السودان تشاد والان أوكرانيا.. مساعدات الإمارات تنير “طريق العلم”
من أوكرانيا إلى تشاد مرورا بسوريا وفلسطين واليمن والسودان، حرص إماراتي كبير على الحفاظ على الحق في التعليم لأجيال المستقبل في الدول التي تعاني من حروب وصراعات وكوارث أو التي تحتضن لاجئين.
حرص إماراتي لا ينبع فقط من إيمانها بأن الحق في التعليم أحد حقوق الإنسان الأساسية. بل يعد أفضل وسيلة لاستثمار الثروات البشرية في تلك الدول، ومنحها الأمل في بناء مستقبل أفضل على أيدي أبنائها.
لذلك يعد دعم القطاع التعليمي وتمكين الطلبة من تلقي العلم أحد مجالات مساعدات الإمارات الإنسانية الأساسية، جنبا إلى جنب مع الاهتمام بتغطية احتياجاتهم من الغذاء والدواء والسلع الأساسية ودعم البنية التحتية.
وخلال الفترة القليلة الماضية فقط. قامت دولة الإمارات بدعم القطاع التعليمي في أكثر من دولة مثل تشاد والسودان واليمن وأوكرانيا وفلسطين.
دعم يدحض أي أكاذيب أو افتراءات تستهدف التشويش على جهود الإمارات الإنسانية.
نرصد الدعم الذي قدمته دولة الإمارات لعدد من الدول خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تأهيل مدارس تشاد
ضمن أحدث جهود دولة الإمارات لدعم قطاع التعليم في عدد من الدول حول العالم. تنفذ دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا مشروع إعادة تأهيل وصيانة عدد من المدارس في مدينة أمدجراس التشادية (التي تحتضن عددا من اللاجئين السودانيين الفارين من الصراع المشتعل في بلادهم) وذلك ضمن جهودها الإنسانية في جمهورية تشاد بمتابعة مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد والفريق الإنساني الإماراتي.
وتواصل دولة الإمارات دورها الريادي في العمل الإنساني من خلال مشروع إعادة تأهيل المدارس وتحسين بيئة التعليم في أمدجراس من خلال توفير بيئة ملائمة للطلاب لنهل العلم والمعرفة.
وقام الفريق الإنساني بجهود كبيرة من خلال الزيارات الميدانية لرصد احتياجات المدارس قبل عملية إعادة التأهيل والالتقاء بالمسؤولين التشاديين في أمدجراس والاستماع منهم وبشرح مفصل عن الاحتياجات الأساسية وذلك لتوفيرها بأفضل المقاييس والمعايير.
وزار الفريق الإنساني الإماراتي خلال شهر سبتمبر الماضي، ثلاث مدارس، وهي كلية الثانوية “بنين”، ومدرسة البنات، والمدرسة الابتدائية، لتفقد أعمال إعادة التأهيل التي بدأت مؤخرا، وذلك بالتنسيق والمتابعة مع مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية.
ويتكون الفريق الموجود في تشاد، من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. ومكتب تنسيق المساعدات الإماراتية.
وسيتم تجهيز الفصول الدراسية بالأثاث الحديث وكذلك المرافق التابعة للمدارس. على أن تتواصل الزيارات الميدانية للمدارس للوقوف على سير العمل حتى إنجاز أعمال الصيانة بشكل كامل.
ويواصل مكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد. جهوده بالعمل والزيارات الميدانية للقرى في أمدجراس لتوفير الاحتياجات الأساسية للاجئين السودانيين والمجتمع المحلي ورصد المتطلبات والسعي لتوفيرها بأسرع وقت ممكن.
وسبق أن تلقى قطاع التعليم في السودان دعما إماراتيا سخيا خلال فترة جائحة كورونا عبر تزويد السودان بالمقاعد الدراسة والمستلزمات التعليمية التي غطت أكثر من 70% من الاحتياجات الأساسية للمدارس ما ساهم في استقرار العملية التعليمية على مستوى ولايات السودان في إطار الدعم الأخوي من دولة الإمارات.
وقدمت الإمارات عام 2020 ضمن حزمة مساعدات، مستلزمات لدعم القطاع التعليمي في السودان لبت احتياجات 400 ألف طالب وطالبة من المقاعد الدراسية في مختلف الولايات السودانية وذلك تعزيزا لمسيرة التعليم في السودان وذلك في إطار حرصها على تحسين حياة الشعب السوداني وتمكينه من تجاوز التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.
كما وزعت الفرق الميدانية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في سبتمبر/أيلول 2022 حقائب مدرسية وقرطاسية على طلاب وطالبات أبناء الأسر السودانية المتعففة والأشد احتياجاً والمتضررة جراء الأمطار والسيول التي ضربت عدداً من الولايات آنذاك وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
بناء مدارس اليمن
ومن السودان إلى اليمن، حيث تواصل الإمارات جهودها في بناء عشرات المدارس لأبناء اليمن.
دعم إماراتي متواصل كان أحدثه بناء وتشييد 3 مدراس تعليمية نموذجية في مدينة المخا، أحد أهم الحواضر اليمنية على البحر الأحمر، وذلك كون المدارس هي البنية التحتية في بناء المجتمعات ورفعتها.
وفي 30 أغسطس الماضي. افتتح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح. 3 مدارس للتعليم الأساسي والثانوي في مديرية المخا بُنيت وأُهِّلت بدعم إماراتي عبر خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية.
وتواصل دولة الإمارات دعم قطاع التعليم في اليمن عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. حيث شيدت طيلة السنوات الماضية عشرات المدارس التعليمية في المناطق المحررة منها أكثر من 346 مدرسة بين عامي 2015 و 2019.
ومنذ عام 2015. بلغ حجم الدعم الإماراتي للشعب اليمني نحو 6.6 مليار دولار.
مدارس سوريا
وبالتوازي مع تأهيل مدارس تشاد، وبناء المدارس في اليمن. تواصل الإمارات أعمال الصيانة والتأهيل في عدد من مدارس محافظة اللاذقية السورية. وذلك ضمن مبادرة “مدرستي هويتي” التي أطلقتها الهيئة لتسهيل عودة الطلاب إلى مدارسهم.
وتتضمن المبادرة تأهيل وصيانة نحو 40 مدرسة. موزعة على مناطق المحافظة. بعضها خرج من الخدمة بشكل كامل جراء الزلزال الذي ضرب البلاد 6 فبراير الماضي.
وتشمل المبادرة صيانة الصفوف والقاعات والمرافق الصحية ودورات المياه والقاعات الصفية والإدارية وتزويدها بالتجهيزات والأثاث اللازم. خلال مرحلة التعافي المبكر بعد آثار الزلزال.
وأجرى وفد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. برئاسة حمود عبد الله الجنيبي، الأمين العام المكلف. زيارة لسوريا أغسطس/آب الماضي للاطلاع على آخر مستجدات أعمال الصيانة والتأهيل في عدد من مدارس محافظة اللاذقية السورية.
وتعد مبادرة “مدرستي هويتي” إلى جانب المبادرات الإنسانية .والإغاثية الأخرى التي أطلقتها الهيئة في سوريا طريقاً نحو التعافي من آثار الزلزال.
مدارس أوكرانيا
وفي الشهر نفسه (أغسطس الماضي)، أرسلت دولة الإمارات. طائرة تحمل على متنها 2500 جهاز كمبيوتر محمول و10,000 حقيبة مدرسية للمساهمة في دعم العملية التعليمية للطلاب الأوكرانيين وذلك بالتعاون مع مؤسسة السيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا.
وقال سالم أحمد سالم الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية أوكرانيا. إن الجهود الإغاثية التي تقدمها دولة الإمارات متواصلة في دعم الاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الأوكراني. وضمان استمرار العملية التعليمية لمن اضطرتهم الظروف إلى اللجوء للدول المجاورة أو النزوح داخليا. وذلك عبر استخدام التقنيات الرقمية في التعليم.
وأشار إلى أن هذه الإمدادات تأتي في إطار حرص دولة الإمارات على المساهمة في دعم القطاع التعليمي وتعزيز الجهود المبذولة في تهيئة الظروف اللازمة لاستمرار تعليم الأطفال في المدارس الأوكرانية من خلال التعلم عن بعد”.
ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية الروسية. قدمت دولة الإمارات إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأزمة في أوكرانيا. منها تقديم 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين. كما تم تدشين جسر جوي تضمن إرسال 11 طائرة حتى الآن تحمل على متنها نحو 714 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و10 سيارات إسعاف، إلى المدنيين داخل أوكرانيا.
كما أرسلت دولة الإمارات باخرة تحمل على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية تم إرسالها إلى بولندا ورومانيا ليتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
مدارس فلسطين
وفي إطار حرصها المتواصل على دعم الشعب الفلسطيني. أعلنت الإمارات مطلع يونيو/حزيران الماضي عن مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار (73.6 مليون درهم). لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» التي تحرص على توفير التعليم. والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وبعد نحو شهر ، وتحديدا في يوليو/تموز الماضي. قررت دولة الإمارات بناء على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات. فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وكالة أونروا وخدماتها. ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية. وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كانت لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
وأكّدت دولة الإمارات التزامها الثابت بدعم وكالة “أونروا” ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجه أداءها العمليات الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة. وأداء رسالتها السامية في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وقبل المساهمتين الأخيرتين. كانت الإمارات قد قدمت مساعدات لفلسطين في الفترة ما بين 2018 و2023، بقيمة 521 مليون دولار، منها 119.3 مليون دولار من خلال وكالة «الأونروا».