سياسة

الإمارات.. مشاهد عظيمة عن السياسة والاقتصاد والمجتمع

عبدالجليل السعيد


أتيح لي فرصة خلال الأيام الماضية قضاء العشر الأواخر من رمضان في دولة الإمارات، توقفت فيها عند حقائق مهمة في السياسة والاقتصاد والمجتمع.

 

حقائق تشرح طبيعة تطور المجتمعات، وآلية تناول الأخبار داخل ردهات المجالس الرمضانية، التي تشتهر بها دول الخليج العربي، لا سيما الإمارات، حين يتعرف الزائر لهذا البلد المتطور، على وجه آخر من ثقافة مجتمعه والمقيمين على أرضه.

وما بين دبي وأبوظبي، يجد الإنسان حالة فريدة من نوعها، تبشر بغد عربي مشرق، قوامه الوعي والإدراك لمآلات الأمور، والقراءة المتأنية لطبيعة الأحداث العالمية، السلبية منها والإيجابية، لأسجل في هذا المجال فخري كعربي بمستوى حرية التعبير وسعة التفكير لدى غالبية الإماراتيين والمقيمين بينهم.

فالإمارات لا تستثمر فقط في الحجر، بل في البشر، الذين هم أساس رفعة وتقدم هذا البلد الكبير بعطائه، والوفي لانتمائه، والذي يعرف الإماراتيين عن قرب يتوقف كثيراً عند ملامح حبهم لبلدهم وقيادتهم، لأنهم يرون على أرض الواقع شواهد يومية لمنجزات كثيرة.

ففي الغرب، يتغنون أحياناً بسهولة الوصول إلى الحاكم من قبل المواطنين، رئيساً كان أو رئيس حكومة أو وزيراً، لكن الأمر ذاته موجود في الإمارات، لكن الفارق في المضمون لا الشكل، فالمواطن أو المقيم في الغرب قد يتمكن غالباً من الوصول إلى الحكام، لكن دون نتيجة أو حل لمشكلته، أما الإمارات فإنها مشهورة بقضاء حاجات مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

والإيجابية المفعمة بالعمل “ماركة مسجلة” للشعب الإماراتي، ففي رمضان هذا العام، سعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لإيصال مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، والجميل في هذا الأمر هو الشراكة بين مبادرة هذا الرجل الرائع وأبناء الإمارات من تجار ورجال أعمال ومواطنين عاديين وحتى مقيمين، قدموا التبرعات السخية لإكمال هذه المهمة العظيمة.

وفي أبوظبي، كان هناك حراك سياسي غير مسبوق، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي يصل الليل بالنهار لخدمة شعبه والعرب والمسلمين، عبر زيارات خارجية ولقاءات مهمة واجتماعات مثمرة، وهذا كله ليس بغريب على أبناء “زايد الخير” رحمه الله، الذي تتزين الإمارات بحمل اسمه على مدى العصور والدهور، كونه موحّد البلاد ومرسل دعائم هذه الدولة القوية للعباد.

المجالس الرمضانية في الإمارات، والتي كنت شاهداً عليها، أشبه ما تكون بالمنتديات الثقافية والسياسية والاقتصادية، بل هي أماكن راقية للنقاش دون أجندة مسبقة أو جدول أعمال، وهي فرصة سانحة لعرض الأفكار المهمة والإجابة عن الأسئلة الآنية المعاصرة، وباختصار شديد، تلك المجالس إرث أصيل وتراث وطني إماراتي يتمسك به الإماراتيون على الدوام.

ولا غرابة أن يحب العرب وغير العرب دولة الإمارات، كونها كتابا مفتوحا تقرأ فيه الجمال بكل صوره، ونحن نعيش حاليا أجواء العيد، وغالبية الناس يعلمون أن كثيراً من أبناء الشرق والغرب يحرصون على قضاء إجازاتهم في الإمارات، لأنها بلد الأمان والرفاهية، والخدمات التي قد لا تتوفر في دول غربية.

إن كل زائر لبلد معين يحمل من خلال زيارته ذكرى عن هذا البلد، ظناً منه بأنها زيارة يتيمة، لكن من يزور الإمارات يحمل في قلبه وعقله عشقاً غير مستغرب لدولة عربية تسر الناظرين، وتمنح الزائرين والمقيمين والمواطنين طاقة جبارة من التفاعل الإيجابي والحرص من قبل زوارها بعد المغادرة على العودة للإمارات في القريب العاجل لاكتشاف كل جديد مفيد.

 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى