سياسة

الاقتراع بالرصاص.. الانتخابات التنزانية تفضح هشاشة الاستقرار السياسي


لا تزال الاحتجاجات العنيفة تجتاح تنزانيا التي أجرت الأربعاء الماضي انتخابات رئاسية وسط أجواء محتقنة.

وقال حزب المعارضة الرئيسي في تنزانيا اليوم الجمعة إن مئات الأشخاص قتلوا في احتجاجات على الانتخابات في أنحاء البلاد خلال الأسبوع الجاري، بينما أكدت الحكومة أنها تعمل على استعادة النظام بعد “حوادث منفصلة”.

وقالت الأمم المتحدة إن تقارير موثوقة أشارت إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل في الاحتجاجات في ثلاث مدن، في أول تقدير علني بشأن الوفيات تصدره هيئة دولية منذ الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء.

لم تصدر الحكومة أي تقديرات لعدد القتلى، ولم ترد على طلب للتعليق. ولم يتسن لرويترز بعد التحقق بشكل مستقل من صحة هذه التقديرات .

وقال وزير الخارجية التنزاني محمود ثابت كومبو في تصريحات إعلامية “لم يحدث أي استخدام مفرط للقوة”. وأضاف “لم أرَ هؤلاء القتلى الـ 700”.

وتابع “ليست لدينا حتى الآن أي أرقام عن أي ضحايا في البلاد”.

وخرج متظاهرون إلى الشوارع منذ الأربعاء للتعبير عن غضبهم من استبعاد أكبر منافسين للرئيسة سامية صولوحو حسن من السباق الرئاسي ومما وصفوه بقمع واسع النطاق.

وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وأعيرة نارية لتفريق بعض المتظاهرين.

وقررت الشرطة فرض حظر تجول ليلي في العاصمة التجارية دار السلام خلال الليلتين الماضيتين بعد إضرام النيران في مكاتب حكومية ومبان أخرى. وانقطعت خدمة الإنترنت منذ يوم الأربعاء.

جندي خلال مواجهة مع أحد المحتجين في تنزانيا

وقال الناطق باسم حزب “تشاديما” جون كيتوكا لوكالة “فرانس برس” إنه “حتى الآن، بلغ عدد القتلى في دار السلام نحو 350 قتيلا، وفي موانزا أكثر من 200. وبإضافة هذه الحصيلة إلى عدد القتلى من مناطق أخرى في البلاد، يبلغ العدد الإجمالي نحو 700 قتيل”.

ووصف مصدر دبلوماسي هذه الحصيلة بأنها “قابلة للتصديق”، متحدثا لوكالة “فرانس برس” عن “مئات القتلى”.

وأفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس” بأنه تلقى معلومات عن حصيلة مماثلة أيضا.

وأشار باحث في منظمة العفو الدولية في تصريحات لوكالة “فرانس برس” إلى تلقيه تقارير عن مقتل ما لا يقل عن مئة شخص في تنزانيا خلال اليومين الماضيين.

وقال “قوات الأمن منتشرة في المستشفيات وهم يحاولون التحكم بالرواية الرسمية” ومنع نشر أرقام الضحايا لتفادي إحراج الحكومة.

ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة قوات الأمن التنزانية إلى عدم استخدام القوة “غير الضرورية أو غير المتناسبة” ضد المتظاهرين.

ينتقد المتظاهرون الرئيسة سامية صولحو حسن التي تولت رئاسة تنزانيا عقب وفاة سلفها جون ماغوفولي عام 2021 وتسعى حاليا لإعادة انتخابها.

جندي خلال مواجهة مع أحد المحتجين في تنزانيا

في البداية، حظيت الرئيسة بإشادات بفعل تخفيفها القيود التي فرضها سلفها، لكنها اتُهمت لاحقا بشن حملة قمع شديدة على منتقديها، لا سيما في الفترة التي سبقت الانتخابات.

توقفت المواقع الإخبارية المحلية عن بث المستجدات منذ الأربعاء، ولم تُدلِ حسن بأي تعليق على الاضطرابات.

وصدر البيان الرسمي الوحيد عن رئيس أركان الجيش جايكوب مكوندا الذي وصف المتظاهرين مساء الخميس بـ”المجرمين”. وقال “أحض التنزانيين على التزام الهدوء. قوات الدفاع تسيطر على الوضع”.

ولم تُعلن نتائج الانتخابات بعد مع استمرار فرز الأصوات، فيما تُبثّ تحديثات منتظمة على التلفزيون الوطني الذي لم يأتِ على ذكر الاضطرابات، لكنه تحدث كما هو متوقع عن فوز ساحق للحزب الحاكم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى