الانتقالي الجنوبي يطلق عملية الحسم في أبين لدحر تنظيم القاعدة
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن اليوم الاثنين عن بدء عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم “الحسم”، وذلك بهدف تأمين محافظة أبين (جنوب) من العناصر الإرهابية المتمثلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ويأتي هذا التحرك كإجراء استباقي حاسم يهدف إلى منع التنظيم من التوسع وإحباط أي محاولات لشن هجمات كبرى بالتزامن مع حالة التوتر السياسي والعسكري التي تشهدها المنطقة.
وتُعد أبين الخاصرة الأمنية للعاصمة المؤقتة عدن، وموقعها الاستراتيجي يفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي اعتبار تأمينها بشكل كامل ضرورة استراتيجية قصوى. ولا يقتصر هذا التأمين على منع تسلل الخلايا الإرهابية إلى عدن فحسب، بل هو ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الداخلي الذي يعتمد عليه المجلس في بناء شرعيته كقوة قادرة على إدارة الجنوب.
وتأتي عملية “الحسم” في ظل وضع سياسي يمني بالغ التعقيد، حيث يسعى الانتقالي الجنوبي لترسيخ نفوذه وسيطرته المطلقة على المحافظات الجنوبية. وبالنظر إلى أن أبين كانت تاريخياً منطقة نفوذ مشتركة بين القوى المختلفة، فإن القضاء على الإرهاب فيها يعزز بشكل مضاعف من موقف الانتقالي كقوة أمنية فعالة ووحيدة قادرة على بسط الاستقرار.
استكمال لسلسلة “سهام” ومواجهة “القاعدة”
ورغم النجاحات التي حققها الانتقالي سابقاً في أبين وشبوة، ضمن عمليات “سهام الشرق” و”سهام الجنوب” التي أطلقت عام 2022، أظهرت “القاعدة” قدرة لافتة على إعادة التموضع والتكيف. واستغل التنظيم الفراغات الأمنية في بعض الوديان والمناطق الجبلية النائية ليعاود نشاطه. ولهذا، تهدف عملية “الحسم” بشكل مباشر إلى تجفيف منابع الدعم اللوجستي والمادي للتنظيم وقطع خطوط إمداده نهائياً.
وفي هذا السياق، قالت قوات الحزام الأمني التابعة للانتقالي الجنوبي، في بيان رسمي، إن العملية تأتي “استكمالاً لعملية ‘سهام الشرق'”. وأكد العميد محسن عبدالله الوالي، قائد قوات الحزام الأمني، في البيان، أن القوات “ماضية بكل حزم في قطع خطوط إمداد الجماعات الإرهابية، ومنع أي محاولات لعودتها أو إعادة تنظيم صفوفها”، مشددا على أن “أمن أبين يمثل أولوية قصوى”.
وأوضح الوالي أن الحملة “ستواصل ملاحقة عناصر الشر والإرهاب إلى أوكارها في الجبال والأودية، والعمل على استئصالها بشكل كامل”، معتبراً أن العملية الجديدة “تعد امتداداً لسلسلة الانتصارات الأمنية والعسكرية التي حققتها قواتنا المسلحة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة”.
رسائل إقليمية ودولية في توقيت متوتر
وينظر إلى عمليات مكافحة الإرهاب هذه كدليل على التزام المجلس الانتقالي بالمعايير الدولية، مما يثبته كشريك مقبول وموثوق به إقليمياً ودولياً. وتعد هذه الجهود جزءا أساسيا من حماية الملاحة الدولية ومصالح الدول الكبرى في مضيق باب المندب والبحر العربي، مما يمنح الانتقالي غطاءً سياسياً لمواصلة عملياته.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع تصاعد مستجدات أمنية في جنوب وشرق اليمن، تزيد من المخاوف المتعلقة بتقسيم البلاد، حيث أكملت قوات الانتقالي سيطرتها على محافظة المهرة، كما سيطرت على مناطق حساسة في محافظة حضرموت، بما فيها حقول ومنشآت نفطية.
وفي المقابل، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الأحد، على ضرورة “انسحاب فوري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة”، معتبرا الانسحاب “خياراً وحيداً لتطبيع الأوضاع شرقي البلاد، واستعادة مسار النمو والتعافي”، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، مما يوضح حجم التوتر والصراع على النفوذ بين المجلسين، والذي قد يتأثر بنتائج عملية “الحسم” في أبين.







