الدبلوماسية الإماراتية.. مسيرة مليئة بالإنجازات العالمية
نجحت الإمارات من خلال سياستها الدبلوماسية في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي، مسجلة بذلك أعلى معدلات التميز منذ نشأتها، حيث تتسم بالوعي والحكمة والحنكة والشفافية والمصداقية وحسن الجوار، وجميعها أسهمت في ترسيخ علاقاتها مع جميع دول العالم.
سياسة الإمارات الخارجية تفصح عنها المسيرة المليئة بالإنجازات؛ إذ تعد الدولة قوة معتدلة، جذورها الحكمة والاعتدال، ما مكنها من بناء منظومة علاقات عالمية رفيعة المستوى في المجالات كافة، قائمة على التوازن ومناصرة الحق والعدالة، وتستند إلى أسس الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء، واحترام المواثيق الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل جميع النزاعات بالطرق السلمية التي تحقق الاستقرار للجميع.
وركزت القيادة الرشيدة للدولة على بناء العلاقات على أساس المصالح والجنوح إلى السلم والحوار والالتزام بالمواثيق الدولية، والحفاظ على الإرادة السياسية وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتركيز على التعليم وتعزيز التسامح، والمساعدة في إيصال الأصوات المعتدلة، وتعزيز التنوع الثقافي في دولتنا والمنطقة.
وشهدت الإمارات انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي أفرز شراكات استراتيجية وسياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية، مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم؛ الأمر الذي عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي؛ إذ أجمعت آراء الخبراء والمحللين على أن الإمارات بفضل علاقاتها القوية مع دول العالم حققت إنجازات تُبلور شخصيتها، وحنكة القائمين على إدارتها، بفضل رؤية المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، وباني نهضتها، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمبادرات الخلاقة التي أطلقتها دبلوماسية أرض زايد الخير، بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى داخل الدولة وخارجها، فضلاً عن إصرار وعزيمة الشعب الإماراتي العظيم.
إحصائيات متعلقة بالإمارات
ويبلغ عدد إلى أن عدد الدول التي ترتبط مع دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية، بحسب الإحصائيات والبيانات، إلى 192 دولة، فيما ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 84 سفارة و20 قنصلية، إضافة إلى أربع بعثات دائمة، بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 113 سفارة، و74 قنصلية عامة، و16 مكتباً تابعاً للمنظمات الإقليمية والدولية.
وبخصوص جواز السفر، ارتفع عدد الدول التي تسمح لمواطني الإمارات بدخول أراضيها بجواز السفر العادي إلى 126 دولة في العالم، واحتلت دولة الإمارات خلال عام 2016 المرتبة ال26 على مستوى العالم من حيث قوة جواز السفر، وفقاً لمؤشرPassport Index، وجاءت في المرتبة الثانية عربياً و17 عالمياً ضمن مؤشر التنافسية العالمية 2015-2016 الذي أعده المنتدى الاقتصادي العالمي، وحلّت الدولة في المرتبة الأولى عالمياً في جودة الطرق وانخفاض نسبة التضخم وقلة تأثير الضرائب على حوافز العمل، كما حلّت في المرتبة الثانية عالمياً في المؤشرات الفرعية التالية: جودة البنية التحتية بشكل عام، وجودة البنية التحتية للنقل الجوي، وقلة تأثير الضرائب على حوافز الاستثمار. وحلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في جودة البنية التحتية للموانئ.
هذا، ونجحت الدبلوماسية الإماراتية في إرساء بيئة اقتصادية واستثمارية ملائمة ومواتية لنمو قطاع الأعمال، والاستثمار الإماراتي، وتمهيد الطريق أمام القطاعات التنموية لتنفيذ مشاريعها الاستثمارية في مختلف أنحاء دول العالم، من خلال اتفاقيات مختلفة أبرزها تجنب الازدواج الضريبي، وحماية تشجيع الاستثمار، والتي تضمن حماية وتشجيع الاستثمارات الإماراتية حول العالم، وبلغ عدد اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي وحماية تشجيع الاستثمار 163، فيما يبلغ عدد اتفاقيات مذكرات التفاهم لتنظيم خدمات النقل الجوي 165، ما أتاح للناقلات الوطنية تسيير رحلات إلى مختلف دول العالم.
وتمثل وزارة الخارجية منذ إنشائها مقومات المجتمع الإماراتي ونافذته على العالم الآخر، فينشر من خلالها فكر ورؤية القيادة الإماراتية التي تؤكد قيم الإخاء الإنساني وتدعو دائماً إلى رفع المعاناة عن الإنسان، بصرف النظر عن جنسه أو دينه، مشددة على ضرورة تعميق قيم السلام العالمي وحل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار.
تعزيز الصداقة
وتشكل الوزارة عبر سفاراتها وإداراتها المختلفة وبعثاتها الدبلوماسية المنتشرة حول العالم، ومن خلال سفرائها وممثليها ودبلوماسيها همزة الوصل بين قيادة دولة الإمارات وشعوب العالم بكافة أطيافه، وتعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم على مختلف الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقامت دبلوماسية دولة الإمارات بجهود مكثفة وتحرك نشط، من أجل العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل مستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد نزاعات أو كوارث طبيعية، فضلاً عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين، وإعادة الإعمار في المناطق بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكتها المتميزة مع أطراف عدة وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لصيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين.
دعم التنمية
وتعمل الوزارة على دعم عوامل التنمية والنهضة الاقتصادية والثقافية، وإرساء دعائم السلام والإخاء في العالم، وهو الأمر الذي أكسب المواطن الإماراتي احتراماً وتقديراً كبيرين أينما حل خارج الإمارات، وأضاف إلى صورة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية مزيداً من العلامات المضيئة.
وتشهد العلاقات الإماراتية مع العالم توسعاً كبيراً في جميع المجالات وعلى المستويات كافة.. بما يخدم المصالح الوطنية العليا، ويصب في مصلحة مسيرة التنمية في الداخل من منطلق الحرص على جعل السياسة الخارجية في خدمة التنمية، فضلاً عن تعزيز حضور الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعمق تأثيرها في القضايا والملفات المطروحة على أجندة الإقليم والعالم، خاصة مع ما يميز توجهاتها ومواقفها من اعتدال وحكمة وحرص على استقرار العالم وأمنه وتنميته.
ومن أهم نتائج السياسة الخارجية الإماراتية القائمة على الانفتاح والتوازن والمصالح المشتركة، تلك الثقة الكبيرة من قبل العالم بالإمارات وسياساتها، وهي الثقة التي انعكست وتنعكس على كثير من المواقف تجاهها؛ تنظيماً للعديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية، وفوزها بتنظيم قمة الطاقة العالمية 2019 في أبوظبي، وتنظيم معرض إكسبو 2020 في دبي، على الرغم من المنافسة الكبيرة على تنظيم هذين الحدثين العالميين المهمين من قبل دول كبرى.
وتقدم الدولة نموذجاً جاذباً على المستوى العالمي، من حيث التنمية الاقتصادية والقيم الثقافية والاستقرار السياسي والاجتماعي، وهذا يجعل دول العالم المختلفة في الشرق والغرب حريصة على تعزيز العلاقات معها في المجالات كافة، والاستماع إلى رؤيتها في قضايا المنطقة والعالم والتعرف إلى تجربتها التنموية الرائدة، وهذا كله يمثل أحد مصادر القوة للإمارات على الساحة الدولية، وأحد جوانب الدعم للسياسة الخارجية الإماراتية.
الشرق الأوسط
وإذا كانت الدول المختلفة في العالم مهتمة على الدوام ببناء علاقات قوية مع الإمارات والاستماع لرأيها، فإن هذا الاهتمام تصاعد بشكل ملحوظ في ظل التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بمسار الحرب ضد الإرهاب، حيث تعد الإمارات العربية المتحدة من الدول السباقة إلى تبني مواقف واضحة في مواجهة التطرف والإرهاب والعنف والقوى التي تقف وراءها وتشجعها، والقيام بمبادرات عدة لبناء موقف إقليمي ودولي قوي في التصدي للأفكار المنحرفة التي تشجع على الإرهاب، وإبداء الاستعداد الدائم للانخراط في أي جهد أو تحرك دولي يهدف إلى محاربة التطرف أياً كان مصدره، أو الجهات التي تتبنّاه، من منطلق إيمان كامل بأن التطرف وما يرتبط به من ظواهر مدمرة، هو أكبر تهديد لأمن العالم واستقراره.
وينظر العالم إلى دولة الإمارات خلال المرحلة الحالية، على أنها عنصر استقرار إقليمي لما لديها من توجهات حضارية مضادة للإرهاب، وما تقوم به من جهد كبير من أجل تعزيز وتعميق قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر، وتقديمها لنموذج في التعايش بين الثقافات والديانات والأعراق، وهو نموذج مضاد لما تريد قوى التطرف نشره من تعصب وغلو وإرهاب.
مواقف تاريخية
لدى الإمارات مواقف تاريخية مشهودة على صعيد دعم قضايا الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانب المغلوبين على أمرهم، والمعتدى عليهم، والمغتصبة حقوقهم، حيث استعادت أمن هؤلاء، وأعادت لهم استقرارهم ومكتسباتهم، ومن ذلك مشاركتها في عمليتي عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، في اليمن، دفاعاً عن الشرعية ورد الحق إلى أصحابه.
وتعد المساعدات التنموية والإنسانية مكوناً رئيسياً في السياسة الخارجية للدولة.