سياسة

الإمارات قادت حراكًا دبلوماسيًا وملحمة كبرى في دعم سوريا


علاقات متزايدة ومتنامية بين دولة الإمارات وسوريا، بعد قطيعة عربية دامت لسنوات من الجانب السوري. كانت دولة الإمارات من الدول التي بادرت بعودة سوريا إلى حضن الوطن العربي من جديد، كما كانت من أوائل الدول التي ساهمت في نهضة سوريا من أزمتها إثر زلزال فبراير المدمر. 

والعلاقات السورية الإماراتية كانت ومازالت تشهد على إدراك القوى السياسية التي بدأت تتبلور لدى اللاعبين الإقليميين بموقف واضح بأن التعامل مع دمشق يجب أن يكون منتجاً لا عقابيًا، فالمشكلات العربية البينية لا يمكن حلها بواسطة أطراف ثالثة، وهذا ما ثبت فعلاً وعبر تجارب كثيرة ماضية، وأن التضامن العربي مطلوب للتغلب على تحديات المنطقة، خاصة في ظل تنامي قوة إيران بالمنطقة عبر مليشيات كبرى، وكان لابد من تواجد الجانب السوري كقوى إقليمية عربية حليفة متوازنة. 

لقاء تأكيد تنامي العلاقات

 
 التقى وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، وبحث معه الأوضاع الإقليمية والدولية.

حيث استقبلت دولة الإمارات وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الذي التقى عبد الله بن زايد “في إطار زيارته الحالية لدولة الإمارات”، ونقل إلى رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان امتنان سوريا للمساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات لسوريا بعد الزلزال الذي ضرب بعض المحافظات السورية.

الجانبان تباحثا حول طيف واسع من العلاقات التي تربط النظام السوري والإمارات في مختلف المجالات، وناقشا مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة بشكل عام، وتناولا عدداً من المسائل المتعلقة بالوضع الدولي وانعكاساتها على الأوضاع في الشرق الأوسط.

الوزيران اتفقا على متابعة اتصالاتهما ومشاوراتهما في إطار حرصهما المشترك على تلبية تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.

بحث سبل التعاون بين البلدين

 
المقداد وابن زايد بحثا خلال اللقاء “العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز مسارات التعاون في مختلف المجالات ومنها التنموية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، حيث تم بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى مجمل التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي منطقة الشرق الأوسط”.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي، أن العمل العربي المشترك يشكل ركيزة أساسية لترسيخ دعائم الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة، وتلبية تطلعات شعوبها في التنمية والازدهار والحياة الكريمة.

وكانت قد طبعت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري نهاية العام 2018، وأعادت افتتاح سفارتها في دمشق بعد إغلاقها في العام 2011، وعينت قائماً بالأعمال.

ويقول الباحث السياسي السوري، سلمان الشيب: إن الإمارات العربية وسوريا تربطهما علاقة أخوة، والأوضاع بين البلدين كانت متأزمة في ظل تحديات كانت تقوم بشكل أساسي على دعم أنظمة أخرى، ولكن الإمارات هي أهم دول العالم التي كانت بجانب الشعب السوري في أزماته في زلزال فبراير، وكان هناك تعاون مشترك بين البلدين، وواضح للجميع ما قدمته الإمارات للشعب السوري. 

وأضاف شيب إن خلال السنوات الماضية، قادت أبو ظبي حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، على الصعيدين العربي والدولي، لإعادة تأهيل النظام السوري والتطبيع معه، وعودته إلى جامعة الدول العربية، حيث إن الإمارات سياسياً كانت تتحرك وفق رؤية صفر خلافات التي تقودها دولة الإمارات العربية بالمنقطة من أجل السلام الذي تبحث عنه. 

بينما قال الباحث السياسي الإماراتي ضرار بالهول: إن الإمارات قادت ملحمة كبرى في دعم سوريا عن طريق عمليات الفارس الشهم التي قادتها دولة الإمارات في ظل زلزال فبراير، ومنذ ذلك الوقت كانت الامارات وما تزال لاعباُ هاماً لدى سوريا بهدف البحث عن توطيد لعلاقات بين البلدين وزيادة الرحاك الدبلوماسي مع الإدارة السورية التي بدورها تتحرك وفق أجندة عربية ثابتة. 

وأضاف بالهول إن الأوضاع الحالي في المنطقة كانت علي طاولة اللقاء، حيث إن سوريا تعاني نظير الحرب الحالية في قطاع غزة، كما شهدت قصفاً علي عدة محافظات أبرزها دمشق، والإمارات من الدول التي تطالب بوقف إطلاق النار أيضاً، ولذلك ودلالة علي العلاقات الثنائية بين البلدين كانت أول زيارة يقوم بها الرئيس بشار الأسد لدولة عربية كانت الإمارات ثم زارها مجدداً في 2023، بعد زلزال مدمر ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى