سياسة

البرهان وحميدتي يستأنفان محادثات جدة بلا أمل لانهاء الحرب


 استأنف وفدا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الثلاثاء محادثات غير مباشرة بوساطة سعودية أميركية في مدينة جدة. وفق ما نقل تلفزيون العربية عن مصادر لم يسمها، أكدت أن المحادثات ستركز على وقف القتال.

وتأتي هذه التطورات بينما يشتد القتال في الخرطوم وفي مناطق أخرى بينها إقليم دارفور. وفي ظل غياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للحرب.

وهزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم الثلاثاء مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفق ما أفاد شهود وسط مخاوف من وقوع سكان في العاصمة السودانية تحت “حصار كامل”.

وللأسبوع الثامن على التوالي تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع تحذير منظمات الإغاثة من “أزمة إنسانية هائلة” في السودان.

وأفاد سكان في العاصمة بوقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة جنوب الخرطوم”. حيث سمع مواطنون “أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل”.

كما أكد آخرون سماع “أصوات قصف بالمدفعية الثقيلة من مراكز للجيش في شمال أم درمان” بشمال غرب العاصمة.

وعانى المقيمون في العاصمة والذين يقدّر عددهم بزهاء خمسة ملايين نسمة، كغيرهم من سكان البلاد، من تراجع حاد في مستوى الخدمات والمواد الغذائية منذ بدء النزاع. وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف منهم تركوا الخرطوم. وتسببت الحرب بنزوح أكثر من مليون ونصف المليون شخص، بينهم 425 ألفا لجؤوا إلى الدول المجاورة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وقال نائب المدير الإقليمي في إفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بيير كريمر في تصريحات للصحافيين بجنيف “نحن نواجه أزمة إنسانية هائلة تزداد سوءا مع انهيار الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية”.

وحذّر من أن التحديات ستزيد مع “اقتراب موسم الفيضانات وأزمة الجوع التي تلوح في الأفق وتفشي الأمراض التي قد تصبح حتمية أكثر”.

ويبدأ في يونيو/حزيران موسم الأمطار في السودان. وحذّر عاملون في المجال الطبي والإغاثي من أنه قد يعزل أجزاء من البلاد ويزيد من خطر تفشي أوبئة وأمراض مثل الملاريا والكوليرا.

وكان مكتب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) قد حذّر الاثنين من أن الوضع في العاصمة السودانية ومحيطها “لا يزال مبعث قلق كبير”.

كما أشار إلى أن الأوضاع في إقليم دارفور غربيّ البلاد “تستمر في التدهور”. مؤكدا أن مسؤولي حقوق الإنسان “يوثقون حاليا عشرات الحوادث. بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”.

وعلى رغم إبرام الطرفين أكثر من هدنة خلال الفترة الماضية، لكنهما دائما ما تبادلا الاتهامات بخرق كل منها. وشهد الأسبوع الماضي تعليق مباحثات استضافتها مدينة جدّة بوساطة سعودية-أميركية بعد انسحاب الجيش منها.

إلا أن السعودية والولايات المتحدة التي يزور وزير خارجيتها أنطوني بلينكن المملكة الثلاثاء، دعتا الأحد للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد.

وأفاد مجلس السيادة السوداني عن تلقي البرهان اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وبينما أكد البرهان “الثقة في منبر جدة بما يقود إلى سلام مستدام”. جدد ضرورة “التزام المتمردين بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإخلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه”. في إشارة إلى قوات الدعم السريع الشريك السابق في الحكم الذي صنفها الجيش “حركة متمردة” بعد تفجر القتال بينهما.

ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان قوات الدعم تلقي دقلو اتصالا من الأمير فيصل بن فرحان، أكد فيه أيضا تأييد قوات السريع لمنبر جدة.  

ورغم الهدنات المتكررة لا تلوح في أفق السودان تسوية قريبة تنهي الاقتتال بين قوات الجيش والدعم السريع مع توسع المواجهات إلى مناطق أخرى خارج حدود العاصمة الخرطوم التي يئن أهلها ممن لم يتمكنوا من مغادرة البلاد. تحت وطأة أزمة خانقة حتى قبل اندلاع المواجهات في منتصف أبريل الماضي.

ووقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم برا وجوا إذ فاقمت أعمال العنف المستشرية. وانتشار الفوضى في من بؤس السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء.

وخلف القتال أضرارا جسيمة بالعاصمة حيث يعاني السكان الذين لم يغادروها بعد من أتون المعارك والغارات الجوية وعمليات النهب. واستمر القصف المدفعي والجوي خلال الليل، وقال سكان في جنوب الخرطوم وشرقها وشمال بحري إنهم سمعوا أصوات اشتباكات بالمدفعية ومواجهات بإطلاق النار صباح اليوم الثلاثاء.

واشتبك الطرفان الليلة الماضية في شوارع مدينة أم درمان حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش. وتمكن الأخير. الذي يبدو أنه يفضل الضربات الجوية عن القتال على الأرض، من الحفاظ على أماكن تمركزه حول القاعدة لكنه لم يتمكن من دحر قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم أنحاء المدينة.

وقالت جواهر محمد (45 عاما) “نحن سكان منطقة بانت في أم درمان. أصبحنا منطقة الحرب، اشتباكات عنيفة وقصف حولنا لأن منزلنا بالقرب من سلاح المهندسين”. مضيفة “نخاف من الموت ونخشى أن نترك منزلنا فتتم سرقته”.

وتقول لجان المقاومة في الأحياء إن اللصوص وبعضهم من سكان الخرطوم ينهبون الممتلكات ويسرقون السيارات ويكسرون الخزائن ويحتلون المنازل.

وتكابد جماعات الإغاثة من أجل تقديم مساعدات واسعة لسكان الخرطوم الذين يواجهون نقصا في الكهرباء والمياه فضلا عن تضاؤل الإمدادات في المتاجر والصيدليات. وتنظم لجان المقاومة في الأحياء مثل هذه المساعدة لكنها تعاني مع اشتداد حدة القتال.

وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه “لم نتمكن من توزيع الأدوية بسبب القصف الجوي والمدفعي”. وتجاوز القتال حدود الخرطوم إلى منطقة دارفور غربي البلاد. حيث تأسست قوات الدعم السريع ولا تزال تحافظ على قاعدة نفوذها هناك. كما ضرب القتال مدينة الأبيض وهي طريق رئيسي بين الخرطوم ودارفور.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى