التنظيم الدولي للإخوان
سيمكن من اكتشاف جانب مظلم آخر من جوانب هذا التنظيم السرطاني الخبيث، خصوصاً في ظل انتقال قيادة الجماعة من الداخل المصري إلى التنظيم الدولي، بعد سقوط حكم الإخوان في مصر والإطاحة به بعد ثورة ٣٠ يونيو من عام ٢٠١٣، وإن كانت عالمية التنظيم بدأت لبناتها الأولى عبر مؤسس الجماعة “حسن البنا” الذي كان مقتنعاً بأن جماعته تتجاوز النطاق المحلي إلى العالمي، وأنها ذات رسالة وطموحات عالمية، فهي اتجهت إلى التفكير في زرع الأدوات السريّة بجميع الدول العربية والإسلامية.
وقد أسهمت الأحداث في مصر حينها إلى توجيه نشاطهم نحو الخارج هروباً من الملاحقة القضائية نتيجة خيانتهم وتاريخهم وممارساتهم الدموية وفسادهم، ما جعل الجماعة تسعى إلى نشر الفكر الإخواني في الخارج، خصوصاً في “أوروبا وأمريكا”، وحرصت على التغلغل في تلك الدول وعملت على اختراق الجاليات المسلمة، اعتماداً على عدة أدوات، لتصل إلى 76 فرعاً هي فروع جماعة الإخوان في العالم تقريبًا .
استمر التنظيم الدولي يعمل وينسق كمكتب حتى تولى الزعامة “عمر التلمساني”، المؤسس الثاني للجماعة، فعمل على وضع الهيكلة المؤسساتية للتنظيم؛ ليتم التأسيس الرسمي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين عام 1982، فقد أَطلق حينها خطة “السيطرة والتمكين”، ومن هنا راهنت الجماعة على التنظيم الدولي من أجل الوصول إلى أستاذية العالم من خلال إنشاء دولة عابرة للقارات، وهنا تظهر خطورة هذا التنظيم الذي بدأ بالعمل السري الداخلي، والعمليات الإرهابية، وجرائم الاغتيالات حتى الوصول إلى المستوى العالمي.
عملياً، تعاني جماعة الإخوان من غيبوبة فكرية وعقلية، ولا تقوى على إدراك التغيرات التي حدثت، مع تناقض خطابها الفكري، وازدواجية خطابها السياسي، وضعف الجانب الفكري التنظيري، وخطابها السياسي قصير النظر.
إنَّ خطورة التنظيم “الإخواني” تفوق تصور الكثيرين؛ لأن “الإخوان” تنظيم سري محظور وممنوع من ممارسة العمل السياسي، فهو يرتكز على أيديولوجية دينية عابرة للحدود، لا تعترف أصلاً بالدولة الوطنية، ولا بالحدود مع الدول، وهو أمر طبيعي تجاه تنظيم خارج على القانون يتربص وينتهز الفرصة لينقض على السلطة، ويستغل بعض الشعارات الشعبوية، مستخدماً أسلوب الإثارة والتشويش والبحث عن النقاط التي تثير وسائل الإعلام؛ للتأثير على المجتمعات، حتى لو تعامل مع الشيطان وتعاون مع المخالفين لهم في الدين والمذهب، واستخدم الإرهاب لتنفيذ مخططاته .
جماعة الإخوان لكي تتغلغل في المجتمعات ولكي تصل إلى هدفها، نجدها ترتكز على رؤى تم الإعداد لها منذ التأسيس، أكدتها بوضوح العديد من الوثائق والأحداث والوقائع، وإن هذا التحرك الإخواني الواسع والسريع في المحيط العربي أثناء الربيع العربي لم يأتِ من انطلاقة ذاتية خالصة، بل عبر قوة خارجية كبيرة لها يد طولى وخفيّة. وهم أساس المؤامرة ضد الأمّة بشعارات مزيفة كاذبة.
هل سوف تعي الدول والشعوب ذلك؟ لا شك أن التنظيم الإخواني أينما وُجِد، وُجِد الخراب والدمار وجميعنا يعلم ذلك.
نقلا عن العين الإخبارية