الطائرة الأوكرانية المنكوبة، من يعوض عائلات الضحايا؟
بعد سقوط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا فوق إيران، يومه الأربعاء، انتشرت الأخبار وظهرت التساؤلات المعتادة، بخصوص التعويضات التي يحصل عليها أسر ركاب الحوادث الجوية. إذن من يعوض عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة؟
إن قانونا خاصا بالملاحة الجوية ينظم عملية تعويضات عائلات ضحايا كوارث الطيران من قبل شركات التأمين، إلى جانب تعويض شركات الطيران نفسها عن طائراتها المحطمة، غير أنه في حالة الطائرة الأوكرانية والتي اعترفت إيران بإسقاطها، وقد مات كل ركابها فالوضع قد يختلف قليلا.
وفي الغالب ما تقوم شركات الطيران الكبرى بتقديم تعويضات مبدئية لأهالي الضحايا قبل إجراء أي تحقيقات، وذلك في إطار الحفاظ على سمعة علامتها التجارية ومدخلاتها، ومنع انخفاض الحجوزات أو إلغائها.
ومن جانبه، فقد قال رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونشاروك، يومه السبت، بأن أوكرانيا ستوم بدفع 200 ألف هريفنيا (8350 دولارا) عن كل راكب إلى عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة. مضيفا بأن شركة الخطوط الجوية الأوكرانية ستدفع تعويضات لعائلات أفراد طاقم الطائرة الذين لقوا حتفهم في الحادث.
لكن في بعض الحالات تختلف التعويضات على حسب أسباب تحطم الطائرة، حيث ترتفع قيمة التعويضات في حال أظهرت التحقيقات تسبب طاقم الطائرة في سقوطها، مثل ما حدث في تحطم طائرة إيرباص الألمانية فوق جبال الألب الفرنسية في مارس 2015، وذلك خلال رحلتها من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية، والتي أظهرت التحقيقات أن مساعد الطيار أسقطها عمدا.
وقد قال يفغين ديكني رئيس شركة طيران يوكرين إنترناشيونال إيرلاينز المشغلة للطائرة التي كانت تقوم برحلة بين طهران وكييف، لم يكن لدينا أدنى شك بأن طاقمنا وطائرتنا لا يمكن أن يتسببا بهذه الكارثة الرهيبة. كانوا الأفضل.
تعويضات من إيران
وفي أحيان أخرى، تقوم الدول نفسها بدور شركات التأمين إذا ما ثبت ضلوعها بشكل رسمي في حوادث الطيران، وهذا الأمر الذي وقع للطائرة المحطمة في إيران.
ويعتبر المثال الليبي الأشهر في هذه العملية، إذ قامت ليبيا بدفع تعويضات إلى أسر ضحايا طائرة الركاب الأميركية والتي سقطت فوق قرية لوكربي الاسكتلندية عام 1988، بعد سنوات من التحقيقات والمفاوضات والتسوية.
وقد قال رئيس الوزراء الأوكراني بأن دبلوماسيين أوكرانيين يعكفون على دراسة سبل الحصول على تعويضات من السلطات الإيرانية التي لم تتحدث حتى الآن عن التعويضات. في حين طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يومه السبت، بمعاقبة المذنبين، وبدفع تعويضات من قبل إيران التي اعترفت بأنها أسقطت بالخطأ طائرة بوينغ الأوكرانية.
وقد قال زيلينسكي في صفحته على فيسبوك، ننتظر من إيران (…) إحالة المذنبين إلى القضاء (…) ودفع تعويضات، إعادة جثامين الضحايا. وقد عبر عن أمله في استمرار التحقيق بلا تأخير متعمد، وبلا عراقيل، مؤكدا بأن خبراءنا الـ45 يجب أن يتمكنوا من الحصول على كل عناصر التحقيق.
التعويض حسب الجنسية
بالرغم من أن قانونا واحدا خاصا بالملاحة الجوية ينظم عملية تعويضات أهالي ضحايا كوارث الطيران، فتعويضات الضحايا تختلف حسب الجنسية، حيث أن الحد الأقصى لتعويض أهالي ضحية أميركي يبلغ 4 ملايين و500 ألف دولار أميركي، يليه البرازيلي فيبلغ 2 مليون و500 ألف دولار.
بينما يتم تعويض أهالي الضحية الكندي بحد أقصى يبلغ مليون و700 ألف دولار، والأوروبي بحد أقصى يصل إلى مليون و600 ألف دولار، والأسترالي مليون و400 ألف دولار، والماليزي 600 ألف دولار، والصيني 500 آلاف دولار أميركي، حسب ما أفادت به مجلة تايم الأميركية عن جيمس هيلي – برات رئيس قسم الطيران بشركة ستيوارت لو للاستشارات القانونية في لندن.
أما في حالة الطائرة الإيرانية، فإن العدد الأكبر من الضحايا إيرانيون وكنديون، إلى جانب عدد من الأفغان والبريطانيين والسويديين، و11 أوكرانيا، بينهم أفراد الطاقم التسعة.
وقد أعلنت أوكرانيا يومه الجمعة بأن خبراءها الموجودين في إيران من أجل التحقيق قد تمكنوا من الوصول إلى الصندوقين الأسودين وحطام الطائرة وموقع تحطم الطائرة واتصالات بين الطيارين وبرج المراقبة الإيراني.
بينما شبه كثيرون هذه الكارثة الجوية بتلك التي حدثت في شرق أوكرانيا عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية في 2014 فوق منطقة النزاع المسلح بين المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا، غير أن موسكو تواصل نفي أي مسؤولية لها.
ومن جهته، فقد كتب النائب الأوكراني الموالي للغرب فولوديمير ارييف على فيسبوك، بأنه تبين أن إيران أكثر تحضرا من روسيا، وأشار إلى أن طهران اعترفت بذنبها خلال 3 أيام، بينما لا تزال روسيا تواصل محاولة التملص من القضية.
في حين قال أوليكسي دانيلوف سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني لفرانس برس، بأنه لا يملك معلومات عن نوع الصاروخ الإيراني الذي سبب تحطم الطائرة.