الانقلاب على الرؤساء .. ماذا يحدث في أفريقيا؟
انقلابات مستمرة تشهدها القارة الإفريقية علي مر العصور، فلقارة إفريقيا سجل حافل بالانقلابات المتعاقبة في السنوات الماضية. إذ تم إحصاء ما لا يقل عن ثمانين عملية انقلابية معظمها في دول إفريقية غير عربية، واستهدف بعضها أنظمة معروفة للجميع.
وشهدت القارة مؤخراً انقلابين وهما النيجر والجابون، ومن قبلهما في غينيا بيساو ومالي ضمن سلسلة طويلة من عمليات إزاحة أنظمة بالقوة. كان بعضها أبيض بينما كان بعضها الآخر داميًا.
قارة الانقلابات
وخلال ثلاث سنوات شهدت القارة الإفريقية عدداً من الانقلابات المؤثرة، وأبرزها انقلابات مالي وبوركينا فاسو، ومن بعدهما انقلاب النيجر. والذي أشعل القارة الإفريقية، خاصة أنه أصبح ساحة مشتعلة للصراع العالمي بين الشرق والغرب. حيث ترفض فرنسا الانقلاب بينما تدعمه روسيا، وهو ما فتح الباب أمام انقلابات أخرى مثل الجابون والذي جاء بعد شهر على انقلاب النيجر.
ماذا يحدث في الجابون
وقد استولت مجموعة من كبار ضباط الجيش في الجابون على السلطة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. بعد دقائق من إعلان اللجنة الانتخابية في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة.
وقال الضباط لقناة “غابون 24” التلفزيونية إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع الجابونية. كما أعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات. وإغلاق كافة الحدود حتى إشعار آخر وحل مؤسسات الدولة، وتسيطر عائلة “بونجو” على حكم الكونغو منذ أكثر من 56 عاماً، البلد الغني بالنفط والمنجنيز.
انقلاب في دولة مستقرة
وأشار المحلل السياسي، رامي زهدي، إلى أن الانقلاب في الجابون هو الانقلاب رقم 210 في القارة الإفريقية منذ 70 عامًا. والقارة في دائرة انقلابات متكررة ولكن ما حدث هو أنه انقلاب مثير للجدل كونه جاء في دولة مستقرة سياسياً وهي إحدى أهم الدول في إنتاج البترول وهي عضو في الأوبك وهي من الدول الخمس الكبار في إنتاج البترول بجنوب الصحراء ولم يحكمها أكثر من ثلاثة رؤساء منذ استقلالها من فرنسا في ستينيات القرن الماضي.
وأضاف أن الملابسات والظروف الاقتصادية الصعبة هي من أسباب الانقلابات والتدخلات الخارجية المباشرة غير موجودة. في هذه الحالة والانقلاب ذاتي الحركة وجاء في غياب الديمقراطية، حيث إن الرئيس علي بونجو ووالده عمر بونجو حكما البلد لـ 65 عاما وكان هناك رفض لترشحه لفترة رئاسية ثالثة وهي التي حدثت أخيراً وكان هناك إقصاء للمكونات السياسية المختلفة في الجابون.
وأكد أنه بالتالي كان هناك رفض لنتائج الانتخابات التي نجح فيها بنسبة 65% ، وعشية إعلان النتائج تقريبا تم الانقلاب. كما أن انقلاب النيجر والجابون لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. لأن نجاح قادة انقلاب النيجر في تحدي الظروف المعاكسة، وفرض إراداتهم وتطابقها مع إرادة الشعب. ورفض مخرجات مجموعة إيكواس والدولة الغربية الأخرى جعل من ذلك تشجيعاً للدول الإفريقية الأخرى وكان منها الجابون، ولا نعلم إن كان هناك دول أخرى أم لا؟.
وقال الكاتب الصحفي الدكتور أسامة السعيد: إن الانقلاب ما يزال في ساعاته الأولى. ولا نعلم أي سيناريوهات مقبلة وفكرة الدخول عسكرياً. كما حدث في النيجر هل تتكرر في الجابون وهل يتم تقنين الأوضاع في النيجر وبالتالي يحدث نفس الشيء في الجابون؟.
وأضاف أنه لا يستطيع أحد أن يؤكد الآن بردود الفعل الدولية التي حتى الآن لم تكن واضحة. وهي ضد أو مع الانقلاب ولكن الإرادة الشعبية. هي من تتحكم في القارة الإفريقية وهو ما رأيناه في الانتخابات المشكوك في صحتها من الأساس. ولو أن الشعب مواكب للانقلاب فالرئيس علي بونجو انتهى أمره بالنسبة للجابون ولو هناك فرصة للتفاوض السلمي. والتدخل العسكري أمر غير متاح لأنه ليس هناك دولة تستطيع أن تتحمل تبعات الحرب اقتصاديًا.