سياسة

التقارب بين المغرب وكينيا تتجاوز تشويش “محور الشر” الجزائر


تعكس مشاركة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ممثلا للعاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة الأفريقية حول الأسمدة وصحة التربة التي احضنتها نيروبي خلال اليومين الماضيين، الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز العلاقات مع كينيا، لا سيما بعد أن أبدى الرئيس الكيني وليام روتو رغبة جادة في تدشين شراكة مع الرباط تشمل مختلف القطاعات.

ويوجه التقارب بين الرباط ونيروبي ضربة موجعة لجبهة بوليساريو الانفصالية، خاصة في ضوء الإشارات التي أرسلتها كينيا حول اعتزامها مراجعة موقفها بشأن الصحراء المغربية باتجاه تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط باعتباره الحلّ الأكثر وجاهة والقابل للتطبيق على أرض الواقع لإنهاء النزاع المفتعل.

ورجحت مصادر سياسية أن يكون بوريطة قد التقى خلال زيارته إلى نيروبي عددا من المسؤوليين الكينيين وفي مقدمتهم الرئيس الكيني الذي يؤدي خلال الفترة المقبلة زيارة إلى الرباط لمناقشة مشروع لإحداث مصنع للأسمدة في بلاده، بالاعتماد على التجربة المغربية الرائدة في هذا المجال.

وسعت الجزائر خلال الآونة الأخيرة إلى التشويش على التقارب بين الرباط ونيروبي، إذ أدى وزير خارجيتها أحمد عطاف زيارة إلى كينيا وصفها مراقبون بـ”الملغومة”، باعتبارها تزامنت مع التحضيرات لزيارة روتو إلى الرباط، كما تأتي بعد فترة من إعلان كينيا عزمها فتح سفارة لها في العاصمة المغربية، في خطوة من شأنها أن تعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

وأعلنت نيروبي الشهر الماضي عن تعيين جيسيكا موثوني جاكينيا سفيرة لها لدى الرباط، في خطوة أربكت حسابات جبهة “بوليساريو” الانفصالة ومن ورائها داعمتها الجزائر.

وشددت السفيرة الكينية على “أهمية تقوية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين نيروبي والرباط”، مؤكدة أنها “ستسعى خلال عملها على إقناع السلطات المغربية بمصنع لإنتاج الأسمدة في بلادها”، بعد عرض قدمته أمام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية بالبرلمان، وفق موقع “أصوات مغاربية”.

وكشفت وسائل إعلام كينية خلال الآونة الأخيرة أن “وزير الفلاحة الكيني ميثيكا لينتوري يعمل مع نظرائه في الرباط والمكتب الشريف للفوسفاط لتحديد معالم المشروع”.

ويثير الحراك الدبلوماسي المغربي مخاوف الجزائر من نجاح المملكة في استقطاب كينيا، في وقت باتت فيه نيروبي على قناعة تامة بأن تعزيز علاقاتها مع الرباط من شأنه أن يحققها لها العديد من المنافع الاقتصادية.

وكان الرئيس الكيني قد أكد في منشور على منصة “إكس” بعد أيام من تنصيبه أن “بلاده ستعمل على تسريع العلاقات مع المملكة المغربية في مجالات التجارة والزراعة والصحة والسياحة والطاقة وغيرها من أجل المنفعة المتبادلة للبلدين”.

ويتوقّع أن تتوج الزيارة المقررة للرئيس الكيني إلى الرباط بالإعلان عن تأسيس شركة للأسمدة في كينيا بخبرات مغربية تضع حدّا لأزمة نقص الأسمدة التي أثارت احتجاجات المزارعين في عديد المناسبات، على غرار نيجيريا وأثيوبيا اللتين استفادتا من خبرة المملكة في هذا المجال.

وينتظر أن تعطي زيارة روتو إلى المملكة دفعة قوية للتقارب بين البلدين، وسط توقعات بأن تفضي في ختامها إلى اعتراف نيروبي بمغربية الصحراء وتأييدها مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب التي تطرحها الرباط كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل. 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى