سياسة

الحوثي والإخوان وقوائم الإرهاب الأمريكية


خطت الولايات المتحدة الأمريكية خطوتين مهمتين للغاية على طريق مكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي.

الأولى تمثلت في قيام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بإخطار الكونجرس نيّته تصنيف الحوثيين “جماعة إرهابية” في 19 يناير2021؛ أي قبل يوم واحد من مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض. والثانية إدراج واشنطن تنظيمَي “ولاية سيناء” و”حسم” الناشطَين في شبه جزيرة سيناء المصرية على قوائم مكافحة الإرهاب.

أهمية الخطوتين تتمثل في حقيقة أن واشنطن بدأت تضع الإصبع على الجرح، وبدأت تتخذ خطوات جادة في مواجهة المليشيات والجماعات المهددة لأمن واستقرار دول منطقة الشرق الأوسط والعالم، وعلى رأسها وعلى رأسها مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابيتين؛ فالأولى، وهي جماعة الحوثي، والتي يُنظر لها على نطاق واسع باعتبارها إحدى أذرع إيران في المنطقة، بات معروفاً للجميع دورها التخريبي وسلوكياتها الإرهابية داخل اليمن وخارجه، فعلى المستوى الداخلي انقلبت هذه الجماعة على الحكومة الشرعية، ومارست كل الجرائم الإرهابية بحق أبناء اليمن الشقيق من قتل وخطف وتعذيب وتشريد واستهداف اليمنيين، وعرقلت كل الجهود لتحقيق السلام في هذا البلد.

وعلى المستوى الخارجي، تنوعت سلوكيات هذه الجماعة وأعمالها الإرهابية بين استهداف المدنيين في الدول المجاورة ولا سيما المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتهديد حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديد تجارة النفط العالمية، واستهداف المنشآت النفطية السعودية، وغيرها من الممارسات والجرائم التي تجعل هذه المليشيات مصدراً رئيسياً للتوتر وعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة برمتها.

وبالتالي، فإن وضع هذه الجماعة على لائحة الإرهاب الأمريكية هو أمر منطقي للغاية، وله ما يبرره، وله أيضاً تأثيراته الإيجابية المهمة؛ لأنه سيضع الكثير من القيود على هذه المليشيا الإرهابية والقوى التي تدعمها بالمال والسلاح، كما أنه سيزيد من عزلة الجماعة إقليمياً ودولياً، ما قد يجبرها على الاستجابة للضغوط الدولية، الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لأزمة الشعب اليمني التي قاربت على إكمال عشر سنوات كاملة.

أما الجماعة الثانية، وهي حركة “حسم”، فأهمية الخطوة لا ترجع فقط إلى كون هذه الجماعة مارست الأعمال الإرهابية بحق الشعب المصري، وإنما أيضاً، وهو الأهم، لأن هذه الجماعة تتبع مباشرة جماعة الإخوان المسلمين، وهي ذراع لها تمارس العنف والإرهاب منذ الإطاحة بالجماعة من الحكم في مصر، وهذا يقدم دليلاً لا يقبل الشك على تورط جماعة الإخوان المسلمين المباشر في أعمال الإرهاب، بعد سنوات طويلة من تنصل الجماعة من أعمال الإرهاب التي تمارسها الجماعات المنبثقة عنها، بحجة أن هذه الجماعات انشقت عنها ولا تمثلها، وهو ما يفتح المجال أمام تصنيف جماعة الإخوان نفسها باعتبارها جماعة إرهابية.

أهمية الخطوة الأمريكية أيضاً تعود إلى أن القرار الأمريكي شمل ضم عضوين قياديين من جماعة الإخوان يقيمان في تركيا إلى لائحة الإرهاب، وهما: علاء علي محمد الملقب بـ”علاء السماحي”، ويحيى السيد إبراهيم الملقب بـ”يحيى موسى”، القياديان في تنظيم حسم، وهذا الأمر يضع تركيا أمام خيارات صعبة، إما تسليم هذه العناصر الإرهابية وإما مواجهة عواقب اتهامها بإيواء عناصر إرهابية دولية، كما أن هذا الأمر قد يدفع أنقرة إلى مراجعة سياساتها الداعمة للإخوان وإيواء عناصر الإخوان الفارين، الذين باتوا هم أنفسهم يخشون حالياً من قيام أنقرة بالتضحية بهم لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوات جاءت في الأيام الأخيرة لوجود إدارة ترامب في السلطة فإنها تضع السياسة الأمريكية على المسار الصحيح؛ لأن أي مكافحة جادة للإرهاب لا بد أن تبدأ بتحديد الجماعات الإرهابية التي ينبغي محاربتها، والجميع باتوا يدركون حقيقة أن الإخوان والحوثيين من بين أكثر الجماعات تهديدا لأمن الشرق الأوسط في وقتنا الحالي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى