الإمارات تحتفي بيوم الأمم المتحدة 2025 برسائل إنسانية تدعو لوحدة العالم
يحل، الجمعة، يوم الأمم المتحدة، في وقت تتواصل فيه مبادرات دولة الإمارات العابرة للحدود والقارات لنشر الأمن والسلام والازدهار بالعالم.
جهود ومبادرات إماراتية يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لإسهامها في نزع فتيل أزمات عدة حول العالم، ونشر السلام والتسامح ومواجهة أبرز تحديات البشرية وتعزيز الاستقرار والازدهار في أرجاء المعمورة، ما يتوجها بحق عاصمة للسلام.
ويحيي العالم في 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يوم الأمم المتحدة، الذي يصادف هذا العام ذكرى مرور 80 عاما على إنشاء المنظمة التي تُعدّ أكثر المنظمات الدولية شمولًا وتمثيلًا على مستوى العالم، والتي لعبت منذ إنشائها، دورًا محوريًا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان حول العالم.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار “رمز الأمل للوحدة العالمية”، والذي يجسد النهج الإماراتي الذي جعل من التضامن الإنساني والتعاون الدولي ركيزة أصيلة في سياساتها الداخلية والخارجية على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية.
مشاركة مثمرة
ويحل يوم الأمم المتحدة بعد أقل من شهر من مشاركة إماراتية فاعلة ومثمرة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الفترة من 22 وحتى 29 سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك، أطلقت خلالها الإمارات عددا من المبادرات واستضافت عددا من الفعاليات المهمة.
فمن خلال مشاركات بعثتها الرسمية برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية التي تنوعت بين لقاءات رفيعة المستوى واجتماعات دولية وفعاليات متخصصة، شملت قضايا السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين، ومكافحة الكراهية والتطرف، مروراً بملفات الشباب والبيئة والذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى العمل الإنساني والتعاون الإنمائي، رسخت دولة الإمارات على مدار أسبوع حضوراً دبلوماسياً نشطاً ومتوازناً.
توج هذا الحراك، بإلقاء لانا زكي نسيبة وزيرة الدولة الإماراتية بيان الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي تضمن خارطة طريق شاملة لمواجهة مختلف الأزمات والصراعات والتحديات الدولية.
حراك تؤكد من خلاله الإمارات أن صوتها في الأمم المتحدة هو امتداد لرؤية الدولة في جعل الدبلوماسية أداة فاعلة لصياغة حلول عالمية، توازن بين الطموح الوطني والمسؤولية الدولية.
كما قدمت الإمارات خلال مشاركاتها نموذجا متجددا للدبلوماسية النابضة بالإنسانية؛ يجمع بين تعزيز السلام والأمن، واستشراف مستقبل التكنولوجيا، ودعم المبادرات الإنسانية والتنموية، وبناء جسور تعاون مع مختلف الأطراف الدولية.
وشارك وفد دولة الإمارات إلى جانب الدول الأعضاء والمسؤولين في الأمم المتحدة والشركاء المعنيين، في مناقشات تركز على التحديات العالمية الملحة، وسبل تعزيز العمل الدولي الجماعي لإيجاد حلول مشتركة لها، كما تركز المناقشات على سبل مواجهة التهديدات الدولية للسلام والأمن.
من أبرز تلك الفعاليات:
– “المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين”
– قمة قادة دول عربية وإسلامية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
– اجتماع كبار المسؤولين للجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا.
وعلى مدار هذا الأسبوع الدبلوماسي الحافل، أطلقت الإمارات عددا من المبادرات الإنسانية والتنموية واستضافت عددا من الفعاليات المهمة، من أبرزها:
– إطلاق مبادرة مشتركة مع إستونيا لدعم تعافي أوكرانيا عبر التعليم والمهارات الرقمية وريادة الأعمال.
– استضافة النسخة الأولى من “مجلس حماة الطبيعة”.
– الإعلان عن تقديم منحة بقيمة 11 مليون دولار للمركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم.
– التوقيع على على إعلان حماية العاملين الإنسانيين .
– استضافة “حوار الشباب” في إطار حرص دولة الإمارات على تعزيز المشاركة الشاملة التي تؤكد دور الشباب ودعم الأصوات غير الممثلة بشكل كاف، إلى جانب دعم العمل متعدد الأطراف.
– عقد “مبادرة محمد بن زايد للماء” و”مجموعة الموارد المائية 2030″ التابعة للبنك الدولي، اجتماع طاولة مستديرة رفيع المستوى بشأن إعادة استخدام المياه.

نشر السلام
أيضا يحل يوم الأمم المتحدة، فيما تتواصل مبادرات الإمارات لنشر السلام حول العالم.
فقبل 3 شهور، استضافت دولة الإمارات وتحديدا في 10 يوليو/تموز الماضي، قمة أذرية – أرمينية، قادت إلى إنهاء خلاف دام 4 عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما، الأمر الذي يجسد العلاقات القوية التي تجمع الإمارات بالبلدين والثقة الدولية المتنامية في الإمارات وقيادتها كوسيط داعم لتحقيق السلام في المنطقة والعالم.
ورحّبت دولة الإمارات 9 أغسطس/آب الماضي بإعلان جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية، مثمنة هذه الخطوة التي تعد إنجازا دبلوماسيا مهما يُجسد انتصار الحوار ويكرّس مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.
جاء هذا الإنجاز، فيما تتواصل جهود الإمارات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي توج بنجاحها في إبرام 17 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024، كان أحدثها في 24 أغسطس/آب الماضي، تم بموجبها إطلاق 4592 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وساطات متتالية نجحت في إبرامها دولة الإمارات تعكس أنها لم تكن فقط مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتؤكد أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
أيضا تأتي الوساطات في وقت تتبادل فيه روسيا وأوكرانيا الهجمات، لتبقي تلك الوساطة نافذة أمل لإنهاء تلك الأزمة دبلوماسيا في ظل تلك الأجواء المشحونة.
جهود الإمارات لإحلال السلام في العالم تتواصل حاليا للدفع بحل سياسي للأزمة في السودان.
وفي هذا الصدد، تعقد المجموعة الرباعية الدولية اجتماعا مع طرفي النزاع في السودان للضغط من أجل التوصل إلى هدنة.
وبحسب مسؤول قريب من المباحثات فإنه سيلتقي ممثلون عن الإمارات والولايات المتحدة والسعودية ومصر اليوم الجمعة في واشنطن مع طرفي النزاع في السودان للضغط من أجل التوصل إلى هدنة، وفق وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن الاجتماع يهدف إلى “الضغط على الطرفين المتحاربين لتثبيت هدنة إنسانية على مستوى البلاد لمدة ثلاثة أشهر”، مضيفا أن أعضاء “الرباعية” سيلتقون الجانبين بشكل منفصل.
وأضاف أن الهدف هو “ممارسة ضغط موحد على الطرفين لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين”.
وأصدرت الدول الأربع بيانا مشتركا في سبتمبر/أيلول دعت فيه إلى هدنة إنسانية يتبعها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية نحو حكم مدني تستمر 9 أشهر.
كذلك تحل تلك المناسبة، فيما تتواصل جهود الإمارات لحماية الحقوق الفلسطينية والدفع بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
ضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا، الخميس، أدانت فيه بشدة مصادقة الكنيست الإسرائيلي، في القراءة التمهيدية، على مشروعي قانونين يهدفان إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وشرعنة السيطرة على إحدى المستوطنات، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل تصعيدا خطيرا وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية، وتقويضا للجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وفي اليوم نفسه، أدانت دولة الإمارات وعدد من الدول العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في بيان منفصل مصادقة الكنيست على مشروعَي القانونين نفسهما، وحذرت من استمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية.
جاء البيانان غداة تصريحات للدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أكد فيها أن أي ضم للأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل سيُعد “خطاً أحمر”.
جهود تاريخية
وانضمت دولة الإمارات إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر/كانون الأول 1971، بعد أسبوع واحد فقط من إعلان قيام الاتحاد.
ومنذ انضمامها، وحتى اليوم، عززت دولة الإمارات مكانتها كشريك موثوق في دعم منظومة الأمم المتحدة، من خلال التعاون مع أكثر من 30 وكالة وصندوقا وبرنامجا أمميا تغطي دولة الإمارات في نطاق عملها، وتنفذ أكثر من 60 برنامجاً ومشروعاً في مجالات متنوعة تشمل المناخ، والأمن الغذائي، وتمكين المرأة والشباب، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والصحة، والابتكار.
الشراكة الوثيقة بين الإمارات والأمم المتحدة، والتي أثمرت مبادرات ومشروعات نوعية، تمثل تجسيداً عملياً لشعار هذا العام، وتعكس قناعة راسخة لدى دولة الإمارات بأن التعاون والتضامن الدولي هما السبيل الأمثل لتحقيق عالم أكثر عدلاً وسلاماً وإنسانية، وعدم ترك أحد خلف الركب.
مبادرات أممية
ويسجل تاريخ الأمم المتحدة للإمارات عددا من المبادرات الرائدة لنشر السلام في العالم.
فمجلس الأمن الدولي الذي حظيت الإمارات بعضويته على مدار عامي 2022 و2023 كان شاهدا على جهودها المتواصلة لنشر الأمن والسلم الدوليين وتعزيز التسامح.
وقادت دولة الإمارات خلال رئاستها مجلس الأمن في يونيو/حزيران 2023، جهود اعتماد القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين، الذي تضمّن لأول مرة إقراراً دولياً بوجود ارتباط بين خطاب الكراهية وأعمال التطرف والسلام والأمن الدوليين، كما حث القرار على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي.
أيضا من أبرز المبادرات الرائدة التي تقودها دولة الإمارات لنشر السلام بالتعاون مع الأمم المتحدة، مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لتمكين المرأة في السلام والأمن.
وأسهمت المبادرة في تدريب مئات النساء من العالم العربي وأفريقيا وآسيا على المهارات القيادية في مجالات الأمن وحفظ السلام.
وتُعد هذه المبادرة جزءاً من رؤية استراتيجية أوسع لتعزيز دور المرأة في صنع القرارات الأمنية والحفاظ على السلام المستدام.
وتعد الإمارات الدولة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تمتلك برنامجا وطنيا لدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن مع إطلاقها في 2019 “مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن”، وذلك تنفيذا للقرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تأكيداً على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في قطاعي السلام والأمن.








