التاريخ يشهد على دعم السعودية لقضية فلسطين ووثيقة أميركية تؤكد ذلك


قام مكتب التاريخ الأميركي، الذي يعتبر الجهة الرسمية المسؤولة عن نشر الوثائق الرسمية للسياسة الخارجية الأميركية، بنشر وثيقة تاريخية تشمل مذكرة الحوار بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس روزفلت والذي جرى عقده على متن حاملة الطائرات كوينسي 5، يوم 14 من شهر فبراير من عام 1945.

وفي الجزء الأول من الوثيقة، قام الرئيس الأميركي من الملك عبد العزيز بطلب نصيحة بخصوص مسألة اللاجئين اليهود الذين طردوا من ديارهم في أوروبا، وقد أظهر الملك رأيه وقتها بأن يعود هؤلاء للعيش في الأراضي التي تم طردهم منها، فيما يجب أن يمنح الذين دمرت منازلهم وليس لهم فرص العيش في أوطانهم، مكانًا للعيش في دول المحور التي قامت باضطهادهم.

هذا وتحدث أيضا الملك عبد العزيز عن قضية العرب وحقوقهم المشروعة في أراضيهم، حيث أكد بأنه لا يمكن للعرب واليهود التعاون لا في فلسطين ولا في أي بلد آخر، مشيرا بذلك إلى التهديد المتزايد لوجود العرب وأيضا إلى الأزمة التي نتجت عن استمرار الهجرة اليهودية وشراء اليهود للأراضي، كما أكد الملك في اللقاء بأن العرب يفضلون الموت على تسليم أراضيهم لليهود، وأشار أيضا إلى أملهم بالحصول على دعم أميركي لقضيتهم.

في حين قال الرئيس الأميركي مؤكدا وقتها للملك عبد العزيز أنه لن يفعل شيئا لليهود ضد العرب، وبأنه لن يقوم باتخاذ أي خطوة معادية، بينما أكد في الوقت ذاته استحالة منعه الخطب والقرارات التي تصدر من الكونغرس أو أي آراء للصحافة حيال أي موضوع.

 

الثاني والثالث

أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من الوثيقة، فقد أظهر الملك عبد العزيز قلقه تجاه مشكلة استقلال سوريا ولبنان، إذ سأل الرئيس الأميركي عن موقف أميركا تجاه ذلك الأمر، فرد هذا الأخير بأن فرنسا قامت بإعطائه كتابا رسميا يضمن استقلال سوريا ولبنان، وبأنه يمكنه في أي وقت أن يكتب لفرنسا ويذكرهم بضرورة احترام كلمتهم.

إلى ذلك، تحدث الرئيس الأميركي في الجزء الثالث، عن اهتمامه بالزراعة، إذ أظهر اهتمامه بتنمية الموارد المائية، وبزيادة الأراضي المزروعة، وأعرب أيضا عن تطوير هذه الجوانب بعد انتهاء الحرب، بما في ذلك الدول العربية، وقال أيضا بأنه يحب أن يشارك العرب في ذلك، فأجابه الملك عبد العزيز بأن الأراضي المزروعة ستقلل من التصحر، وتوفر العيش لعدد كبير من السكان، غير أنه قال بأنه لا يمكنه أن يساهم في تطوير الزراعة في بلاده لو كان ذلك التطوير سيصبح إرثاً لليهود.

Exit mobile version