سياسة

الحرب الإعلامية ضد دبي.. “كورونا” ليس السبب!

1


إنها حملة جديدة تستهدف دبي، ليست الأولى من نوعها، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة.

فكلما حققت هذه المدينة، التي أبهرت العالم، نجاحاً جديداً، اتجهت إليها السهام، واستعرت الحرب الإعلامية ضدها، ومن الوسائل الإعلامية الغربية ذاتها، وتحديداً البريطانية، فهي التي شنت حملة مسعورة على دبي أثناء الأزمة المالية العالمية، وهي التي صوّرت المدينة بأنها على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادي، فإذا بها تفاجأ بتعافي دبي أسرع من غيرها، وإذا بها تنصدم بأن الفقاعة التي يروجون أنها ستنفجر، تُصبح قبلة العالم المالي والسياحي، وتحقق أرقاماً اقتصادية ومالية عجزت عنها معظم مدن العالم!

ليست دبي من تسبّب في الأزمة المالية العالمية، بل أمريكا والغرب هما السبب، ومع ذلك تأثرت دبي كغيرها من مدن ودول العالم، اقتصادياً ومالياً، وهذا شيء طبيعي نظراً إلى عالمية هذه المدينة، وارتباطها الوثيق بالغرب والشرق، والشمال والجنوب، لكنها سرعان ما تعافت قبلها جميعاً، وعاد اقتصادها بقوة إلى تحقيق أرقام عالية، في الحركة الاقتصادية والسياحية، وهو ما زادها جنوناً!

واليوم، يعيد التاريخ نفسه، فليست دبي هي من تسبّبت في انتشار الفيروس، بل العالم بأسره يعرف أن السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس، والمعروفة بسرعة الانتشار، انتشرت في بريطانيا، وانتقلت منها إلى دول كثيرة، وبسرعة شديدة، لدرجة أن دول العالم المختلفة أوقفت رحلاتها مع لندن، والجميع يرى صعوبة الأوضاع الداخلية في بريطانيا، وضعف الإدارة الحكومية في السيطرة على انتشار الفيروس، ومع ذلك يفاجئنا الإعلام البريطاني بمهاجمة دبي، بدلاً من التركيز على الوضع الداخلي الذي يزداد سوءاً في كل يوم وليلة!

ليس الفيروس هو ما يثير رعب الإنجليز من دبي، وليس هو ما يخشون قدومه منها، فإجمالي الحالات المصابة هناك فاقت 3.7 ملايين حالة، وهم في وضع يصفه الخبراء والمختصون بأنه “كارثي”، ولكن ما أثار رعب البريطانيين، ومنذ سنوات عدة، هو تجاوز أرقام دبي في العديد من الأنشطة الاقتصادية والسياحية أرقام العاصمة لندن، حيث تخطى مطار دبي الدولي مطار “لندن هيثرو” البريطاني، المصنف ثانياً في قائمة أكبر مطارات العالم، من حيث أعداد الركاب الدوليين، بأكثر من 13.8 مليون مسافر، خلال العام قبل الماضي، واحتفظ مطار دبي بصدارته لقائمة أكبر المطارات بأعداد المسافرين الدوليين، للعام الخامس على التوالي، مع ارتفاع عدد المسافرين.

ويتوقع كثير من الشركات العالمية المختصة أن دبي ستتخطى لندن خلال أربع سنوات، بحلول عام 2025، في أعداد السياح الدوليين، وتؤكد أن دبي مازالت تحتلّ مركز الصدارة في منطقة الشرق الأوسط في مجالات الثقافة والسياحة والتسوق، وتستقطب الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم، حيث تعد هذه المدينة الجميلة من أهم وجهات الاستثمار في العالم حديثاً، حيث إن هذه الإمارة معروفة بمناخها التجاري الفريد من نوعه، وموقعها الاستراتيجي.

هذا ما يؤلمهم، وهذا ما يزعجهم، وهذا سبب الحملات الإعلامية الشعواء على دبي، فعقولهم لا تستوعب أبداً دخول ونجاح مدينة عربية في الخارطة العالمية للمال والأعمال والاقتصاد والسياحة!

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى