سياسة

الانتخابات الإيرانية.. ما هي أبرز العقبات التي تواجه الإصلاحيين؟


منذ وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس وقد حددت الدولة الإيرانية 50 يومًا لبدء الانتخابات الرئاسية الجديدة، التي بدورها ستأتي بخليفة رئيسي الذي توفي إثر حطام طائرته الرئاسية في أثناء رحلته إلى أذربيجان، ومعه عدد من المسؤولين أبرزهم وزير الخارجية الإيراني السابق.

وقد فتحت السلطات الإيرانية، باب الترشح للراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية المقررة 28 يونيو، لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لتكون هناك عقبات أمام “الإصلاحيين”، حيث إن حتى الآن لم يتم التوافق على دعمه مرشح بعينه لخوض الانتخابات الحالية.

صراع الإصلاحيين وخامنئي 

ومنذ أن تم فتح أبواب الترشح قدم حتى الآن 37 مرشحًا، وفقًا لمحمد تقي شاه جراغي، رئيس مقر الانتخابات بوزارة الداخلية، ولكن حتى الآن الإصلاحيين في موقف صعب، خاصة وإن المرشد العام الإيراني خامنئي يريد رئيسًا للبلاد من المتشددين، وخاصة من التابعين لرؤيته، ويكون خليفته عقب وفاة.

وهو ما فتح أبواب الصراع ما بين نجل خامنئي الذي يسعى لخلافة والده، ولكن في نفس الوقت لا يريد الدخول في المعترك الرئاسي، خاصة وإن والده لا يريده في منصب الرئيس لإيران، وكذلك سعى الإصلاحيين لعدم الدخول في معترك كبير على سلطتهم. 

أسماء على طاولة الإصلاحيين 

وهناك عدد من الأسماء في إيران برزت في الآونة الأخيرة. ومن الإصلاحيين هناك أسماء سيتم التوافق عليها في الأيام المقبلة للترشح، وعلى رأسها محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية من 2001 حتى 2005، في عهد محمد خاتمي، مصطفى كواكبيان. الأمين العام للحزب الديمقراطي، الذي أنهى عملية تسجيله للانتخابات، مسعود بزيكيان، عضو البرلمان عن مقاطعة تبريز وأوسكو وأزهر شهر، وأعلن بزيكيان أنه سيتوجه السبت، إلى مقر وزارة الداخلية للتسجيل في الانتخابات. مجيد الأنصاري، عضو المجلس المركزي لجمعية رجال الدين المجاهدين، رئيس البنك المركزي السابق عبدالناصر همتي، الذي قدم الجمعة، 31 مايو، أوراقه للتسجيل، ومحمد صدر، وهو ابن آية الله رضا صدر، أحد علماء حوزة قم العلمية، وابن شقيق الإمام موسى الصدر. ووالد زوجة مؤسس الجمهورية في إيران، علي الخميني، إسحاق جهانغيري. النائب الأول للرئيس الأسبق حسن روحاني.

وحول تلك الأسماء اجتمعت الجمعية العامة لجبهة الإصلاح الإيرانية، من أجل تحديد مرشحها للتسجيل في الانتخابات. لكن هذا الاجتماع الذي استمر 5 ساعات لم يتوصل لنتيجة. ليكون أزمة أمام الإصلاحيين، الذين حتى الآن ليس لديهم فرصة جيدة في ظل تبعثر أوراقهم بعدد كبير من المرشحين. 

وتقول المحللة في الشأن الإيراني سمية عسلة: إن التيارات في إيران كثيرة وتخلط الأوراق فهناك الإصلاحيين والمحافظين والمعتدلين وكلهم يثبون في مصلحة خامنئي. الذي يريد تفتيت أوراق المرشحين في ظل .إن المتشددين سيكون لهم مرشح واحد يحصل على الأصوات وينافس بقوة. 

وأضافت عسلة أن مجلس صيانة الدستور هو عقبة كبرى أمام الإصلاحيين، ولكن الأسماء المرشحة مثل رئيس البنك المركزي السابق. عبدالناصر همتي، وعضو البرلمان مسعود بزيكيان، ومن المرشحين المحافظين المعتدلين سيكون رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني. ومن المحافظين المتشدد الأمين السابق لمجلس الأمن القومي وعضو في مجلس الأمن القومي الأعلى سعيد جليلي. هم أسماء قوية في ايران ولها ثقل مما قد يشهد معركة رئاسية كبري. 

وقال الباحث والمحلل السياسى الإيرانى المعارض حسن هاشميان: إن مجلس صيانة الدستور دخل في أزمة مع الأحزاب الإصلاحية والمعتدلة في إيران. ولذلك فنرى إن الانتخابات المقبلة ستشهد تضييق على المحافظين من قبل المجلس الذي سيسعي مع المرشد لتواجد متشدد كخليفة له في كرسي المرشد الأعلى لإيران حفاظًا على النظام. خاصة وإن خمانئي وصل إلى 85 عامًا. 

وأضاف هاشميان إن هناك شريحة كبرى من الإيرانيين يشعرون بانعدام إمكانية متابعة المطالب الشعبية عبر صناديق الاقتراع. كذلك عدم وجود أي توجه لعقد الإصلاحيين تحالفات مع التيار المعتدل أو المحافظين المعتدلين في الانتخابات المقبلة مما يؤثر عليهم بشدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى