قامت الإمارات العربية المتحدة بإنقاذ 13 باخرة سياحية أجنبية إذ كانت عالقة في عرض البحر نتيجة إغلاق غالبية دول العالم حدودها البحرية بسبب تفشي فيروس كورونا، وقد سمحت لها بالرسوّ في أحد موانئها، في خطوة إضافية تحسب للإمارات التي أظهرت تعاملاً إنسانياً ودبلوماسياً لافتاً أثناء أزمة الوباء.
وقال من جهته المدير التنفيذي لميناء راشد التجاري في دبي، محمد المناعي، يوم أمس، بأنه تم استدعاء جميع السفن في الإقليم، سواء السفن المستقرة في دولة الإمارات أو البواخر التي غادرت من الشرق إلى الغرب أو من الغرب إلى الشرق، مضيفا المناعي: إنّ السلطات البحرية في دبي استقبلت 13 باخرة سياحية على متنها 29 ألف مسافر و 10 آلاف من أعضاء الطاقم.
وأكد أيضا المناعي تم اتخاذ إجراءات لازمة وصارمة بإدخال السفن وإجراء الفحص الطبي، في إشارة إلى أنّ المسافرين قضوا فترة طويلة في البحر قبل العثور على ميناء لترسو فيه السفن.
وذكر أيضا بأنّه جرت إعادة كافة المسافرين وغالبية أعضاء الطواقم عبر طائرات إلى بلدانهم، وأوضح بأنّ 80 بالمئة منهم من دول أوروبية مثل؛ ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
في حين بقيت العديد من السفن السياحية عالقة في عرض البحر وهي تبحث عن مرسى على سواحل عدد كبير من بلدان العالم منذ بداية تفشي الوباء، وذلك بعد أن أغلقت السلطات حدودها ومجالها الجوي في تخوف من حمل من كانوا على متن تلك السفن للفيروس.
وقامت السلطات الإماراتية باتخاذ إجراءات احترازية سباقة، منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وذلك سعياً منها لتعزيز جهودها في احتواء المرض حيث قامت بالتنسيق مع شركاء دوليين، وأرسلت مساعدات طبية وإنسانية لعدد كبير من الدول المتضررة من الوباء دون الالتفات إلى الجانب السياسي أو الخلاف في العلاقات.
ويشار أن الإمارات العربية المتحدة سجلت أكثر من 8000 إصابة بفيروس كورونا، و1645 حالة شفاء، و 52 وفاة، وفق ما أفادت به أرقام صادرة عن وزارة الصحة، وعلى ما يبدو فليس واضحا متى ستعود السفن السياحية نظراً للإغلاق في أوروبا، غير أنه قد تبقى في دبي حتى عودة الموسم السياحي في أكتوبر القادم، وهو الموعد الذي يأمل فيه المناعي العودة إلى الوضع الطبيعي في الميناء التجاري الذي يبدو فارغاً تماماً.
إن موسم السياحة يتوقف بين مايو وحتى سبتمبر بسبب ارتفاع شديد في درجات الحرارة في منطقة الخليج، وتعتبر دبي مقصد سياحي عالمي رئيسي؛ حيث يتوافد على زيارتها نحو 16 مليون شخص سنوياً، ومحطة تجارية مهمة، وموطن لأحد أكبر أسواق العقارات في المنطقة.
وقامت دبي في 4 من أبريل بإطلاق برنامج لتعقيم الإمارة يترافق مع إجراءات تحد من التنقل وتسمح فقط بالخروج للعمل الضروري أو لشراء المنتجات الغذائية أو الذهاب إلى العيادات والمستشفيات.