الانتخابات.. الشعب التونسي يسحق مخططات الإخوان
وسط مشاركة جيدة من أبناء الشعب التونسي، ودعوات للناخبين للمشاركة بقوّة انطلقت عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية التونسية، على أمل أن تفرز “جمهورية جديدة” تعالج البلاد من أزمات صنعها الحكم الإخواني طوال (10) أعوام أعقبت الثورة، وأنتجت مزيداً من الفقر والبطالة والأزمات الاقتصادية.
الانتخابات الأهم
وكشف تقرير لمؤسسة رؤية أنه بعد العشرية السوداء التي عاشتها تونس تحت حكم النهضة وأغلبيتها البرلمانية، والتي فشلت في النهوض بتونس من الركود الاقتصادي والفشل الكبير.
وتشهد تونس اليوم استحقاقا انتخابيا سيذهب بها نحو حياة سياسية جديدة للتخلص من البرلمان السابق الذي جمَّده ثم حلَّه الرئيس قيس سعيد بمقتضى فصول الدستور بعد حالة الشلل السياسي. ولهذا فإن الشعب التونسي اليوم بعد أن لفظ تنظيم الإخوان الذين أصبحوا منبوذين في الشارع العام والسياسي التونسي.
وحسبما أكد عدد من المراقبين أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة إعلان نهاية حركة «النهضة» في تونس. وستفضي من ثَم إلى برلمان جديد يُنهي الحقبة العشرية السوداء التي حكمت خلالها النهضة تونس وتسببت في إفلاس البلاد والعباد وانتهت بانسداد سياسي شل البرلمان الذي كان راشد الغنوشي على رأسه.
ويتنافس (1000) و(58) مرشحاً على (161) مقعداً بمجلس النواب الجديد في (161) دائرة انتخابية، بدلاً من (217) مقعداً خلال الأعوام الماضية، من بينهم (120) امرأة.
وتمثل الانتخابات البرلمانية المحطة الأخيرة لخارطة الطريق التي وضعها الرئيس قيس سعيّد، منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 (يوليو) 2021 وحله البرلمان، الذي كان يرأسه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وتعليقه لاحقاً العمل بدستور 2014 وحلّ هيئات دستورية، بهدف مكافحة الفساد والفوضى في مؤسسات الدولة.
مشاركة الشعب
يرى الدكتور منذر قفراش، رئيس جبهة إنقاذ تونس والمحلل السياسي، إن الانتخابات التشريعية تتميز بغياب المشاركة الإخوانية لأول مرة منذ عام 2011. وعدم تمتّع المرشحين بالحصانة، لأن العديد من أبناء الشعب يأملون أن ينهي النظام الجديد للانتخابات عقدا من الفساد السياسي والمالي والفوضى الأمنية. حيث تأتي كآخر مرحلة من خارطة الطريق “التصحيحية” التي أعلنها الرئيس قيس سعيّد في يوليو 2021.
وأضاف المحلل التونسي أن الانتخابات والمشاركة الشعبية الجيدة في الانتخابات والذهاب للصندوق هي أكبر نهاية لجماعة الإخوان على مر التاريخ، وخاصة أن تلك الجماعة الإرهابية أصرت على إفشال الاستحقاق الانتخابي إلا أن مخططاتهم كلها باءت بالفشل الكبير.
موت الحركة
ومن جانبه قال الدكتور جبريل العبيدي، الكاتب والباحث السياسي، إن تونس اليوم أمام استحقاق انتخابي سيذهب بها نحو حياة سياسية جديدة للتخلص من البرلمان السابق الذي جمَّده ثم حلَّه الرئيس قيس سعيد بمقتضى فصول الدستور بعد حالة الشلل السياسي. لافتا في مقال له أن فشل «النهضة» سببه التجارب المحدودة لجماعات الإسلام السياسي في السياسة. والتي تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة ولهذا لم يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب. لأنهم اعتادوا تمثيل جماعة وتنظيم يجمعهم، وأفقدهم الإحساس بالسيادة الوطنية والانتماء الجغرافي للوطن.
وأوضح أن حركة النهضة تعد ميتة سريرياً بعد أن أصبحت منبوذة سياسياً وشعبياً. واختفى حتى أنصارها من الشوارع، ولهذا تعد النهضة خارج الحياة السياسية منذ فترة في تونس، ولكن الانتخابات البرلمانية ستكون بمثابة إعلان موعد الدفن للميت السريري.