سياسة

الحسم يقترب.. لقاء بين الحزبين الكرديين لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة


 

تشهد الساحة السياسية في إقليم كردستان العراق حراكًا متسارعًا نحو التوصل إلى توافق نهائي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني .والاتحاد الوطني الكردستاني بشأن توزيع الحقائب الوزارية والمناصب السيادية في التشكيلة الدائمة لحكومة الإقليم، في خطوة من شأنها إنهاء حالة الجمود السياسي التي استمرت لأشهر، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والحكم الفعّال .وذلك بعد دعوة زعيم الحزب الديمقراطي مسعود برزاني للتسريع في تشكيل الحكومة كونه يخدم مصلحة الإقليم في ظل التطورات الإقليمية الحالية.

ونقل موقع شفق نيوز الكردي العراقي عن مصدر مطلع. أن الحزبين الكرديين سيعقدان يوم السبت المقبل اجتماعًا وصف بـ”الحاسم”، لمناقشة تفاصيل الاتفاق النهائي بشأن التوزيع الوزاري وترتيبات المناصب السيادية، وذلك استكمالًا لسلسلة لقاءات سابقة ساهمت في تجاوز العديد من العقبات الخلافية.
وأضاف المصدر أن الجانبين تمكنا خلال الأسابيع الماضية من التفاهم حول أبرز النقاط العالقة. وقد أعدا مسودة عمل مشتركة تهدف إلى ضمان شراكة سياسية متوازنة وإدارة حكومية فعالة قادرة على مواجهة التحديات القائمة في الإقليم، لا سيما تلك المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وتشير المؤشرات السياسية إلى أن هذا التقدم في المفاوضات لا يعكس فقط إرادة داخلية بين الطرفين الرئيسيين، بل ينسجم أيضًا مع ضغوط شعبية متزايدة لتجاوز الخلافات وتشكيل حكومة قادرة على الاستجابة لتطلعات مواطني الإقليم، في ظل أزمات متراكمة تشمل تأخر صرف الرواتب. وتراجع الخدمات، والتوترات في العلاقة بين أربيل وبغداد.

 التقدم في المفاوضات ينسجم مع ضغوط شعبية متزايدة لتجاوز الخلافات

وبحسب متابعين، فإن التفاهم بين الحزب الديمقراطي الكردستاني – الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أشهر – والاتحاد الوطني الكردستاني، من شأنه أن يعيد ترتيب البيت الكردي الداخلي ويمنح حكومة الإقليم دفعة قوية للانطلاق في تنفيذ برامجها التنموية والإصلاحية.
وقد لعب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الحزبين الكرديين، من خلال لقاءات غير معلنة وجهود دبلوماسية بعيدة عن الأضواء. هدفت إلى تذليل العقبات أمام تشكيل حكومة موحدة في الإقليم.
وقد شدد السوداني في أكثر من مناسبة على أهمية وحدة الصف الكردي في مواجهة التحديات الوطنية، مشيرًا إلى أن استقرار الإقليم هو جزء أساسي من استقرار العراق ككل.

وتتضمن المسودة المشتركة التي أُعدت خلال اللقاءات الماضية توزيعًا متوازنًا للوزارات بين الطرفين، مع التأكيد على الشراكة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتحديد أولويات المرحلة المقبلة التي تشمل الإصلاح الإداري، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التعاون مع الحكومة الاتحادية.
ويرى محللون أن التوصل إلى توافق دائم بين الحزبين الكرديين من شأنه أن يؤدي إلى استقرار طويل الأمد في الإقليم. ويضع حدًا للانقسامات التي طالما أثرت على أداء المؤسسات الكردية. خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تتطلب موقفًا موحدًا من القوى السياسية في كردستان.
من المقرر أن يحمل اجتماع السبت المقبل مؤشرات حاسمة على مستقبل التفاهم بين الطرفين، إذ من المتوقع أن يتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية. والإعلان الرسمي عن الاتفاق، في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها.

والأربعاء دعا الزعيم الكردي مسعود بارزاني. الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان إلى تسريع خطوات تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي. والنأي بالعراق عن النزاعات الإقليمية المتصاعدة.
وجاءت تصريحات بارزاني خلال كلمته في افتتاح الدورة السابعة عشرة لمعرض أربيل الدولي للكتاب، حيث شدد على التمسك بثقافة التعايش السلمي. واحترام التنوع، وحرية التعبير، قائلاً “نؤكد على حماية ثقافتنا التي نعتز بها، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب. هذه المبادئ لا يمكن أن نساوم عليها”.
وفيما يتعلق بالأوضاع السياسية في الإقليم. أشار بارزاني إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر/تشرين الاول الماضي، مؤكدًا أنها “أُجريت رغم تشكيك البعض بإمكانية تنظيمها. ورغم المخاوف من حدوث أزمات، لكنها مضت بنجاح وبشهادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.

وأوضح أن الانتخابات الأخيرة كانت أفضل من سابقاتها من حيث التنظيم والنزاهة. وأن نتائجها قد أُعلنت بشفافية، داعيًا جميع القوى السياسية. التي فازت بمقاعد برلمانية إلى المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة وفق حجمها البرلماني، مع التأكيد على أهمية وجود معارضة برلمانية “قوية تلعب دورًا في تصحيح المسار”.
وفي نداء مباشر للقوى السياسية، قال بارزاني: “فلنفتح صفحة جديدة، وأدعو الجميع إلى المشاركة في التشكيلة المقبلة.لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني”، مشيرًا إلى أن الطرفين قد قطعا خطوات إيجابية حتى الآن. إلا أن الأوضاع المتسارعة في المنطقة تتطلب الإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق السياسي”.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى