سياسة

الرئيس التونسي يشدد على التعامل من موقع الندّ للند بين بلاده وأوروبا


 شدد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه اليوم الاثنين نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على سيادة تونس وضرورة التعامل من موقع الندّ للند.

فيما يأتي هذ اللقاء قبل المباحثات التي ستجري الثلاثاء بين كاترين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية ونظيرها التونسي في باريس حول مسألة الهجرة وسبل دعم تونس لمواجهة أزمتها الاقتصادية.

وقال سعيد إن “بعض الأقلام لا يزال أصحابها يهزّهم الحنين إلى خطب جيل فرّي” الذي كان من أبرز أنصار الحركة التوسعية الاستعمارية، مؤكدا على ضرورة تمسّك تونس بعلاقاتها الإستراتيجية مع الدول الأوروبية ومع الاتحاد الأوروبي في إطار المصلحة المشتركة.

وتطرّق إلى المبادرة التي كان تقدّم بها بشأن تنظيم قمة تجمع دول شمال أفريقيا ودول جنوب الساحل والصحراء ودول شمال البحر المتوسط لمعالجة أسباب الهجرة، معتبرا أنه “لا يمكن أن توصف إلا بغير الإنسانية”.

وأشار إلى أن الحلول الأمنية التقليدية أثبتت قصورها وحدودها، حيث تقتصر على معالجة النتائج والآثار دون القضاء على أسباب الهجرة غير النظامية.

وكان نبيل عمار قد صرح في وقت سابق أن “السلطات التونسية من حقها أن تنبه عندما تتزايد تدفقات المهاجرين غير القانونيين مع كل العواقب التي قد تترتب على ذلك”.

وفي سياق متصل قال فوزي المصمودي المدعي العام والمتحدث باسم محكمة صفاقس اليوم الاثنين إن مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء قتل طعنا وأصيب خمسة آخرون في هجوم نفذه شبان تونسيون في وسط شرق تونس.

وتابع أن هذا الهجوم نفذ في الليلة الفاصلة بين 22 و23 مايو على يد سبعة تونسيين مسلحين بسكاكين وسيوف على 19 مهاجرا تجمعوا في منزل في حي الحفارة الشعبي في صفاقس.

وقتل رجل من بنين يبلغ 30 عاما في هذا الهجوم ونقل خمسة أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى المستشفى وبحسب المصدر ذاته “جروحهم ليست خطيرة”. وقال المصمودي إن ثلاثة تونسيين أعمارهم 17 و23 و36 عاما اعتقلوا بعد فتح تحقيق قضائي.

وشجبت عدة منظمات غير حكومية هذه الجريمة التي “تأتي في أجواء الخطابات المتواصلة للتحريض على الكراهية. والعنصرية ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”، وفقا لبيان صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف المصمودي أن مقاطع الفيديو تظهر بحسب النتائج الأولية للتحقيق، سبعة رجال يهاجمون المهاجرين، مشيرا إلى أن التحقيق مستمر لمعرفة دوافع الهجوم.

وحذرت 23 منظمة غير حكومية في بيان مشترك من تفشي خطاب الترهيب ضد المهاجرين الأفارقة المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يساهم في التعبئة ضد الفئات الأكثر ضعفا ويؤجج السلوك العنيف ضدهم.

وانتقدت هذه المنظمات ومن بينها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب “مناخ الإفلات من العقاب وتطبيع العنف” وحملت الرئيس التونسي قيس سعيد مسؤوليته.

وتكثف رحيل المهاجرين الأفارقة من تونس بعد خطاب ألقاه سعيد في 21 فبراير انتقد فيه الهجرة غير الشرعية واعتبر أنها تهديد ديموغرافي لبلاده.

وفقد جزء كبير من رعايا دول أفريقيا جنوب الصحراء الـ21 ألفا المسجلين رسميا ومعظمهم في وضع غير شرعي، بين ليلة وضحايا وظائفهم ومساكنهم نتيجة حملة ضد المهاجرين. فيما تم تسجيل حالات اعتداء.

ويأتي معظم المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس للهجرة من طريق البحر إلى أوروبا والوصول بشكل غير قانوني الى السواحل الإيطالية. لكنهم غالبا لا يستطيعون تحمل التكلفة التي تبلغ مئات الدولارات للوصول إلى إيطاليا.

وألغت تونس شرط الحصول على تأشيرة للعديد من البلدان الأفريقية خلال العقد الماضي. لكن الحصول على تصريح إقامة يمكن أن يكون أمرا صعبا للغاية.

وفي سياق متصل كشفت صحيفة “دايلي ميل” أنّ روبرت جنريك وزير الهجرة البريطاني بدأ اليوم الاثنين جولة في أفريقيا تشمل تونس والجزائر. يقدم خلالها كافة إمكانيات المملكة المتحدة للمساعدة في تفكيك عصابات الهجرة غير النظامية.

وأكد جنريك أن “بريطانيا ستقوم بإجراءات جديدة للحدّ من عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا نحو أوروبا. وستكثف جهودها للقضاء على العصابات التي تنظم عمليات الهجرة”، وفق المصدر نفسه.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى