سياسة

البرهان والإسلاميون: هل يقطع العلاقات وسط تحركات الإخوان لتشكيل ميليشيا جديدة؟


قال الكاتب السوداني محمد فضل علي: إنّ المعارك الجارية ليست حرب كرامة، ولاعلاقة لها بالوطن والوطنية والدين أو الدفاع عن الحرمات والأعراض، بل إنّ ما يجري هو عملية صراع على السلطة والثروة وموارد البلاد، وعملية لها جذور سياسية معلومة ومعروفة يعود معظمها إلى فترة حكم الإخوان المسلمين والمؤتمر الوطني وتابعهم المعزول عمر البشير.

وأضاف في مقالة له نشرها عبر صحيفة (سودانايل) أنّ الشعب السوداني بات بين مرمى نيران حكومة بورسودان الإخوانية وقوات الدعم السريع، لهذا فإنّه بحاجة إلى الإذاعة الموجهة والمخاطبة اليومية للشارع السوداني لكسر حاجز الرهبة والخوف، ولجعله في حالة تحفز واستنفار في انتظار اللحظة المناسبة للخروج المليوني الهادر لفرض حراسة ورقابة على مرافق وأجهزة الدولة السودانية، والعمل على تشغيل الإذاعة السودانية ومطار الخرطوم الدولي والمرافق الصحية والمستشفيات العامة، والعودة الفورية إلى أجهزة الأمن والشرطة من غير أعوان الحركة الإسلامية.

وأكد الكاتب السوداني أنّ رئيس المجلس الرئاسي عبد الفتاح البرهان لن يغادر محطة الهتاف والمخاطبات الحماسية المسرحية مع رفيقه الغريب الأطوار ياسر العطا، وهما يتحدثان باسم الأمة السودانية بدون تفويض أو دعم من الأمة السودانية.

وذكر فضل أنّ أمام البرهان فرصة تاريخية نادرة بالانحياز للشعب السوداني ومطالبه العاجلة بوقف الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، والخروج التام من دائرة الولاء للإسلاميين والتوقف عن تنفيذ أجندتهم اليومية في كافة المجالات والخروج عن طوعهم إلى أحضان الأمة السودانية والشعب المقاتل العنيد، حتى لو استدعى الأمر الانقلاب عليهم وعلى فرق الموت التي تدير الخرطوم باسم الجيش السوداني، عندها سيجد البرهان الحماية الفورية التامة من الملايين الهادرة من جموع الأغلبية الصامتة في الشارع السوداني، وسيحظى باعتراف فوري من دول ومنظمات المجتمع الدولي، لذا عليه انتزاع الحكم والسلطة من الإسلاميين.

وتابع: “للأسف الشديد، وعلى الرغم من الدمار والإبادة التدريجية التي تتعرض لها أعداد كبيرة من الشعب السوداني، تواصل الحركة الإسلامية السودانية عسكرة الدولة والمجتمع من أجل تقويض المجهودات الوطنية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنقاذ الملايين من ضحايا الحرب السودانية من الموت جوعاً أو بين نيران المتقاتلين في الحرب الراهنة في السودان”.

وأضاف أنّ آخر إنتاج الإخوان في هذا المجال هو تأسيس ميليشيا جديدة من قبيلة أو عشيرة الرشايدة من المكونات القديمة للأمة السودانية التي استوطنت شرق البلاد وسواحل البحر الأحمر منذ بداية الهجرات من الجزيرة العربية والفتوحات الإسلامية للسودان، والمعروف عن هذه القبيلة ارتباطها التاريخي القديم بالطائفة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكن هناك من يريد أن يزجّ بهم في دائرة العنف وساقية الموت والدم الجارية في السودان والحرب الراهنة.

هذا، ويُنتظر أن تشهد مدينة جدة السعودية مباحثات سودانية أمريكية للتشاور بشأن مشاركة الجيش في مفاوضات جنيف بسويسرا الأربعاء المقبل، مع قوات الدعم السريع، وفقاً لمبادرة أمريكية ترمي لوقف الحرب.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى