الإمارات وعُمان شعبان شقيقان وعلاقة محصنة
لا يخفى على أحد اليوم مدى الترابط والانسجام والأمن والأمان الذي يعيشه الشعبان الشقيقان في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
العلاقات الخارجية هي عماد السياسة الاستراتيجية لكل دولة من الدول، لا سيّما مع الدول التي تشكّل جزءاً من مدارها السياسي أو الفكري أو الجغرافي، وانطلاقاً من هذه القاعدة الاستراتيجية في السياسة نجد الإمارات العربية المتحدة ذات العلاقات الخارجية المتميزة القائمة على السلام والصداقة والتكامل مع دول العالم أجمع، تجمعها مع جيرانها علاقات أكبر من أن توصف بالسياسية أو الدبلوماسية، كالعلاقة التي تجمع بينها وبين سلطنة عمان.
الحقيقة تكمن في أنّ العلاقات الإماراتية العمانية ليست وليدة اللحظة أو مرحلة معينة، بل إنها ولدت منذ الميلاد الإماراتي والعماني بناء على مبادئ الوالد المؤسس للإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى قواعد الأخوة مع الخليج العربي والمحيط العربي بالكامل، ومبادئ الصداقة مع العالم أجمع على مبدأ السلام وحفظ الحقوق، والمؤسس السلطان قابوس بن سعيد، طيّب الله ثراه، الذي لا يرى السلطنة إلا جزءاً لا يتجزأ من محيطها العربي عموماً والخليجي على وجه الخصوص، وضمن هذه الرؤية الاستشرافية جمعت البلدين علاقات وثيقة لا يمكن فصم عراها.
واحتفلت عمان الأسبوع الماضي، بعيدها الوطني الخمسين الذي أطلق نهضة السلطنة المباركة على يد المغفور له “السلطان قابوس” وهي اليوم تقف شامخةً بإرثها وتاريخها وتطورها وازدهارها، كلماتٌ تبوح بعمق الاعتزاز الإماراتي بسلطنة عمان، وبعمق المشاعر والعلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات العربية المتحدة بالسلطنة الشقيقة فما تهنئة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي لشعب السلطنة وسلطانها إلا تكريس لوشائج الأخوة بين الشعبين الشقيقين، ولهذا جاءت تهنئة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي لأشقائه في السلطنة بعيدهم الوطني الخمسين، مترسماً خطى الوالد المؤسس “زايد الخير” الذي طالما مدّ يد الخير والأخوة والسلام على البعيد والقريب، ولا سيما سلطنة عمان عندما بادر لزيارتها – رحمه الله – مرسياً دعائم الأخوة والمحبة والتضامن بين الأشقاء الخليجيين منذ زيارته لعمان ولقائه السلطان قابوس رحمه الله 1976 مؤكدَين على عمق العلاقات وأخويتها بين البلدين الشقيقين.
لا يخفى على أحد اليوم مدى الترابط والانسجام والأمن والأمان الذي يعيشه الشعبان الشقيقان في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، فأثمرت العلاقات السياسية الوطيدة التي أرساها المؤسسان المغفور لهما “الشيخ زايد” و”السلطان قابوس” تلاحماً شعبيّاً بين البلدين الشقيقين، فالمتتبع لوسائل التواصل اليوم يجد أنّ الشعب الإماراتي مؤسسات وأفراداً يحتفلون ويهنئون الشعب العماني بعيده، متمنين له الأمن والأمان والاستقرار، ليرتبط الشعبان بوشائج الدم والأخوة العربية، فضلاً عن الوشائج الجغرافية الخليجية أو السياسية القائمة على مرتكزات مجلس التعاون الخليجي، فالإمارات في ذلكَ تعي تماماً مسؤولياتها المرحلية القائمة على أنّها اليوم ومع شقيقاتها الخليجيات بوابة العروبة والعرب وحصنها المنيع، لا سيما في واقع العرب المأزوم اليوم والصراعات التي تفتك به من كل جانبٍ.