تلقت تركيا من جديد ضربة موجعة في ليبيا، وذلك بعد قصف قام الجيش الوطني الليبي بشنه على قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس، الأمر الذي أدى إلى قتل عدد من الجنود الأتراك، من بينهم مستشارون عسكريون.
وقد كشف الجيش الوطني الليبي يوم الجمعة، بأن القوات التركية التي سيطرت على مطار معيتيقة، قد فقدت ما بين 7 إلى 10 من جنودها، إذ تم قتلهم في قصف بالمدفعية على المطار، وهذا الأخير قد حوّلته أنقرة إلى قاعدة عسكرية.
ومن جانبه، فقد أوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، بأن الضربات قد قامت باستهداف مواقع للطائرات المسيرة ومنصة رادار في المطار الوحيد الذي ما زال يعمل في العاصمة الليبية طرابلس، التي تخضع لميليشيات حكومة فايز السراج، وقد جاءت هذه العملية بعد مرور أيام قليلة على اعتراف الرئيس التركي رجي طيب أردوغان بمقتل عدد من جنوده في ليبيا، في قصف استهدف ميناء طرابلس.
كل هذا يثبت ما أكده الجيش الليبي بشأن أن القوت التركية قد أصبحت في باتت في مرمى نيرانه، في حين يطرح هذا التطور تساؤلات بخصوص عدد الجنود الأتراك ومهمتهم على الأراضي الليبية.
فقد صرح الرئيس التركي في وقت سابق بأن عددهم لا يتجاوز 35 جنديا، كما أكد أنهم لن يشاركوا في العمليات القتالية، ومهمتهم الأساسية تقتصر فقط على تدريب القوات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس، بينما يظهر أن التطورات الأخيرة تكذب هذه التصريحات.
ويعتقد من جانبهم المراقبون بأن سقوط قتلى من الجنود الأتراك في ليبيا بهذا الحجم، سيربك حسابات أردوغان، لاسيما بأنه الأمر تزامن مع ضربات مشابهة يتلقاها الجيش التركي في إدلب السورية.
كما توضح هذه التطورات عمق تورط تركيا في الصراع الليبي القائم منذ أشهر، إذ تشهد طرابلس معارك بين قوات الجيش الوطني والميليشيات المتشددة، في حين يسعى الجيش جاهدا لتخليص العاصمة من قبضة التطرف في عملية عسكرية أطلقها سابقا.
