متابعات إخبارية

الإمارات تطالب وضع نهج متكامل لمكافحة التطرف والإرهاب في أفريقيا


طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ️وضع نهج متكامل لمكافحة التطرف والإرهاب في أفريقيا.

وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، خلال إلقائه بيان دولة الإمارات في مناقشة مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب في أفريقيا، الضرورة الحتمية لمكافحة الإرهاب من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية.

ولفت إلى التأثير المدمر للجماعات الإرهابية على العديد من مناطق أفريقيا. مشيرا إلى أن إحصائيات مؤشر الإرهاب العالمي تؤكد أن نصف الوفيات المرتبطة بالإرهاب حول العالم في العام الماضي وقعت في منطقة جنوب صحراء أفريقيا.

وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان: “يؤدي التطرف إلى الإرهاب ويغذي أنشطة الجماعات الإرهابية، كما يعرقل عمليات الإنتاج والتنمية بشكل كبير. ويشمل ذلك فرص التنمية الاجتماعية، فضلاً عن تقليصه فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية وتحديه سلطة الدولة. كما يحطم التطرف آمال وتطلعات المجتمعات المحلية، خاصة الشباب، ويقوض فرص النمو الاقتصادي في تلك المجتمعات”.

وأضاف أنه مع تجاوز تداعيات هذه الآفة للحدود الوطنية، أصبح من الضروري عند وضع أي استجابة فعالة لهذا التحدي معالجة أسبابه الجذرية. ومراعاة طبيعته العابرة للحدود، مؤكدا في هذا السياق أهمية التنسيق الإقليمي والدولي.

جهود الاتحاد الأفريقي وتجربة الإمارات

وأشاد بجهود الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية الجوهرية في مكافحة التطرف والإرهاب. وقال إن “دولة الإمارات تشيد بجهود القادة الأفارقة في تعزيز هيكل السلام والأمن في القارة، لتمكينها من مواجهة التحديات الحالية، وفي مقدمتها الإرهاب العابر للحدود”.

وأوضح أن هذا التوجه انعكس في اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأفريقي الذي عُقد في مالابو في مايو الماضي. والذي التزم القادة خلاله بوضع خطة عمل استراتيجية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، وإنشاء لجنة وزارية تابعة للاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب.

وشدد على الأهمية الكبرى التي توليها دولة الإمارات لمكافحة التطرف والإرهاب. قائلا: “استخلصنا من تجربتنا الخاصة ضرورة وضع سياسات فعالة للتصدي لهذا التحدي، ودعمنا بناءً على ذلك الجهود الإقليمية والدولية بشكل فعال. والتي شملت تقديم مساهمات للقوة المشتركة لمجموعة دول الساحل G5، وكذلك من خلال عضويتنا في التحالف الدولي ضد داعش. كما أيدنا إنشاء مجموعة التركيز على أفريقيا، التابعة للتحالف والتي ستركز على مواجهة التهديدات التي يشكلها تنظيم داعش في جميع أنحاء القارة”.

نهج متكامل

وأوضح الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة توصي باتباع نهج متكامل في مكافحة التطرف يجمع بين كافة الأدوات المتاحة للمجتمع الدولي، وأن يتم مراعاة السياقات المحلية لهذا التهديد.

وأكد أن بسط سلطة الدولة والحفاظ عليها يعد أمراً أساسياً في هذا الصدد، مشيرا إلى أنه يمكن تحقيق ذلك على المدى الطويل من خلال توفير الخدمات الأساسية. ودعم التنمية المستدامة، بما يخدم تعزيز الاستقرار وإضعاف قدرة الجماعات المتطرفة على استغلال احتياجات السكان كوسيلة لنشر التطرف وتجنيد المقاتلين.

وأوضح أنه لا بد أيضاً من التركيز على الحوكمة الشاملة، والتي تلعب دوراً بالغ الأهمية في معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب من خلال تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود”.

وأردف: “لذلك، فإن مكافحة التطرف بكافة أشكاله يعد أمراً بالغ الأهمية، ويمكن الوقاية منه عبر تطوير ونشر سرد مضاد وفعال، ورفع الوعي. وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، ويمكن تعزيزها من خلال التنسيق مع قادة المجتمعات المحلية، وبالأخص القادة الدينيين. خاصة في ظل قيام الجماعات الإرهابية، كداعش، بتحريف الممارسات الدينية واستغلالها لنشر التطرف وتجنيد المقاتلين”.

وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أن استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ والممولة على نحو جيد. ليست مجرد واجب أخلاقي علينا جميعاً، ولكنها أيضاً مطلباً أمنياً لمكافحة التطرف في أفريقيا والمناطق الأخرى.

وأوضح أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم التداعيات الناجمة عن الإرهاب. حيث تستغل الجماعات الإرهابية الأوضاع الاقتصادية المتدهورة الناجمة عن فقدان سبل العيش بسبب تغير أنماط المناخ وحدوث ظواهر مناخية شديدة في مساعيها لتجنيد السكان عبر تقديم مصادر دخل بديلة لهم.

مكافحة شاملة للإرهاب

ودعت دولة الإمارات إلى تحديث أطر العمل التي أنشأها مجلس الأمن على مدى العقدين الماضيين. لضمان احتوائها على الأدوات المناسبة لمواجهة الطابع المتغير لمخاطر التطرف والإرهاب.

وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أنه مع استمرار تنظيم داعش والقاعدة والجماعات التابعة لهما في تشكيل تهديدات واضحة على السلم والأمن الدوليين. إلا أنه لا يجب إهمال المنظمات الإرهابية الأخرى. بما في ذلك المنظمات التي وصفها المجلس بأنها إرهابية والتي تواصل تطوير أنشطتها الإرهابية.

وشدد على أن مواكبة التهديدات التي يواجهها السلم والأمن الدوليين تتطلب من مجلس الأمن النظر في التحديات الناجمة عن نهجه في مكافحة الإرهاب. والذي يركز على تنظيمي داعش والقاعدة فقط ويستبعد المجموعات الأخرى.

وقال “يتعين علينا أيضاً نزع الشرعية عن الجماعات الإرهابية التي تدعي العمل باسم الدين أو تطلق على نفسها صفة دولة أو ولاية”. مطالبا بالامتناع عن استخدام مصطلحات “الدولة الإسلامية” عند الإشارة إلى الجماعات التابعة لداعش في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل وحول العالم. لمنع هذه الجماعات الإرهابية من مواصلة الادعاء بأن لها صلة بالإسلام.

وختم الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان خطابه بالتشديد على دعم دولة الإمارات لكافة الجهود الدولية والإقليمية. التي تهدف إلى مكافحة التطرف والإرهاب في القارة الأفريقية. وأن يتم تحقيق الاستقرار والأمن والسلام الذي تستحقه قارة أفريقيا وشعوبها كافة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى