“الإمكانيات متوفرة والفرص موجودة “.. فلم لا
ما لذي تخبئه دبي للعالم؟ هذه المدينة المتطورة التي تزداد ألقاً –لا نقول عاماً بعد عام بل يوماً بعد يوم-.
حيث لا تشرق شمس إلا وفي دبي جديد من تقدم وتنمية وازدهار حتى سابقت الريح في سعيها نحو الكمال، وفي كل مرة يخيل لساكنيها أو زوارها أن البناء تم وأن المدينة قد اكتملت، تظهر لهم بفكرة فريدة ورؤية سديدة ، كيف لا وربانها لا يعرف المستحيل، ويؤمن أن الحفاظ على المركز الأول مهمة تستحق العناء.
وقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مخطط دبي الحضري الجديد حتى عام 2040، في نقلة حضارية في مستقبل المدن، حيث يجد المتأمل أن التركيز كله ينصب على الإنسان، فهي تعزز جودة ورفاه المواطن، وتخصص مساحات كبيرة لإسكانه، فيما تخصص مساحة ستين بالمئة من مساحتها لتصبح محميات طبيعية، في لفتة هامة نحو البيئة وصحة الإنسان، وترفع مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة مئة وأربعة وثلاثين في المئة لتكون بذلك دبي مآل بصر السياحة العالمية، فيما رفعت مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة خمسة وعشرين في المئة ومساحات الأنشطة الاقتصادية والترفيهية مرة ونصف المرة، إضافة إلى زيادة أطوال الشواطئ 400 في المئة، فإذا كانت دبي عروس الشرق الأوسط اليوم فأي مدينة ستكون بعد عشرين عاماً .
المدينة الضاربة في عمق التاريخ، أبت إلا أن تكون ضمن مدن المستقبل، متحدية التحديات الصعبة لتنطلق إلى العالمية دون الاعتماد على الموارد الطبيعية فحسب بل على عقول أبناءها والمقيمين فيها، منذ زمن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، ذلك الرجل المهيب ذو النظرة الثاقبة والرؤية البعيدة.
دبي تطورت وتتطور وستتطور، فهذا شأن المدن التي تأبي الأفول، وترفض التراجع برؤية وفكر وخطط مدروسة، لتحجز مكانها في ريادة المستقبل، رغم تحديات العالم الحالية، فأرض الفرص والأحلام تتهيأ لتستقبل العالم بعد أشهر ضمن معرض أكسبو 2020 ، فيما تعد خطة لتكون المدينة الأفضل للحياة في العالم بعد عقدين من هذا التاريخ، وليس ذلك ببعيد فالدراسة المتعمقة والخطط الدقيقة واستغلال الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق الأهداف لا يمكن أن يخفق أبداً .
ختاماً.. لا ريب أن دبي قدوة وملهمة للفرد قبل المجموع، وللإنسان قبل الدول، فالمدينة التي استطاعت اختراق المستحيل بهمة قائدها ، تعطي درساً للعالم أجمع أن المستحيل كلمة يتذرع بها أصحاب الهمم الضعيفة، ويختارها أهل العزائم الواهنة، أما هنا فلا مستحيل مع التخطيط السليم والعمل الدؤوب .