سياسة

الثوري الايراني يقلص تحركاته في شمال سوريا


 أصدرت فصائل تابعة للحرس الثوري الإيراني قراراً بمنع الدوريات الليلية في مدينة الميادين ومحيطها شرقي محافظة دير الزور، مع وصول تعزيزات إلى المنطقة في ظل تصاعد الهجمات التي تستهدف عناصرها في المنطقة شديدة الأهمية لإيران باعتبارها ممر للوصول إلى البحر المتوسط.

وقالت شبكة “دير الزور 24″، إنّ مسؤول الحرس الثوري في الميادين الحاج حسين، منع تسيير الدوريات الليلة التابعة للميليشيا في الشوارع الرئيسية في المدينة ومحيطها، وأمر بوضع حاجز مؤقت ليلي عند مشفى “نوري السعيد” وسط المدينة.

وأوضحت أن قرار منع الدوريات الليلية في مدينة الميادين ومحيطها جاء نتيجة الاستهدافات المتكررة التي تتعرض لها دوريات قوات الجيش السوري والميليشيات الإيرانية خلال الليل، بالإضافة إلى الاغتيالات التي تطول العناصر التابعة لهذه القوات من قبل مجهولين.

وقبل أيام، أرسلت “الفرقة 17” في الجيش السوري تعزيزات كبيرة إلى مدينة الميادين، شملت عناصر وآليات مزودة برشاشات ثقيلة، وتمركزت في مقر الفرقة الواقع في شارع الكورنيش في مدينة الميادين، وذلك بأمر من اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية.

كما أنشأت “الفرقة 17” نقاطاً عسكرية مؤقتة على أطراف نهر الفرات، ووضعت متاريس على أسطح الأبنية المقابلة لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بحسب شبكة “فرات بوست”.

وتنتشر في محافظة دير الزور عشرات الميليشيات منها الإيرانية والمحلية، والتي دخلت سوريا لمساندة الجيش في قمعه للمظاهرات في سوريا، ويعد ريف دير الزور الشرقي، بدءاً من مدينة الميادين غرباً إلى منطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية، منطقة نفوذ إيرانية بشكل كامل منذ أواخر عام 2017.

كما أنشأ الإيرانيون العديد من الميليشيات المحلية لصدّ هجمات “تنظيم داعش المتكررة على المنطقة التي يسيطرون عليها في ريف دير الزور الشرقي.

وتحاول الميليشيات الإيرانية توسيع نفوذها في دير الزور عن طريق زيادة عدد عناصرها في المنطقة، والتقرب من الأهالي من خلال مراكزها “الثقافية”.

وفق مركز “جسور” ومؤسسة “إنفورماجين” لتحليل البيانات، فإن الميليشيات الإيرانية تنشر في سوريا منذ عام 2012، وبينها ميليشيات عربية وأخرى غير عربية، إضافة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، ومن أبرزها لواء فاطميون الذي يتشكل من الأفغان الهزارة الفارين إلى إيران، وعدد مقاتليه حوالي 3 آلاف ينشرون في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. ولواء زينبيون وهم مقاتلون باكستانيون وغالبيتهم من البشتون، وهم نحو ألف مسلح في دمشق والضواحي القريبة منها.

ولا يتخذ حزب الله لا يتخذ مواقع ثابتة له في سوريا، ويستخدم القطع العسكرية الخاصة بالجيش السوري لتنفيذ عملياته وممارسة نشاطه، كما يستخدم منازل مدنية في منطقة السيدة زينب مقارا مؤقتة تتغير بين الحين والآخر.

وهناك لواء أبو الفضل العباس الذي يتكون من مقاتلين عراقيين، وعدد مقاتليه غير ثابت بسبب الانشقاقات المتكررة.، إضافة إلى كتائب حزب الله العراقي وهو تشكيل عراقي أرسل كثيرا من مقاتليه، البالغ عددهم نحو 7 آلاف، إلى سوريا سنة 2013، ويتعاون مع حزب الله السوري في تنفيذ عملياته، إضافة إلى فصائل عديدة أخرى.

وتتواجد هذه الفصائل في مدن ومناطق عديدة في سوريا، منها دير الزور والبوكمال والميادين شرقي سوريا. وبادية حمص وريف حمص الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي. وعلى الحدود اللبنانية السورية تحت إشراف حزب الله اللبناني. وفي ريف دمشق الجنوبي بدرعا وريف دمشق الجنوبي الغربي مع الجولان المحتلة.

ويمتد تواجدها أيضا إلى بعض مناطق حلب، ومنطقة السيدة زينب في دمشق وفي محيط العاصمة، وتحديدًا في مطار دمشق والثكنات العسكرية المجاورة، وهي أبرز مناطق التواجد الإيراني في سوريا، وهو ما يفسر تكرار الاستهدافات الإسرائيلية لها. كما توجد قاعدة عسكرية إيرانية في اللاذقية على البحر المتوسط.

ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن أهمية المنطقة الشرقية المتمثلة بمحافظة دير الزور تأتي لأنها تشكل الجسر الرابط للميليشيات الإيرانية بين سوريا والعراق، ولذلك في حال ضعفت أو فقد الإيرانيون هذه النقطة سيكون من المستحيل العثور على ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط إلا عبر الجو. وتمتلك طهران نفوذا حصريا، في دير الزور والبوكمال، وتمثل المنطقتين منطلقا حيويا للتحرك والنشاط الإيراني في المنطقة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى