متابعات إخبارية

الاستقرار يفتح الطريق: عودة البدو النازحين إلى السويداء تكتسب زخماً


بدأ سكان في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بالعودة إلى ديارهم بعد نحو شهرين من النزوح جراء اشتباكات مسلّحة استمرت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية في مؤشر على عودة الاستقرار.
وفي هذا الإطار، عاد قرابة 600 من أبناء البدو العرب إلى منازلهم في قرية القصر، عقب استتباب الأمن فيها.
وقال محمد زوريك (58 عاما) إنهم اضطروا للنزوح من قريتهم بسبب الاشتباكات والقصف مشيرا إلى أن مجموعات مسلّحة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز في سوريا، كانت تقصف مناطقهم بشكل يومي.
وأضاف أن القصف ترافق مع حوادث اختطاف طالت سكان القرية، ما دفعهم للنزوح إلى مناطق في ريف دمشق ودرعا.
ولفت إلى أنه رغم عودتهم إلى قراهم، إلا أن حالة من الغموض والقلق ما زالت تكتنف مستقبلهم.
وفي يوليو/تموز الماضي، شهدت السويداء اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى، أعقبها اتفاق لوقفا إطلاق النار بدأ سريانه في 19 من الشهر ذاته. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 1100 شخص، معظمهم من الدروز.
ودفعت أعمال العنف كذلك أكثر من 128 ألف شخص في المحافظة الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ونص الاتفاق بين المجموعات الدرزية والحكومة على المضي في عمليات اخراج عائلات البدو حيث دخلت حافلات حكومية حينها إلى المدنية لبدء “تأمين خروج” العائلات.
وكانت منظمة العفو الدولية قد حثت السلطات السورية على محاسبة أفراد من القوات الحكومية على إعدام رجال ونساء دروز خارج نطاق القضاء في 15 و16 يوليو/تموز في السويداء فيما ألقت دمشق القبض على عدد من العناصر الأمنية المتورطة في انتهاكات ضد الدروز.
وفي مارس/آذار، اتُهم الجيش السوري بارتكاب عمليات قتل جماعي لأفراد من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها جزء كبير من النخبة الحاكمة في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وقالت لجنة حكومية سورية لتقصي الحقائق في يوليو/تموز إن 1426 شخصا لقوا حتفهم في مارس/آذار في هجمات على قوات الأمن وعمليات قتل جماعي للعلويين تبعتها، لكنها خلصت إلى أن القادة لم يصدروا أوامر بتنفيذ الهجمات الثأرية.
وذكرت اللجنة أنها خلصت إلى وجود صلات تربط 298 مشتبها بهم بالانتهاكات التي ارتكبت بحق العلويين وإلى مشاركة 265 مشتبها بهم في الهجوم الأول على قوات الأمن، وقالت إنهم أحيلوا إلى القضاء.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى