البرهان يستنجد بإيران.. ما الجديد؟
كشف قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان برعاية جماعة الإخوان المسلمين يستنجد بإيران لإبرام صفقة تمنح بموجبها طهران الدعم العسكري واللوجستي لقواته ما يساعده على الصمود أمام تقدم قوات الدعم السريع مقابل منح الجمهورية الإسلامية منفذاً على البحر الأحمر لتمديد نفوذها.
يرى الصحافي السوداني حاتم الكناني أنه “لا يمكن النظر إلى التقارب الإيراني – السوداني بعيدا عن النظر إلى التعقيدات في السودان والحرب التي يخوضها الجيش ضد الدعم السريع”. وقال الكناني إن “تعدد مراكز القرار داخل الحكومة السودانية الحالية خاصة بحضور لافت للحركة الاسلامية وللمسؤولين في النظام السابق، يجعل التقارب مع إيران يمثل تيارا حكوميا وداخل الجيش وليس موقفا كاملا للجيش والحكومة معا، باعتبار أن الحرب وتعقيداتها أفرزت مواقف متناقضة داخل الحكومة السودانية أكثر من مرة”.
من جهته قال المحلل السياسي السوداني محمد سعيد في تصريح للصحفية ذاتها، إن السودان يحاول من خلال سعيه لترميم علاقاته مع إيران لـ”كسب حليف خارجي جديد، لاسيما أن علاقة الخرطوم مع دول الهيئة الحكومية الأفريقية ‘إيغاد’ تشهد خلافات وتدهورا منذ مدة”.
واعتبر سعيد أن الخرطوم بتقاربها مع طهران “تريد الضغط على المجتمع الدولي واستخدام طهران ورقة ضغط، بجانب الاستفادة كذلك من القوة الإيرانية العسكرية في الحرب الدائرة في السودان ضد قوات الدعم السريع”.
واشار سعيد إلى أن إيران “تريد أن تكون في المشهد الساخن في البحر الأحمر حيث التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الحوثيين”. وقال إن “عين إيران على السودان وعلى البحر الأحمر المنطقة الأكثر سخونة حاليا”.
ويحظى السودان بإطلالة على البحر الأحمر بطول يقارب 800 كلم، وهو ما جعله محورا للتنافس الإقليمي والدولي على تشغيل موانئه. وبالسيطرة على الموانئ السودانية، ستحصل إيران وحلفاؤها على موطئ قدم في ممر تجاري بالغ الأهمية بالقرب من اليمن والمملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وفي الآونة الأخيرة، تداولت تقارير صحفية دولية أنباء عن تزويد طهران الجيش السوداني بطائرات مسيرة قتالية جرى استخدامها في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وأوردت وكالة بلومبرغ أن إيران تقوم بتزويد الجيش السوداني بشحنات من الأسلحة الإيرانية وبطائرات مسيّرة من طراز “مهاجر 6” التي تصنع في إيران. واستعان الجيش في المعارك في أم درمان والخرطوم بالأسلحة الجديدة “في محاولة لإحداث تغييرا في إستراتيجيته بالتحول من الدفاع إلى الهجوم”.
وولفتت تقاير اخرى ان الاخوان المسلمين او الكيزان هم الذي يعرقلون كافة المساعي الدولية لانهاء الحرب، وهم ايضا من يقود المفاوضات مع الجانب الايراني، بهدف ضمان خط امداد مستمر من الاسلحة والعتاد العسكري للجيش.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد عن 8 ملايين نازح ولاجئ.