما حذرت باريس إسرائيل من أنّها قد تواجه رداً أوروبياً في حال نفّذت خطّتها بضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلّة.

وقال في هذا الشأن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: نحن نعمل مع إيطاليا وألمانيا وإسبانيا بالإضافة إلى بعض الدول الأعضاء، لوكسمبورج وإيرلندا، لبلورة تحرّك مشترك.

وتابع القول بأنّ الهدف من هذا التحرّك هو إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، وأشار إلى أنه سيجتمع في غضون أيام قليلة مع نظيره الإسرائيلي الجديد، مضيفا: سنعمل بهذا الاتّجاه مع بعضنا البعض بتكتّم، وبطريقة أكثر علنية إذا ما أتيحت لنا الفرصة في الأيام المقبلة.

وأشار أيضا المتحدث نفسه إلى أنّ إسرائيل قد تواجه إجراءات أوروبية انتقامية في حال مضت قدماً بخطّتها ضمّ أجزاء من الضفّة الغربية، وقال: نحن نعمل سوياً على تحرّك مشترك للدرء، وربّما للردّ، إذا ما نفّذت الحكومة الإسرائيلية الجديدة مخطّطها بضمّ أراض فلسطينية محتلّة.

وأشار أيضا لودريان إلى أنّ بلاده على اتّصال مع الدول العربية، وبخاصة مع الأردن ومصر والدول الموقّعة على اتفاقيات سلام مع إسرائيل، حتى تنقل هذه الدول رسائل على مستوى رفيع إلى الحكومة الإسرائيلية وكذلك إلى السلطة الفلسطينية.

قلق الفاتيكان

ومن جهته أعلن الفاتيكان بأنّ أحد كبار مسؤوليه أعربوا يوم أمس الأربعاء خلال اتصال هاتفي تلقّاه من كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن قلق الكرسي الرسولي على السلام في الشرق الأوسط بسبب عزم إسرائيل على ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلّة، وقال الفاتيكان في بيان له بأنّ الكرسي الرسولي يتابع الوضع من كثب، ويعرب عن قلقه إزاء أي إجراءات مستقبلية يمكن أن تعرّض الحوار لمزيد من الخطر.

وتابع أيضا بأنّ أمين سر الفاتيكان لشؤون العلاقات مع الدول الأسقف بول ريتشارد جالاجر، قد أعرب أثناء المكالمة الهاتفية التي تلقّاها من عريقات عن أمل الكرسي الرسولي في أن يتمكّن الإسرائيليون والفلسطينيون قريباً من التوصّل مجدّداً إلى إمكانية التفاوض مباشرة على اتفاق، بمساعدة من المجتمع الدولي، لكي يسود أخيراً السلام في الأرض المقدّسة.

كما جدّد الكرسي الرسولي في بيانه التأكيد على أنّ احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة هو عامل أساسي لكي يعيش الشعبان جنباً إلى جنب في دولتين، ضمن الحدود المعترف بها دولياً قبل عام 1967.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى