الانتخابات الأمريكية: عندما تصبح الأخلاق ساحة مواجهة أكبر من السياسة
الاختبار الحقيقي في انتخابات الرئاسة الأمريكية يتجاوز السياسة إلى تحدّ أكثر تعقيدا وأشد صعوبة أمام الناخبين.
ومع اقتراب السياسة الأمريكية من ذروتها التي تتكرر كل أربع سنوات بإجراء السباق الرئاسي، تهيمن المزاعم والمزاعم المضادة على الأجواء.
وفي تقييم هذا الكم من المعلومات المتدفقة، يحتاج الناخبون الأمريكيون إلى التمييز بين المصالح والقيم، وبين الأخطاء والأكاذيب، وبين التسامح والتواطؤ، وفقا لما ذكره موقع “ذا ناشيونال إنترست”.
-
تغير الديناميكيات: هاريس تتجاوز بايدن في الأضواء، وترامب يبرز نتنياهو
-
في مواجهة الفوضى: ترامب يستنجد بالجيش ضد خصومه
واعتبر الموقع في تقرير له أن الاختيار الأشد صعوبة الذي يواجه الناخبين يتجاوز السياسة لأنه اختبار أخلاقي عميق.
وغالبًا ما تختبر السياسة التوتر بين مصالح الشخص وقيمه، لكن التحدي الأخطر عند تقييم المرشحين يتعلق بما إذا كان ينبغي لنا أن نؤيد أو ننكر قيم وشخصية المرشح.
وهناك أكثر من طريقة لتعريف هذا التحدي لكن عملية التصويت تفرض ازدواجية في الحكم لأن كل ورقة اقتراع تشكل حكما على كل من المرشح الذي جرى التصويت له وأيضا على الناخب الذي أدلى بصوته.
-
ترامب يحسم أمر المناظرة الرئاسية الثانية
-
تنافس هاريس وترامب: من سيجذب أصوات العمال في الانتخابات الأمريكية
وقد يرتكب المرشحون أخطاء صادقة في ظل زيادة الضغوط والأفكار وأيضا في ظل الحرص على استمالة الناخبين من خلال تفضيلاتهم وتحيزاتهم.
ترامب في «المقصلة»
إلا أن الخطأ الذي يتكرر عمدا يصبح كذبة وهو ما يعد السمة المميزة لسياسة دونالد ترامب الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض.
فلقد أثبت ترامب أنه المصدر الأقل موثوقية للمعلومات في السياسة الحديثة مع تكرار الأخطاء المتعمدة والأكاذيب، مثل سرقة انتخابات 2020 واعتبار المدانين في اقتحام الكابيتول ضحايا للاضطهاد السياسية، والزعم أن المهاجرين من هايتي يأكلون الحيوانات الأليفة وغيرها.
-
هل توجه هاريس الضربة القاضية لترامب؟
-
حسابات مزيفة: كيف يؤثر تضليل المشاهير على سباق الانتخابات الأمريكية؟
وإلى جانب التمييز بين الخطأ والكذب، يجب أيضا رسم خط مماثل بين التسامح مع الخطأ والتواطؤ في الخداع، بمعنى أن هناك تمايزا بين مسامحة المرشح المفضل على أخطائه وبين مباركة أكاذبيه من خلال الاستمرار في دعمه.
وإذا كان كل مرشح يسعى إلى كسب ثقة الناخبين فإن التغييرات المتكررة في المواقف أو التصريحات يقوض هذه الثقة ولا يعد وسيلة جيدة لبناء السمعة الطيبة التي يسعى إليها أي شخص يسعى للفوز بمنصب عام.
والسؤال الرئيسي الذي يجب أن يطرحه أنصار ترامب هو ما إذا كانت أكاذيب المرشح الجمهوري حقائق أم أنها ادعاءات مبررة؟.
-
الاحتجاجات تثير الفوضى في عام الانتخابات الأمريكية
-
المشاكل القانونية لترامب تزيد من حدة التوترات قبيل الانتخابات الأمريكية
ومن غير المتوقع أن يقوم الناخب بإجراء بحث كامل لتقييم دقة كل ادعاء يقدمه لكن من المنطقي أن يعيد النظر في الأدلة عند الطعن في ادعاءاته.
مهمة شاقة
لأن تقييم المعلومات المتدفقة مهمة شاقة، يلجأ بعض الناخبين إلى قرارات تستند إلى مزيج من التصورات والميول الفلسفية والآراء حول السمات الإيجابية أو السلبية لشخصيات المرشحين، بمعنى أن قشرة الحملة قد تكون أكثر إقناعًا من جوهر قيمها.
وغالبا ما يكون السلوك التصويتي فوق العقل وخارج المنطق، لذلك يكون بإمكان السياسيين أحيانًا تشكيل كتل من الناخبين في طوائف وتحالفات تعتمد على الافتراضات والتوقعات أكثر من الاعتماد على الأدلة، ناهيك عن العداء تجاه المرشحين المتنافسين.
-
صحيفة واشنطن بوست: ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية للشرق الأوسط ؟
-
الانتخابات الأمريكية تقترب.. 4 أسابيع من المنافسة الشرسة دون حسم
وبمجرد الالتزام بمرشح، فإن الناخب يواجه نفسيا مشكلة مماثلة للمرشح الذي اتخذ موقفًا محددًا بشأن قضية واحدة أو أكثر، ويكون من الصعب عليه تغيير موقفه لأن هذا يعني ضمناً الاعتراف بخطأ أولي في الحكم.