سياسة

الاتفاقية الأمنيّة مع تركيا.. هل كانت سبب استقالة رئيس وزراء قطر؟


قالت مصادر دبلوماسية غربية إن توقيع اتفاقية أمنية شاملة مع تركيا كان أحد أهم أسباب استقالة رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.

واعتبر رئيس الوزراء القطري السابق، الذي كان يشغل أيضا منصب وزير الداخلية، أن الاتفاقية الأمنية الشاملة التي وقعتها قطر مع تركيا تهدف في شكلها العام إلى حماية تنظيم مونديال الدوحة عام 2022 من قبل القوات الأمنية التركية، إلا أنها ستتجاوز المونديال ولا تتوقف عنده، عندما تكون صالحة لمدة خمسة أعوام، بحسب المصادر ذاتها.

ونهاية العام الماضي، أبرمت قطر وتركيا اتفاقية بناء شراكة استراتيجية في تجهيز وتأمين المونديال، كما وقع رئيس الوزراء القطري السابق مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في نهاية أكتوبر الماضي خطاب نوايا للتعاون في مجالات تنفيذ الفعاليات الكبرى بين كل من أنقرة والدوحة.

وهذه الاتفاقية تعتبر، بحسب مراقبين، بمثابة فرض حماية من تركيا على قطر المعزولة عن محيطها العربي وتمثل حصيلة الهرولة القطرية نحو تركيا منذ أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة قبل أكثر من سنتين، وقالوا: إن الاتفاقية تجعل الأمن القطري مخترقا بشكل كامل حتى لو اعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن تركيا بلد صديق، مشيرين إلى أن الصور التي وزعت حينها لتوقيع الاتفاقية في أنقرة أظهرت مشهدا لرئيس الوزراء القطري وهو بجوار وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بشكل ممتعض وقد أجبر، كما يبدو، على الوقوف مع مسؤولين أتراك بمستوى وزاري أقل.

وتتضمن الاتفاقية بين البلدين نشر وحدات من الشرطة التركية لحماية وتنظيم فعاليات كأس العالم في قطر، وذكر موقع نوردك مونيتور الإخباري أن الشيخ عبدالله بن ناصر بوصفه وزيرا للداخلية أيضا، طلب منه تمرير الاتفاقية التي يرى أنها ترهن أمن قطر بيد تركيا.

هذا إلى جانب وجود القاعدة التركية التي تضم آلاف الجنود وتم تعزيزها بقوات برية وبحرية وجوية، ويمكن للدوحة -بحسب الاتفاقية الجديدة- طلب المساعدة من أنقرة في أي تهديد عسكري أو أمني قد تتعرض له.

وتهدف أنقرة من تمرير الاتفاقية الأمنية وحماية كأس العالم في قطر إلى توسيع نفوذها في المنطقة من دون أية عوائق، حيث عززت وجودها في الدوحة بقوات بحرية ومنشآت طيران حربي وآلاف الجنود المشاة في قاعدة طارق بن زياد العسكرية التي افتتحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارته الأخيرة إلى الدوحة.

وينظر إلى الشيخ عبدالله بن ناصر على أنه من مؤيدي المصالحة مع دول الخليج ومن غير الراضين عن تزايد التغلغل التركي في شؤون قطر.

واعتبر الكاتب التركي إلهان تانير أن موقف الشيخ عبدالله بن ناصر الرافض للنفوذ التركي المتزايد في بلاده كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

وقال تانير في تصريح للعرب تظهر وثائق مسربة أن أذرع تركيا في قطر صارت أكثر قوة بعد توقيع الاتفاقيات الأخيرة بين أنقرة والدوحة، وخاصة توقيع أنقرة والدوحة بروتوكولا أمنيا يقضي بنشر وحدات الشرطة التركية في الدولة الخليجية خلال كأس العالم 2022، وأيضا لتأمين أحداث كبرى أخرى…تشير الوثائق إلى أن هذا الاتفاق الأمني بين الطرفين لن ينتهي بانتهاء كأس العالم، ولكن سيستمر حتى عام 2025.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى