الحوثي، الإخوان وحزب الإصلاح اليمني.. تاريخ طويل من الجرائم المشتركة
بالرغم من جهود الكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تبذلها لأجل أبناء اليمن، إلا أن حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان، يحاول بكل السبل تشويهها واستهدافها عبر أذرعه الإعلامية المتعددة. إذ لا تختلف أهدافه كثيرا عن أجندة الحوثيين تجاه اليمن.
وتعمد الحزب استهداف جهود الإمارات خلال الفترة الماضية، في اليمن أكثر من مرة من قبل حزب الإصلاح اليمني الذي ينشر الأكاذيب والشائعات، دون أي أدلة.
رغم مساعي الإمارات والتي كان آخرها افتتاح مستشفى ضخم وأيضا تشغيل محطة كهرباء الميخا لإنارة المدينة الظالمة.
ومن المعروف العلاقة التاريخية الضخمة بين جماعة الإخوان وحزب الإصلاح، رغم إنكار الحزب اليمني لذلك مرارا، بينما يخالف ذلك الحقيقة.
إذ كشفت مؤخراً صحيفة The Intercept الأميركية أنّ اجتماعاً على أرفع مستوى عُقد في تركيا العام 2014 بين “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وجماعة “الإخوان المسلمين”. وقد أظهرت الوثائق أنّ التحالف -الإيراني الإخواني- كان أبرز أهدافه إفشال الدور السعوديّ والإماراتي في اليمن.
كما قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق في الجماعة، في كتابه “أئمة الشر”: “في تاريخ الإخوان القديم، ورقة ظلّت مخفيّة لا يعرف أحد عنها شيئاً، أذهلتني حين عرفتُها، كانت مخبّأةً في أحد دهاليز الجماعة، من دون أن يلتفت إليها أحد، أو يشعر بقيمتها التاريخية كانت هذه الورقة تحتوي على خبر زيارة لمقرّ الإخوان في مصر، قام بها سيد روح اللَّه مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، وظل التنسيق بين الإخوان والإيرانيين متواصلاً حتى العام 1979 عندما قامت الثورة الإيرانية، ثم تم الاتفاق بينهما على تشكيل جماعة تابعة لهما باليمن”.
وهو ما يبرر أسباب العلاقة بين الإصلاح اليمني وإيران والإخوان والحوثي والتعاون بينهم، وهو ما تبين عندما أنكر الإخوان عاصفة الحزم بشدة، وهاجموها والتحالف. وزعموا أنها عدوان، بينما ترددت قيادة حزب الإصلاح في أول الأمر وظلت أياما كذلك، ثم زعمت تأييدها لعاصفة الحزم على خجل. ما كان أشبه بالمداهنة والتلاعب السياسي.
وعقب ذلك حرصت قيادة الإصلاح على تكديس المعونات والأسلحة التي تأتي من التحالف، وادخارها، وعدم توصيلها للمقاتلين. وما إن يتقدم الحوثي حتى تكون له تلك الأسلحة المخزونة والمعونات المدخرة لقمةً صائغة، كما حصل في الجوف، وبعض جبهات مأرب وغيرها. لذا في الوقت الذي كان الإصلاح هو المسيطر على وزارة الخارجية؛ فإن التقارير الحقوقية التي ترفع من تلك الجهة إلى المنظمات الدولية كانت تصدر لمصلحة الحوثيين؛ فضلا عن السيطرة على الكثير من المواد الإغاثية التي تأتي من دول التحالف؛ وعدم صرفها للمستحقّين من أفراد المقاومة، والمواطنين في المناطق المنكوبة، بل حسب انتماءاتهم الضيّقة.
الإصلاح والإخوان
كما تظهر العلاقة بين الإصلاح والإخوان، أنّ عدداً من قيادات ومؤسسي الحزب هم من أصول زيدية، ومن بينهم، الرئيس الأول والمؤسس للحزب، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، والشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس مجلس شورى الحزب والمرشد الديني والروحي لعدد من السياسيين فيه، وأحد أبرز مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
كما تعمدت قيادات حزب الإصلاح وفي مناسبات متباينة إلى إعلان عدم ارتباطهم بالإخوان، رغم الصلات التاريخية بينهما، والعلاقة الممتدة ونقاط التقاطع على مستوى التنظيم والأيديولوجيا والممارسات العملية،فقد سبق وزعم الحزب في بيان رسمي، بأنه: “حزب سياسي منفتح على الأفكار والمكونات. وفي الوقت نفسه لا يسمح لأي أطراف سياسية غير يمنية بالتدخل في شأنه اليمني أو في رؤاه كحزب سياسي، والتي تربطه بالكثير منها علاقات صداقة واحترام”. رغم أنه في البيان ذاته، أكد “احترامه لتجربة الإخوان التاريخية العريقة والناضجة المنطلقة من الوسطية كمنهاج دعوة وحياة”.