متابعات إخبارية

الحكومة العراقية تدعو إلى تعاون إيجابي مع سوريا لتخفيف التوتر السياسي


أعرب زعيم تيار “الحكمة الوطني” عمار الحكيم، عن قلقه إزاء بعض التطورات التي تحصل في سوريا بعد اسقاط نظام بشار الاسد من قبل الفصائل المسلحة، مشددا على ضرورة تحصين جبهة العراق الداخلية من أي تداعيات، حيث يتخوف الحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران مما سيحدث لاحقا، بينما تسعى الحكومة للتعاون “الإيجابي” مع السلطة الجديدة لضمان الأمن على الحدود.

ويرى متابعون أن القوى السياسية تدرك أن الوضع في العراق بات على حافة التغيير، بعد تصفية حزب الله اللبناني وسقوط الأسد في سوريا. لذلك يدعون إلى التزام الهدوء السياسي والابتعاد عن التصادم مع أي ظاهرة في سوريا، وانتظار اتضاح الرؤية بشأن طبيعة النظام القادم وعلاقاته الدولية ومع دول الجوار.

وأجرى الحكيم صباح الأربعاء زيارة الى محافظة كركوك التقى خلالها محمد ابراهيم حافظ رئيس مجلس محافظة كركوك، وريبوار طه محافظ كركوك واعضاء مجلس المحافظة والمسؤولين في الحكومة المحلية.

وقال الحكيم في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس المجلس والمحافظ، إنه “في الأيام الأخيرة شهدنا تطورات إقليمية وكان أهمها التطور في الساحة السورية”، مردفا بالقول “نتابع باهتمام ما يجري في الساحة، ونتمنى ان يعمّ السلام والوئام والاستقرار في هذا البلد”.

واستدرك “لكن ننظر بقلق في بعض التطورات، ونتمنى أن نحصن واقعنا العراقي من أية تداعيات سلبية لمثل هذا الحراك”، مؤكدا أن “هناك اجراءات امنية مهمة تتخذها القوات المسلحة العراقية في الحدود”.

وشدد الحكيم على أن “أفضل خطوة نقوم بها هي ترصين جبهتنا الداخلية من خلال التعاون والتكامل الشراكة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد حل الإشكاليات وتصفيرها، وهذا كله هو المدخل الصحيح الذي يجعل العراق محصنا ومؤمن من اية انزلاقات او مخاطر تمسُّ أمن مواطنيه”.

وأصدر المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، بيانا بعد سقوط نظام الأسد، أكد فيه ضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، وعلى أهمية أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها.

وأوضح العوادي، أن “العراق يجدد تأكيده أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى، ولن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة”.

وصرح العوّادي مجددا الأربعاء ان “العراق يحمل (غصن الزيتون) للواقع السوري الجديد، وهو جاهزٌ لبناء أفضل وأوثق العلاقات السياسيَّة والاقتصاديَّة وغيرها، وهناك خطط استثماريَّة عراقيَّة طموحة لمستقبل العلاقات بين البلدين باعتبار أنَّ الجغرافيَّة السوريَّة من أقرب الوجهات نحو البحر الأبيض المتوسّط لنقل الطاقة ذهاباً.

وكشف في تصريحات صحافية عن خارطة طريقٍ عراقيَّةٍ للتعامل مع الأوضاع في سوريا بعد انتهاء نظام بشّار الأسد.

وبحسب العوّادي، فإنَّ الخارطة تتضمَّن (11) مساراً، هي “لم يتدخّل العراق بالشأن الداخليِّ السوريِّ، وكان الموقف السياديّ الوطنيّ أنْ يترك القرار للسوريين بتقرير مصير بلادهم ومستقبلهم، وألّا يتدخّل العراق عسكرياً ولا بأيِّ صورةٍ بالضدِّ من إرادة الشعب السوريِّ”.

كما يرفض العراق حالة (التدخل السلبيِّ) بأنْ يعمل مع طرفٍ سوريّ ضدَّ آخر، أو يدعم جماعة سياسيَّة أو مكوناتيَّة ضدَّ أخرى، وسيعمل بحالة (التدخل الإيجابيِّ) كشقيق وجار لمساعدة الدولة السوريَّة الجامعة لكلِّ السوريين، فضلاً عن أنَّ العراق لن يرجِّح أيَّ محورٍ إقليميّ على أيِّ محورٍ آخر للتأثير في سوريا”.

وأوضح أنَّ المشروع العربيَّ الجامع هو خريطة العراق لمستقبل سوريا، وسيكون الحراك العراقيّ متّسقاً ومتزامناً وتحت مظلة المنظومة العربيَّة، ولن يُرجِّح العراق أيَّ مشروعٍ إقليميّ على آخر في سوريا، وسيكون عاملاً مساعداً لتقارب المحاور الإقليميَّة.

ويتحرك العراق بواقع خبرته ما بعد (2003) والعلاقات التي نسجها، لدفع الأمم المتحدة والدول الكبرى والفاعلة للعمل مع الفعاليات السوريَّة ورفدها بالدعم اللازم، ويتطلع العراق إلى فتح سفارته وزيادة طاقمها الدبلوماسيِّ وتكثيف عملها لتكون أداة ربطٍ رسميَّةٍ بين البلدين، لحسب العوادي.

كما يأمل العراق تعاوناً أمنياً سريعاً بين بغداد ودمشق، لتأمين الحدود المشتركة، وفتح المنافذ التجاريَّة لتسهيل حركة التبادل التجاريِّ والاقتصاديِّ، والعراق يُرحِّب بكلِّ الفعاليات والتيارات السوريَّة، ومستعدّ للاستماع لمختلف الآراء والتوجّهات وتقديم النصح.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى