تحقيقات

الجماعات المتطرفة تجند الذكاء الاصطناعي.. رقابة الإنترنت مهددة


في ظل التطور المتسارع للتقنيات الحديثة، حذر خبراء أمنيون من تصاعد خطر استغلال الجماعات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن الظاهرة باتت تمثل تهديدًا جديدًا للأمن العالمي. يتطلب استجابة جماعية وتحديثًا مستمرًا لاستراتيجيات المواجهة.

وأشارت تقارير استخباراتية، أن التنظيمات المتطرفة بدأت في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق متعددة. أبرزها في مجالات التجنيد والدعاية والتخطيط للعمليات الإرهابية، من خلال إنشاء محتوى مزيف متقن يصعب كشفه. واستخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل تحركات قوات الأمن وتحديد نقاط الضعف.

كما لفت مختصون في الأمن السيبراني إلى أن قدرة هذه الجماعات على استغلال الفجوات التقنية قد تمنحها ميزة نسبية في تنفيذ هجمات دقيقة بأدنى تكلفة. سواء عبر الطائرات المسيرة أو من خلال هجمات إلكترونية موجهة تستهدف بنى تحتية حيوية.

وتتزايد المخاوف من إمكانية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مخصصة لأغراض تخريبية، خاصة مع توافر البرمجيات مفتوحة المصدر وسهولة الوصول إلى أدوات متقدمة عبر الإنترنت، مما يُعقّد مهمة رصد وملاحقة هذه الأنشطة.

وفي هذا السياق، دعت منظمات دولية إلى تعزيز التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا الكبرى، لضمان الاستخدام الآمن للتقنيات الناشئة. وتطوير آليات رقابة فعالة تحول دون وقوعها في أيدي جهات متطرفة.

ويرى مراقبون، أن مستقبل مكافحة الإرهاب لن يعتمد فقط على القوة التقليدية، بل على القدرة التكنولوجية للدول. ومدى استعدادها لمواجهة تهديدات غير تقليدية تتجاوز الحدود الجغرافية والرقمية على حد سواء.

وحذّر المحلل في شؤون التكنولوجيا وأمن المعلومات، أحمد طارق، من خطورة استخدام الجماعات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي،.مؤكدًا أن هذه الجماعات باتت تمتلك أدوات رقمية متطورة تساعدها على تجاوز الرقابة، وتوسيع نطاق أنشطتها الدعائية والتنسيقية دون الحاجة إلى بنية تحتية تقليدية.

وقال طارق إن “التنظيمات الإرهابية بدأت تستخدم تقنيات توليد النصوص والصور والفيديوهات المزيفة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. لتضليل المتابعين، ونشر أفكارها بشكل أكثر تأثيرًا، بل وأقرب إلى الواقعية”.

وأشار أن بعض هذه التنظيمات تعتمد الآن على أنظمة تحليل البيانات .والتعلم الآلي لرصد التفاعلات عبر الإنترنت، واستهداف فئات معينة بخطاب موجه يعزز من فرص تجنيدهم.

وأضاف: “لم يعد الإرهاب اليوم فقط تهديدًا ميدانيًا، بل هو تهديد رقمي متقدم. يتطور يومًا بعد يوم باستخدام أدوات متاحة للجميع، ما يصعّب من مهمة تعقبه والتصدي له”.

ودعا طارق إلى ضرورة بناء قدرات وطنية في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية لرصد الاستخدامات المشبوهة للذكاء الاصطناعي. قبل أن تتحول إلى أدوات هجوم يصعب السيطرة عليها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى