سياسة

الصراع في السودان ينشر الأوبئة القاتلة لدول الجوار


حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي التهديدات الصحية مع تصاعد الحرب في السودان وفرار ملايين الأشخاص. خصوصا أن العديد منهم مرضى أو جرحى أو قادمون من مناطق تنتشر فيها جثامين الضحايا في الشوارع ما يسهل انتقال الأمراض. حيث يهرب الملايين بحثًا عن الأمان داخل السودان أو عبر الحدود إلى الدول المجاورة حيث الخدمات الصحية هشة ويصعب الوصول إليها.

تداعيات خطيرة

وأفادت شبكة “فويس أوف أمريكا” بأنه لم يتم احتواء الحرب. التي اندلعت في 15 إبريل بين القوات المسلحة السودانية. وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. داخل البلاد والتي لها تداعيات إقليمية عميقة.

وتابعت أن الصراع تسبب في نزوح ما يقدر بنحو 3.4 مليون شخص، بما في ذلك 2.5 مليون داخل السودان، كما أُجبر ما يقرب من 760 ألف شخص على الفرار كلاجئين إلى ستة بلدان مجاورة. حيث ورد أن العديد من الأشخاص يصلون في حالة صحية سيئة ويحملون الأمراض المعدية والأمراض الأخرى.

وأفادت وزارة الصحة الاتحادية السودانية بأن 1136 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 12 ألف آخرين منذ بدء النزاع. وقالت نعمة عابد، ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان: “بالطبع ، لا يتم الإبلاغ عن عدد الضحايا الحقيقي”.

وتابعت أن حجم الأزمة الصحية الناجمة عن الصراع في السودان كان هائلاً، مشيرة إلى أن النظام الصحي الهش في السودان غير قادر على التعامل مع حالات الطوارئ المتعددة الموجودة حيث إن ثلثي المستشفيات في المناطق المتضررة لا تعمل. وغير قادرة على الاستجابة لاحتياجات الصحة العامة الضخمة، ما تسبب في انتشار الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة والتي انتقلت بسهولة لدول الجوار خصوصا تشاد وإريتريا وإثيوبيا.

انتشار الأمراض

أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أنها تحققت من 51 هجوماً على المرافق الصحية منذ بدء النزاع، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة 24 آخرين وقطع الوصول إلى الرعاية اللازمة بشكل عاجل.

وقالت عابد: إن “جميع الأنشطة التنظيمية توقفت وأنشطة مكافحة النواقل توقفت. وفي الوقت الحالي ، لدينا تفشٍ كبير للحصبة مع أكثر من 2000 حالة إصابة و 30 حالة وفاة”.

وأضافت عابد: “حتى قبل الحرب، لم تكن تغطية التطعيم عالية”. مشيرة إلى أن ولايتي النيل الأزرق والنيل الأبيض كانتا الأكثر تضررًا.

وتابعت: “لذلك ، لدينا الآن تفشي المرض في ما يقرب من 10 ولايات.”

كما أعربت عابد عن قلقها من ارتفاع حالات الملاريا وحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع خلال موسم الأمطار الحالي. قائلة: “كل هذه الأمراض المنقولة بالنواقل متوطنة في السودان، حيث توقفت إجراءات المكافحة”.

وتابعت “لدينا تفشٍ للكوليرا في جنوب كردفان ، مع أكثر من 300 حالة وسبع وفيات، لذلك، كل هذا سيكون له تأثير على النظام الصحي والصحة العامة في السودان”.

انتقال الأوبئة

وأكدت وكالة “رويترز” الإخبارية الدولية، أن دول الجوار للسودان أبلغت عن ظهور بعض الأوبئة. حيث أكدت مصر ظهور حالات الإصابة بحمى الضنك في محافظات الجنوب. لتتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة المرض ومنع انتشاره، كما أعلنت تشاد أيضا ظهور العديد من الإصابات بالأمراض المختلفة.

وتابعت أن تشاد المجاورة للسودان تستضيف ربع مليون لاجئ سوداني، وتتوقع الأمم المتحدة وصول عدد مماثل إلى البلاد بحلول نهاية العام. وقال جان بوسكو نديهوكوبوايو، ممثل منظمة الصحة العالمية في تشاد: “سيزيد ذلك بشكل كبير من الاحتياجات الصحية ويمارس ضغطًا هائلاً على المرافق الصحية المتاحة”.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 2500 شخص يصلون إلى تشاد كل يوم، العديد منهم مصابون بجروح خطيرة من طلقات نارية، بينما يصل كثيرون غيرهم مصابين بالأمراض المعدية والملاريا والكوليرا.

وأشار نديهو كوبوايو إلى سوء التغذية باعتباره أخطر مشكلة صحية تواجه الناس في مخيمات اللاجئين.

وتابع: “في الوقت الحالي، لدينا أكثر من 4 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الخطير، حيث يتم إدخال 250 طفلاً إلى المستشفى. ئوعندما يقترن هذا بمرض مثل الحصبة لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، فإن له تأثيرات قاتلة كما هو الحال مع الأمراض الحالية الأخرى”.

انتشار الملاريا

وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن حالات ملاريا بين الأطفال دون سن الخامسة، وكذلك تم تحديد حالات مشتبه فيها من الحمى الصفراء بين حوالي 17 ألف سوداني لجؤوا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.

وأضافت المنظمة أنه تم الإبلاغ عن تفشي الكوليرا المشتبه به بين العديد من النازحين في شمال إثيوبيا.

قالت مجدلين أرماح، مديرة الحوادث بأزمة السودان في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا: إن المنطقة الأفريقية استقبلت 65٪ من السكان السودانيين الذين فروا من البلاد.

وأوضحت أنه من المهم إقامة غرف طوارئ صحية عبر الحدود لضمان الوصول إلى جميع الفئات السكانية الضعيفة بالرعاية الصحية. مضيفة: “نريد زيادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية من خلال توسيع تشكيل فرق الطوارئ الموجودة في مختلف المناطق الحدودية”.

وقالت “نريد أن نضمن أن حملات التطعيم يمكن أن تعمل على التخفيف من تفشي الأوبئة”. مشيرة إلى أنه من المهم أن تحصل الوكالات الإنسانية على التمويل لتمكينها من تنفيذ هذه المشاريع الصحية الحيوية.

وتعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على تقديم المساعدة الطارئة والإمدادات الطبية إلى الناس في تشاد ، وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، بأسرع ما يمكن.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى