سياسة

الطائفية الشيعية وخطابات الكراهية ترسخ مطالب تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية


عاثت إيران وأذرعها الإرهابية فسادا في الأرض، حيث عملت على اختراق العديد من الدول العربية والإسلامية، عسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً والأخطر عقائدياً.

ومن بين تلك الأذرع التخريبية الكثيرة، نجد ملشيات الحوثي الانقلابية، التي حولت اليمن إلى بركة دم منذ انقلابها على الشرعية قبل 7 سنوات. فقتلت المدنيين ويتمت الأطفال وزجت بهم في أتون المعارك وشردت العائلات ونهبت الأموال ودمرت البلاد.

ولم تكتف المليشيات الإرهابية بذلك، فتجاوزته إلى الاعتداء على دول الجوار كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وحتى السفن التجارية والإغاثية العالمية لم تسلم من بطشها.
والأخطر من ذلك أن إيران، عبر الحوثيين، ترسخ الطائفية وتنشر خطاب الكراهية ضد المسلمين السنة وتبث الفكر الشيعي داخل اليمن عبر تغيير المناهج المدرسية للأطفال، وطمس الهوية والتقاليد اليمنية وغيرها. كما تستعمل إيرانة ترسانة إعلامية ضخمة لتخترق باقي الدول العربية والإسلامية السنية.

الإرهاب الحوثي حيوية والمدنيين، لكن محاولاتها تبوء بالفشل، لكنها تبرهن عاى أنها جماعة خطيرة وإرهابية لا بد من مواجهتها، لذا وضعتها عدة دول على قائمة الإرهاب، كما تتجه أميركا أيا لاتخاذ الخطوة ذاتها، وفقا لما كشفت عنه الإدارة الجديدة.
عقوبات جديدة
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، الأربعاء، إن مسؤولين في الإدارة الأميركية يدرسون فرض عقوبات مالية جديدة خلال هذا الأسبوع. على ميليشيا الحوثي الإرهابية وقادتها المدعومين من نظام الملالي الإيراني.
وتابعت الوكالة: ميليشيا الحوثي الإرهابية تعرض إدارة الرئيس جو بايدن لانتكاسة أخرى في السياسة الخارجية. حيث شنوا ضربات عبر الحدود بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية استهدفت السعودية والإمارات.
دعم أمريكي للإمارات
وقررت الولايات المتحدة إرسال طائرات مُقاتلة ومُدمرة تحمل صواريخ موجهة من الجيل الخامس، إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات الحوثيين في اليمن.
جاء ذلك، وفق ما نشرته وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون في بيان عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء خلال مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان لمناقشة هجمات الحوثيين الأخيرة على الإمارات.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالجشي الإماراتي قائلا في حديث صحفي: إن الإمارات تمكنت بنجاح من ردع صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون فجر أمس الاثنين. مشيرا إلى أنه أمر وزير الدفاع لويد أوستن بفعل كل ما لديه لإيصال الدعم الأميركي للإمارات والسعودية وفي جميع أنحاء منطقة الخليج.
وأشار بايدن إلى أنه يتواصل يوميا مع المسؤولين في دولة الإمارات لمناقشة التهديدات الحوثية الأخيرة. مؤكدا على دعم الولايات المتحدة الأميركية لأصدقائها في المنطقة، وسط تصاعد المخاطر الأمنية.
التوغل الشيعي وخطابات الكراهية
نزف أبناء اليمن والعراق وسوريا ولبنان دماءهم وخسروا أرواحهم نتيجة التوغل الشيعي وخطابات الكراهية الشيعية الإيرانية. التي نشرت في بلدانهم فأصبح أبناء الوطن الواحد يقتتلون بسبب الطائفية. وامتدت تلك الممارسات لاستهداف الدول المجاورة من خلال الشيعة الموالين للنظام الإيراني وكان من آخرها استهداف الإمارات والسعودية.
مطالبات أميركية بمعاقبة الحوثي
وبعد الهجوم الحوثي الأخير، تعالت الأصوات المنتقدة لسياسات الإدارة الأميركية التي تسببت في تهديد أمن المنطقة، مطالبة بإعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب.
هذا، وطالب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، الذي أكد التزامه بالضغط على إدارة جو بايدن لإعادة فرض سريع للعقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم. وقال عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن الحوثيين ردوا على رفع العقوبات عنهم “بشكل سريع ومتوقع عبر تصعيد اعتداءاتهم وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية”.
كما طالب أعضاء من الكونجرس من بينهم السيناتور الجمهوري البارز جيم إنهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي حيث دعا إلى تصنيف ميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، مدينا الهجوم الذي استهدف دولة الإمارات.
وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال إنهوف: “تظهر الهجمات المميتة على أصدقائنا في الإمارات مرة أخرى أن الحوثيين المدعومين من إيران إرهابيون”، مضيفاً” كما أشرت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب، ويجب استعادة هذا التصنيف الآن”.
وندد النائب الجمهوري في الكونجرس الأميركي دون بيكون الهجمات الإرهابية الحوثية ضد منشآت مدنية في أبوظبي، مشيرا إلى تصاعد تلك العمليات منذ رفع الجماعة من قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، داعيا بايدن إلى إعادة إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، قائلًا: “يجب علينا إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، ووقف إيران عن إرسال الأسلحة إلى اليمن”. 
صاعد حدة الخطاب
ومع تنامي سلطة الحوثيين بدعم من إيران، استخدمت تعابير طائفية ضيّقة، لكن هذا الصراع لم يكن ظاهراً للعلن في السابق، وانحصر الخطاب الطائفي المتطرّف في دوائر مغلقة، لكن ذلك بدأ يتغيّر مع تحوّل الصراع اليمني إلى حرب أهلية بعد العام 2011، واعتُبر الخطاب الطائفي وسيلة جديدة وفعّالة لجذب مزيدٍ من المقاتلين للانضمام إلى صفوف كلٍّ من الطرفين، وأدّى هذا الاستقطاب الطائفي إلى تعاظم نفوذ مجموعات متشدّدة كانت مهمّشة في السابق.
وساهم الحوثيون أيضاً في تسميم الوضع عبر استخدام تعابير زيدية شيعية مهينة وشيطنة خصومهم السنّة، وقد تبنّت إذاعات الراديو المحلّية الموالية للحوثيين خطاباً طائفيّاً غير مسبوق. وسيطرت المجموعات الحوثية التي دخلت صنعاء في سبتمبر 2014 على المساجد، وأصبحت الخُطب الدينية عبارة عن استفزاز ديني واجتماعي ضد خصومهم، ناهيك عن أن هذه المجموعات أقدمت على تفجير مساجد ومراكز ومنازل يملكها خصومهم السياسيون والدينيون.
وكانت حدّة الخطاب الطائفي تتصاعد مع كل خطوة جديدة نحو الصراع، حتى بلغت ذروتها في سبتمبر الماضي، حين دعا الحوثيون مناصريهم في صنعاء إلى الجهاد في تعز وعدن، واضعين الصراع في إطار حرب مقدّسة ضد من اعتبروهم أعداء لهم في الدين، عوضاً عن خصوم سياسيين.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى