سياسة

الإمارات تربط السلام بالعدالة للفلسطينيين في ذكرى الاتفاق التاريخي


في مثل هذه الأيام قبل 5 أعوام، كان للإمارات دور كبير في وقف خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية، كان من شأن تنفيذها تقويض إقامة دولة فلسطين.

 

وما أشبه اليوم بالبارحة.. كما نجحت الإمارات قبل 5 أعوام في وقف خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية، تتدخل اليوم مجددا لتنقذ حلم “الدولة الفلسطينية”.

في مثل هذه الأيام قبل 5 أعوام، كان للإمارات دور كبير في وقف خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية تقدر بنحو 30% من مساحة الضفة، كان من شأن تنفيذها تقويض إقامة دولة فلسطين.

تم ذلك حينها من بوابة السلام، كإحدى أبرز نتائج توقيع الإمارات على معاهدة سلام مع إسرائيل يوم 15 سبتمبر/أيلول 2025.

آنذاك أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في كلمته خلال التوقيع على اتفاق السلام :”بالنسبة لنا في دولة الإمارات، فإن هذه المعاهدة ستمكننا من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة”.

وأكدت الإمارات بشكل واضح أن “هذه المعاهدة لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف”.

موقف قوي 

ومع حلول الذكرى الخامسة لتوقيع تلك الاتفاقية هذه الأيام، جاء موقف الإمارات القوي ليؤكد مجددا أن “هذه المعاهدة لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف”، بعد أن لوّحت إسرائيل بضم أراضٍ في الضفة الغربية ردا على اعترافات دولية مرتقبة بالدولة الفلسطينية.

وحذرت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، من أن أي ضم إسرائيلي في الضفة الغربية سيشكل “خطا أحمر” بالنسبة لها و”سيقوض بشدة ما تنطوي عليه اتفاقات إبراهيم”.

وقالت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية لـ”رويترز”: “منذ البداية، نرى الاتفاقيات وسيلة لتمكيننا من مواصلة دعمنا للشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة”.

وأضافت “كان هذا موقفنا في 2020، ولا يزال موقفنا حتى اليوم”.

واعتبرت رويترز أن هذه التصريحات “تمثل أقوى انتقاد من جانب الإمارات لأفعال إسرائيل منذ بدء حرب غزة عام 2023”.

وفي هذا الصدد، دعت نسيبة، الحكومة الإسرائيلية إلى “وقف هذه الخطط”، مشددة على أنه “لا يجوز السماح للمتطرفين، من أي نوع، بإملاء مسار المنطقة. فالسلام يتطلب شجاعة ومثابرة ورفض السماح للعنف بتحديد خياراتنا”.

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، المنتمي لليمين المتطرف، في أغسطس/آب الماضي، أن العمل سيبدأ على تنفيذ خطة قديمة لبناء مستوطنة من شأنها تقسيم الضفة الغربية وعزلها عن القدس الشرقية، في خطوة وصفها مكتبه بأنها “ستدفن” فكرة الدولة الفلسطينية.

موقف قوي جديد تؤكد من خلاله دولة الإمارات، دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم حقوقه، كما سبق وأن أكدت.

وعقب التحذير الإماراتي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن بند «الضم» سيغيب بشكل مفاجئ من جدول أعمال اجتماع من المتوقع عقده، الخميس، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

والاجتماع الذي من المفترض أن يشارك فيه وزراء وقادة أجهزة أمنية، سيخصص أصلا للبحث في خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية ردا على اعترافات دولية محتملة بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثلث الأخير من الشهر الجاري.

واهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية وأبرزت التحذيرات الإماراتية من إقدام إسرائيل على الضم باعتباره «خطا أحمر»، وتصدر التحذير جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية.

رسالة مهمة في الذكرى الخامسة

موقف يحمل أهمية خاصة لأكثر من سبب من أبرزها: 

–    يتزامن إعلان الإمارات أن أي ضم إسرائيلي في الضفة الغربية سيشكل “خطا أحمر” بالنسبة لها و”سيقوض بشدة ما تنطوي عليه اتفاقات إبراهيم”، مع الذكرى الخامسة لتوقيع تلك الاتفاقيات التي تحل 15 من الشهر الجاري، في رسالة للعالم أجمع بأن سياسات إسرائيل هي التي تعرقل نهج السلام والاستقرار في المنطقة، بعد أن فتحت الإمارات الباب واسعا أمام تحقيق السلام في المنطقة.

الاعتراف بفلسطين.. دعم الزخم الدولي

–    يتزامن الموقف الإماراتي مع قرب إعلان عدد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة التي تُعقد من التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري حتى 23 منه، في موقف يعد دعما للزخم الدولي في هذا الصدد.

وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي أنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة.

ومذّاك أعلنت أكثر من 10 دول غربية أنّها ستحذو حذو فرنسا.

وإجمالا، تعترف ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.

وعلى مدار  الفترة القليلة الماضية، أصدر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، بيانات عدة بادر فيها بترحيب دولة الإمارات بعزم كل من فرنسا والمملكة المتحدة ومالطا وكندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وأيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو الاعتراف بدولة فلسطين.

ورحبت الإمارات بالزخم المتزايد للاعتراف بدولة فلسطين، وأكدت أهمية تلك الخطوة على أكثر من صعيد، وأكدت التزامها الثابت بدعم فلسطين وقضيتها وحقوق شعبها المشروعة.

ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة والاعتراف بدولة فلسطين، انطلاقا من مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، بما يدعم الوصول إلى حل شامل وعادل للصراع، ويعزز فرص تحقيق السلام المستدام في المنطقة.

مواقف تاريخية.. ودعم أبدي

–    تثبت الإمارات بهذا الموقف الجديد دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية استمرارا لسياسة دولة الإمارات، منذ تأسيسها، في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام. 

وهذا ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال لقائهما في الرياض، أمس الأربعاء.

وأكد الزعيمان أهمية العمل على ترسيخ أركان الاستقرار والأمن والسلم الإقليمي من خلال إيجاد مسار واضح للسلام الدائم والشامل والعادل الذي يقوم على أساس “حل الدولتين” لما فيه مصلحة جميع شعوب المنطقة ودولها.

وظلت الإمارات بالمرصاد دائما لأي محاولات من شأنها تقويض إقامة دولة فلسطين.

وقبل 3 شهور، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، في 28 مايو/أيار الماضي، سفير دولة إسرائيل لدى الإمارات، وأبلغته إدانة دولة الإمارات الشديدة للانتهاكات والممارسات الشائنة والمسيئة ضد الأشقاء الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة.

إجراء دبلوماسي قوي يكشف بلغة الأفعال والأقوال دعم الإمارات صمود المقدسيين، بما يسهم بالدفع في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ومع كل توتر تشهده مدينة القدس، كانت دولة الإمارات حاضرة بمواقفها الرائدة الواضحة الصريحة، وسبق أن صدر عنها بيانات إدانة لاقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، أكدت من خلالها رفضها المطلق للعنف من أي طرف وأهمية تغليب صوت العقل.

بيانات تحمل رسالة إماراتية مفادها بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة.

حراك إماراتي امتد أيضا للعمل على وضع حد لحرب غزة وحماية المدنيين وإيجاد أفق للسلام، امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية.

فمن قلب الألم الذي يعانيه أهل غزة جراء الأوضاع الكارثية الناتجة عن الحرب، تطل الإمارات بمبادراتها لترسم الأمل وتخفف الوجع والمعاناة.

وتحاول الإمارات تخفيف تلك المعاناة عبر مبادرات متواصلة ضمن عملية “الفارس الشهم 3” التي انطلقت يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، ومازالت متواصلة، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ورسمت دولة الإمارات، عبر تلك المبادرات، ملحمة إغاثية إنسانية جعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص، والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، التي تُبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.

إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.

وأرسلت دولة الإمارات مساعدات طبية وإغاثية وغذائية إلى القطاع عبر كل السبل المتاحة برًّا وبحرًا وجوًّا، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.5 مليار دولار أمريكي، لتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.

 

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى