“الحوثي” منظمة إرهابية.. أخيراً
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستصنف جماعة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية.
مع وضع زعيمها وشخصين آخرين من قادتها على قائمة الإرهابيين الدوليين، وأن التصنيف يهدف إلى محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية، وسوف يُخطر الكونجرس بذلك.
هذه الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب قبل رحيلها بأيام لم تكن مطلوبة فحسب، بل تأخرت كثيراً، كون مليشيات الحوثي مؤهلة بامتياز منذ عدة سنوات لتوضع على قائمة الإرهاب. فقد أثبتت عصابات الحوثي العميلة للنظام الإرهابي في إيران، منذ اليوم الأول، أنها إرهابية بجدارة، تعمل ضد الشعب اليمني، وتحارب الحكومة اليمنية المعترف بها عربياً ودولياً، وترتكب الجرائم والتهجير والسلب والنهب، وتطلق الصواريخ لاستهداف المدنيين داخل السعودية، وتهدّد الملاحة البحرية.
هذا القرار الذي طال انتظاره يعزز الحراك الدولي لمحاصرة النظام الإيراني، فالمسألة لا تخص اليمن فقط، بل تشمل أيضا الساحة الدولية، حيث يمضي المجتمع الدولي في مسيرة ضمان الأمن والسلم الدوليين وحماية الاقتصاد العالمي. ولذلك، فإن أي خطوة تتخذ ضد “الحوثي” ومن يقف خلفه بالدعم والتمويل والتدريب، هي في الواقع خطوة تصب في مصلحة المجتمع الدولي كله، دون أن ننسى أن النظام الإرهابي في إيران يشكل تهديداً دائماً للأمن العالمي، والإرهاب الحوثي في اليمن هو جزء من استراتيجية الخراب التي وضعتها إيران وتتبعها من أجل نشر الفوضى والدمار في كل نقطة يمكنها الوصول إليها.
القرار الأمريكي بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية يؤكد أن واشنطن تقف إلى جانب الشرعية والحق، وتتحرك في كل الاتجاهات للتوصل إلى حل سياسي شامل لوقف الحرب في اليمن. والمطلوب من المجتمع الدولي أيضاً سرعة تصنيف “الحوثي” منظمة إرهابية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتشجيع الدول على اتخاذ قرارات مماثلة لمحاصرة هذه المليشيا الإرهابية للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ اتفاقيات السلام للوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية.
أما أولئك الذين يتذمّرون ويسوّقون لرواية كاذبة واهية لا تمت للحقيقة بصلة بزعمهم أن قرار الخارجية الأمريكية بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية، فإنهم نسوا أو تناسوا أن الأزمة الإنسانية تقف وراءها مليشيات الحوثي التي لم تكتفِ بمنع دخول قوافل الإغاثة إلى المناطق التي تحتلها وغيرها فحسب، بل نهبتها ووزعتها على المليشيات ظلماً وعدواناً.
التصنيف الأمريكي، كما ذكر بومبيو، يهدف إلى محاسبة جماعة الحوثي على أعمالها الإرهابية، والأهم هنا أن تكون العقوبات فاعلة ورادعة، وليس كما حدث لتصنيف جماعات أخرى في أوقات سابقة بأنها إرهابية، لكنها لم تنل من العقوبات الجادة ما هو كفيل بردعها، وحينها نستطيع الجزم بأن هذا التصنيف سيساعد على تحقيق تقدم مطلوب على صعيد الحل السياسي، والتحالف العربي بلا شك يدعم كل الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث ومقترحاته لإنهاء الأزمة اليمنية.