سياسة

الإمارات تمهد الطريق لسلام دائم في غزة: تفاصيل المقترح الإماراتي


في خضم الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني المستمر. تظهر الإمارات العربية المتحدة كمحرك رئيسي نحو تحقيق سلام مستدام في غزة من خلال مقترح يهدف إلى تغيير مسار الأحداث بشكل جذري، تتبنى الإمارات استراتيجية طموحة تتضمن نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة. كخطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف، يأتي هذا المقترح على خلفية الدمار الواسع النطاق والمعاناة الإنسانية التي شهدتها المنطقة. ويهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وتحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كسر دائرة العنف

أوضحت لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، في مقالها بصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية. أن الحل الأساسي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يكمن في تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى كسر دائرة العنف وترسيخ أسس السلام المستدام. أكدت نسيبة، أن الهدف الأسمى هو إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن مع دولة إسرائيل.

وبينت نسيبة أنه مع سقوط ما يقرب من 40 ألف قتيل وإصابة نحو 90 ألف آخرين. بحسب التقارير الفلسطينية، فإن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن والسجناء. هذا هو ما دافعت عنه الإمارات بشدة خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي.

هدف واضح

بينما يدرس المجتمع الدولي كيفية التعامل مع فترة ما بعد الصراع في غزة. كانت الإمارات واضحة في أن العودة إلى الوضع السابق ليوم 7 أكتوبر لن تكون مقبولة.

وأكدت نسيبة، أن أي جهد يجب أن يهدف إلى تغيير جذري في مسار الصراع نحو إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل، وأضافت. أن الاستجابة الجماعية لأهوال الحرب والاحتلال يجب أن تؤدي إلى سلام مستدام وعادل.

بعثة دولية.. مهام وشروط

تتضمن الخطوة الأولى لنشر السلام في غزة نشر بعثة دولية مؤقتة. وفقًا لنسيبة، التي حددت أربعة مهام رئيسية لهذه البعثة: التعامل مع الأزمة الإنسانية. إرساء القانون والنظام، وضع الأسس للحكم، وتمهيد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية شرعية واحدة.

وأشارت نسيبة إلى أن وجود هذه البعثة يجب أن يكون بناءً على دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، ومن حكومة يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالصلاحيات والمصداقية اللازمة. وأكدت أن البعثة يجب أن تعمل بالشراكة مع منظومة الأمم المتحدة لتعزيز الموارد وتفعيل التفويضات.

مطالب لإسرائيل

شدّدت نسيبة على ضرورة أن تقوم إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة. بدورها لتحقيق نجاح هذا الجهد، وأكدت أنه لا يمكن لغزة أن تتعافى إذا استمرت تحت الحصار. ولا يمكن إعادة إعمارها ما لم يتمكن الفلسطينيون من تحمل مسؤولياتهم، كما أكدت أن استمرار بناء المستوطنات والعنف في الضفة الغربية سيعيق أي جهود للسلام.

دعوة لدعم جميع الأطراف

أشارت نسيبة إلى أن هذه المهمة بحاجة إلى الدعم الكامل من جميع الأطراف المعنية بالسلام. مشددة على أن دول المنطقة يمكن ويجب أن تلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية. وأضافت أن الولايات المتحدة والدول الإقليمية الفاعلة ستكون جزءًا لا يتجزأ من جهود التعافي وإحياء السلام.

وأوضحت نسيبة، أن الالتزام الأمريكي بتحقيق حل الدولتين ودعم الإصلاحات الفلسطينية .والشراكة الإسرائيلية سيكون عاملاً حاسمًا في نجاح المهمة الدولية المقترحة. وأكدت أن مراقبة صارمة لنظام وقف إطلاق النار ستكون ضرورية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.

جهود إنسانية إماراتية

استعرضت نسيبة الجهود الإنسانية الكبيرة التي تبذلها الإمارات في غزة منذ بداية الأزمة. أشارت إلى أن الإمارات قامت بإجلاء العديد من الأطفال المصابين بجروح خطيرة .ومرضى السرطان من غزة إلى أبوظبي، وقدمت آلاف الأطنان من الإمدادات العاجلة والمساعدات الطبية.

وأضافت، أن الإمارات أقامت 6 محطات لتحلية المياه في غزة. وأرسلت معدات طبية ومستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى. كما تعاونت مع الوكالات الإغاثية والمنظمات الدولية لتقديم الدعم الإنساني لأبناء غزة.

في سابقة تاريخية، قامت الإمارات بالشراكة مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي. بإيصال نحو 300 طن من المساعدات الغذائية إلى غزة عن طريق البحر. كما أعلنت الإمارات عن إيصال 400 طن من الإمدادات الغذائية المخصصة لشمال القطاع. والتي توفر الاحتياجات الأساسية لنحو 120 ألف شخص. خصصت الإمارات أيضًا 15 مليون دولار لدعم “صندوق أمالثيا” لرفع مستوى تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه تنتج يوميًا 1.6 مليون جالون يستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة، وأرسلت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 17,140 شخصًا.

 بالإضافة إلى سلسلة من المساعدات الطبية للمستشفيات في قطاع غزة. و10 سيارات إسعاف مجهزة بالأجهزة الحديثة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى