الانشقاقات الداخلية تتعمق بشكل كبير في حركة النهضة
بينما تكابد حركة النهضة الإخوانية بتونس لترميم الشروخ داخلها وسط دفع المنشقين لتقديم رؤية سياسية جديدة، والقطع مع إرث راشد الغنوشي الذي يرأس الحركة منذ أن تأسست عام 1972.
يتزايد نزيف الانشقاقات داخلها، التي كان آخرها إعلان محمد القوماني، القيادي في حركة النهضة والرئيس السابق للجنة إدارة الأزمة السياسية في الحزب. والذي أقرّ فيه بوجود “تباين مع التوجه السياسي السائد في قيادة الحركة”.
أوضاع مضطربة
وقال القوماني في تدوينة له: إنّه “لم يعد يجد توافقاً مع مقاربة حركة النهضة للأوضاع العامة للبلاد، ومسار ما بعد 25 (يوليو) 2021، وأوضاع المعارضة والطبقة السياسية عموماً”. موضحاً أنّه بات يتعذّر عليه مستقبلاً الاستجابة لطلب المشاركة بصفته القيادية في حركة النهضة.
ويُعدّ القوماني من أبرز القيادات الناشطة في حركة النهضة، ومن بين المدافعين بشراسة عن برامجها السياسية خلال الحملات الانتخابية. وأثناء الانتقادات الكثيرة التي طالتها إبّان تزعمها للمشهد السياسي في تونس.
أزمات كبرى
يقول أسامة عويدات المحلل السياسي التونسي والقيادي بحركة الشعب التونسية: إنه منذ خروج النهضة من السلطة يواجه رئيسها راشد الغنوشي اتهامات بالتورط في ملفات فساد وإرهاب. مؤكدا أن الإجراءات الاستثنائية في يوليو 2021 عمّقت الخلافات في حركة النهضة، التي تفجرت بين شقيّن: أحدهما موالٍ لرئيسها راشد الغنوشي الذي شغل في الأعوام الأخيرة رئاسة البرلمان الذي جمد الرئيس التونسي قيس سعيّد أعماله ثم حله نهائياً بعد أن عقد نواب مجمدون اجتماعاً افتراضياً، والشق الثاني طالب بعدم ترشح الغنوشي مجدداً لرئاسة الحركة.
وأضاف ضربت حركة انشقاقات عاصفة، حركة النهضة الإخوانية في تونس، على وقع خلافات وانقسامات حادة بين قياداتها بلغت ذروتها. لافتا أن من بين الأسباب الفشل في الإصلاح الداخلي وما وصلت إليه الحركة من عزلة. حيث تواجه حركة “النهضة” التونسية الإخوانية في هذه الآونة واحدة من أكبر الأزمات وأكثرها تعقيداً وصعوبةً منذ تأسيسها.