سياسة

الجامعة العربية تدين قرار واشنطن بشأن المستوطنات: غير شرعي وعار أخلاقي


أدانت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام، أحمد أبو الغيط، تراجع الإدارة الأمريكية عن اعتبار المستوطنات مخالفة للقانون الدولي، مشيرة إلى أنه تطور بالغ السلبية لكنه لن يغير القانون الدولي، كما يعتبر عارا أخلاقيا.

وفي بيان له، قال أبو الغيط إن التغيير المؤسف في الموقف الأمريكي من شأنه أن يدفع جحافل المستوطنين الإسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين، مؤكدا أن القرار يقوض أي احتمال ولو ضئيل لتحقيق السلام العادل القائم على إنهاء الاحتلال في المستقبل القريب عبر جهد أمريكي.

وأشار إلى أن القانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية يظل احتلالاً يدينه العالم أجمع، منوها بأن الاستيطان يظل استيطاناً باطلاً من الناحية القانونية وعاراً على من يمارسه أو يؤيده من الزاوية الأخلاقية، بغض النظر عن أية مساع حثيثة تتم بهدف تجميل ذلك الاحتلال القبيح شكلاً وموضوعاً.

كما أعرب الأمين العام للجامعة العربية عن انزعاجه الشديد حيال الاستخفاف بمبدأ قانوني مستقر نص عليه القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي- وبالذات اتفاقية جنيف الرابعة- الذي يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها، مؤكدا أن تغيير الولايات المتحدة لموقفها يضرب ما تبقى من شرعيتها الأخلاقية في هذا الموضوع، ويخصم تماماً من مصداقيتها كقوة عالمية يفترض أن تحترم القانون وأن تعمل على تنفيذه.

وعلى الصعيد ذاته أوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة أن مغزى الإعلان الأمريكي هو أن القوة هي التي تصنع الحق، وهو مفهوم خطير ومرفوض يكشف عن خلل قيمي لدى من يتبناه أو يدافع عنه.

وأعرب المصدر عن أسفه من أن مواقف الإدارة الأمريكية على مدار العامين الماضيين باتت انعكاساً للمرآة الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتبنى فكر إسرائيل الكبرى، لافتا إلى أن مناصرة الولايات المتحدة لمثل هذا النهج لن يجلب لإسرائيل أمناً أو سلاماً أو علاقات طبيعية مع الدول العربية مهما طال الزمن.

وبين أن المجتمع الدولي متمثل في الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربعة تقع عليه مسئولية كبيرة في الفترة المقبلة للحفاظ على احترام جميع الدول لتعهداتها ورفض أية مواقف تناقض المبادئ القانونية المستقرة، والعمل على احتواء آثارها السلبية الخطيرة على الاستقرار في الشرق الأوسط.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى