سياسة

الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي


قال مسؤولون إن الشرطة الفرنسية قتلت بالرصاص جزائريا كان يحمل سكينا بعد أن أضرم النار في كنيس يهودي وهدد الشرطة في مدينة روان الجمعة في أحدث هجوم معاد للسامية.

وقال نيكولا ماير-روسينيول رئيس بلدية روان “تسلق رجل مسلح بطريقة أو بأخرى الكنيس وألقى شيئا يشبه المولوتوف في قاعة الصلاة الرئيسية”، مضيفا أنه لم يصب أي شخص آخر بأذى في المدينة الواقعة في منطقة نورماندي شمال غرب البلاد.

وعثرت قوات الشرطة على الرجل على سطح الكنيس ومعه قضيب حديدي وسكين مطبخ، وأطلقت عليه النار عندما رفض الانصياع لأوامر التوقف.

وتشهد فرنسا، مثل الكثير من البلدان الأوروبية، ارتفاعا كبيرا في الأعمال المعادية للسامية منذ الهجوم الذي شنه مسلحو حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والحملة الإسرائيلية على غزة التي أعقبت ذلك.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إن السلطات رفضت مؤخرا طلبا تقدم به منفذ الهجوم للحصول على تصريح إقامة. وأضاف أن منفذ الهجوم لم يكن على رادار الشرطة أو أجهزة المخابرات.

وبحسب المدعي العام، تم التعرف على “هوية” القتيل بفضل “بطاقة شبكة النقل العام في روان التي كان يحملها” ولا يزال يجري التحقق منها.

وأشار مصدر قريب من الملف إلى أن الرجل كان ملزما بمغادرة البلاد منذ “أقل من عام” لكن لم يطبق الأمر لأنه “تقدم باستئناف أمام المحاكم الإدارية”.

وأضاف دارمانان بعد زيارة الكنيس “هذا العمل المعادي للسامية يؤثر علينا جميعا بشدة”، مضيفا أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها لحماية الجالية اليهودية.

من جهته، قال شموئيل لوبيكي حاخام الكنيس إن زوجته كانت هناك وقت وقوع الهجوم. وأضاف لتلفزيون بي.إف.إم “لقد شعرنا بخوف بالغ”.

وذكر أن زوجته “سمعت طلقات نارية وصراخا… ثم رأت الدخان يتصاعد من الكنيس، فنزلت على الفور وساعدت أفراد الإطفاء على الدخول إلى الكنيس”.

وقال إن مثل هذا الهجوم كان متوقعا بسبب تصاعد حالات معاداة السامية. وتابع “كان لدينا هذا الخوف بداخلنا، ولكن عندما يحدث ذلك الأمر بالفعل، ينتابنا شعور بالصدمة”.

وأفادت ناتاشا بن حاييم، رئيسة الجالية اليهودية في نورماندي، إن جدران غرفة الصلاة والكثير من الأثاث تحول إلى اللون الأسود بسبب النيران والدخان. وقالت للصحافيين “إنه أمر كارثي. نعم، أنا منزعجة، منزعجة للغاية”.

وأضافت “حدثت معجزة كبيرة. كتب التوراة، الكتب المقدسة والتي هي في الواقع أهم شيء من الناحية العاطفية وليس المادية لم تتضرر. وبينما كان الحريق قريبا هذا يعني أن كل ما كان قريبا احترق”.

وتستضيف فرنسا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بعد نحو شهرين ورفعت مؤخرا حالة التأهب إلى أعلى مستوى وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا.

وقال المدعي العام فريدريك تييه إن أحد أفراد قوة الشرطة اتبع الإجراء الصحيح بإطلاق النار بعد أن ركض منفذ الهجوم نحوه وهو يلوح بالسكين ويتجاهل أمر التوقف. وأضاف “عند وصول أفراد الإطفاء والشرطة إلى الموقع (في الكنيس) رصدوا رجلا على سطح الكنيس كان يلوح بقضيب حديدي في يد وسكين مطبخ في اليد الأخرى”، مشيرا إلى أن دخانا كان يتصاعد من نوافذ الكنيس.

وفي وقت لاحق، منع أفراد الشرطة الوصول إلى الكنيس في أثناء جمع الأدلة. وقال ماير-روسينيول إن الكنيس محاط بالكاميرات الأمنية.

وسجلت فرنسا 366 عملا معاديا للسامية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وهو ما يعادل ثلاثة أمثال العدد في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقال ماير-روسينيول “لا يمكن لأحد أن ينكر هذه الموجة المعادية للسامية. لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن اليهود الفرنسيين يمثلون واحدا بالمئة من السكان الفرنسيين، لكن أكثر من 60 بالمئة من الأفعال المعادية للأديان هي أعمال معادية للسامية”.

وحث لوبيكي أفراد الجالية اليهودية على مواصلة أنشطتهم بالصورة المعتادة. وقال “الليلة هي ليلة السبت ومن المهم إضاءة الشموع لنظهر أننا لسنا خائفين وأننا لا زالنا نمارس طقوسنا اليهودية رغم الظروف”.

وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي “حرق كنيس يهودي هي محاولة لترهيب جميع اليهود. مرة اخرى الهدف هو فرض مناخ من الرعب في الاوساط اليهودية في بلادنا. محاربة معاداة السامية هو الدفاع عن الجمهورية”.

وأكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة السابقة للحوار بين السلطة التنفيذية ومسلمي فرنسا، على اكس “ندين بأكبر قدر من الحزم الهجوم الدنيء على كنيس روان” وأعرب عن دعمه الكامل وتضامنه التام مع المؤمنين والمسؤولين عن الكنيس.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى