تحقيقات

الجيش السوداني يرتكب محرقة بقصفه سوقا شعبيا ويخلف مقتل عشرات المدنيين


أعلنت منظمة دولية اليوم السبت وقوع قتلى وجرحى إضافة إلى نزوح 1500 أسرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما أكدت الأخيرة أن طائرات القوات المسلحة السودانية قصفت سوقا شعبيا غرب مدينة أم درمان ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين بينهم أطفال، واصفة الغارة بـ”محرقة” داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد لمثل هذه الجرائم.

وقالت الدعم السريع في منشور على منصة “إكس” اليوم السبت “تماديا في سلسلة جرائمه الشنيعة بحق المدنيين والأبرياء العزل استهدف طيران ميليشيا البرهان وفلول النظام البائد اليوم السبت سوق قندهار الشهير غرب مدينة أم درمان، منفذا محرقة مؤسفة راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين بينهم أطفال يكدحون لكسب رزقهم اليومي في السوق المعروف بنشاطه في تقديم الوجبات ويرتاده المواطنون والأسر من مختلف مدن العاصمة الخرطوم”. وأدانت “الأفعال اللاإنسانية بحق المدنيين الأبرياء”.

ودعت المجتمع الدولي والمهتمين بالشأن الإنساني للتحرك من أجل وضع حدّ لجرائم الطيران الحربي وإدانة السلوك البربري والأوامر الصادرة من زعماء عصابة السُلطة في السودان بمواصلة قصف الأحياء المأهولة بالسكان منذ إشعالهم الحرب في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي”.

وأكدت “وقوفها إلى جانب الشعب السوداني في التصدي لهذه الأعمال الوحشية  وملاحقة المجرمين حتى تدمير آخر معاقل للإرهاب في بلادنا وإعادة بناء السودان على أسس جديدة قوامها العدالة والديمقراطية”.

وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان “تلقينا معلومات أولية تفيد بأن 1500 أسرة في الفاشر فروا من منازلهم اليوم السبت وحدث النزوح من معسكر أبوشوك للنازحين وأحياء السلام والوحدة والإنقاذ، كما وردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى (لم تحدد عددهم) في صفوف المدنيين”.

وذكر البيان أن “الاشتباكات خلال اليومين الماضيين بالقرب من معسكر أبوشوك، وحي السلام شمالي الفاشر أدت إلى نزوح 400 أسرة إلى مواقع أخرى داخل المدينة”، مضيفة “أحرقت 7 منازل، وأصيب 15 منزلاً بأضرار جزئية نتيجة الاشتباكات”.
ومنذ 10 مايو/أيار الجاري تشهد المدينة اشتباكات بين الجيش تسانده قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام ضد قوات الدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
واتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي اليوم السبت قوات الدعم السريع “بارتكاب عملية تطهير عرقي من خلال القصف العشوائي على المنازل والمستشفيات بغرض تهجير الشعب خارج المدينة”.

وفندت قوات الدعم السريع ادعاءات مناوي، مؤكدة أنها “لن تنطلي على السودانيين وخصوصا أهالي دارفور الذين لفظوا حركات العمالة والارتزاق إلى غير رجعة”.

وأكدت في منشور على “إكس” “لم ينفك المدعو مني اركو مناوي يذرِف دموع التماسيح ويمضي بلا حياء في محاولات جبانة يوزع التهم المجانية ضد قوات الدعم السريع بعد أن فقد الحجة ووقف عاجزا عن تلبية أشواق سادته من عصابة القتلة والإرهابيين”.

وإلى جانب كونها عاصمة ولاية شمال دارفور، تعد الفاشر مركز إقليم دارفور، المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش.
من جانبه، قال المتحدث باسم التنسيقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (أهلية) آدم رحال في بيان “ازدادت وتيرة العنف في الفاشر وخاصة مخيم أبوشوك الذي يحوي حوالي 250 ألف نسمة وأغلبيتهم اضطروا لمغادرة المخيم بسبب إطلاق القذائف بشكل عشوائي ومتعمد أدى إلى مقتل وجرح المئات منهم”.

وأشار إلى أن “هناك تضييقا وتفتيشا في البوابات بصورة مخيفة وتوجيه أسئلة باللون والقبيلة عند خروج المواطنين في المدينة إلى مناطق أخرى”.

وأكدت قوات الدعم السريع منذ أيام استعدادها لتوفير ممرات آمنة لتأمين خروج السكان الراغبين في مغادرة المدينة، كما دعتهم إلى تجنب المناطق التي تشهد اشتباكات مع الجيش السوداني.

والخميس قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن التقارير الواردة من الفاشر “مروعة”.
وأضاف غراندي “هجمات مميتة على المدنيين بالفاشر وروايات مرعبة عن استهدافهم والناس خائفون جدا من نقاط التفتيش لدرجة أنهم لا يجرؤون على الفرار”.
وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى