سياسة

الإسلاموفوبيا.. قضية قابلة للحل الجذري


كلما اقتربنا من بوابة الخروج من أزمة الإسلاموفوبيا وجدنا من بين المسلمين مع كل أسف مَن يحاول إعادة هذه الظاهرة إلى واجهة الإعلام والسياسة الدولية، فبعد أحداث سبتمبر الشهيرة التي أوقعت برجي التجارة العالمية في نيويورك، تضاعفت فكرة الإسلاموفوبيا، وأصبح الخوف من الإسلام قضية مقلقة للمسلمين عبر العالم قبل غيرهم من الشعوب.

الخوف من الإسلام كقضية وصل اليوم إلى مرحلة تتطلب الحلول السياسية والثقافية من قِبل العالم الإسلامي، فلا يمكن أن يسمح المسلمون لدينهم بأن يبقى رهيناً لتلك الأعمال الإرهابية التي يقوم بها بعض المسلمين تحت عنوان الدفاع عن الإسلام أو أحد رموزه المهمة.

بالنسبة للمسلمين فإنه من غير المقبول استخدام الإسلام كوسيلة سياسية أو ثقافية تحقق بها الدول أو الأشخاص مصالحها، خاصة أن الإسلام في العالم يحقق انتشاراً واسعاً على المستوى العالمي، فاليوم هناك ما يقارب ملياري مسلم يشكّلون ما نسبته ربع سكان العالم تقريبا، ومن المتوقع أنه في منتصف هذا القرن سيكون الإسلام هو الديانة الأولى في العالم من حيث عدد الأتباع بين الديانات السماوية.

هناك تفاوت كبير في فهم الإسلام حتى بين المسلمين أنفسهم، وهذا ما يوجد الكثير من المشكلات ويخلق الأزمات التي تكون ضحيتها في المقام الأول تعاليم الإسلام السمحة، وهذا الأمر طبيعي في كل الديانات السماوية، ولكن الحساسية المفرطة من تنوع الإسلام ما زالت قائمة بين كثير من الثقافات العالمية، ولعل السبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى عدم وجود منبر إسلامي ضخم يفند تلك الاختلافات بكم المشتركات بين المسلمين مهما تنوعت طوائفهم ومذاهبهم وبين غيرهم من أتباع الديانات الأخرى.

الأخطر في تصاعد قضية الإسلاموفوبيا عالميا هو إمكانية تحولها إلى مواجهة ثقافية أيديولوجية قد تجتاح العالم، خاصة في الجزء الخاص بالسياسة، بمعنى دقيق تكمن الخطورة في إمكانية استثمار فكرة الإسلاموفوبيا لتحقيق مكاسب سياسية على مستوى الشعوب، خاصة تلك الشعوب التي يعيش فيها عدد كبير من المسلمين مثل أوروبا، فالإسلام عقيدة يصعب التغاضي عن تأثيراتها على جميع شعوب العالم كنتيجة طبيعية لوجود المسلمين في كثير من دول العالم.

قضية الإسلاموفوبيا لا يمكن فصلها عن تاريخ العلاقة والتفاعل بين الإسلام والشعوب التي تدين بغير الإسلام، خاصة في الغرب، فهناك الكثير من الرواسب التاريخية التي تشكل هذه العلاقة وترسم معالمها بكل وضوح، وهذه الرواسب يمكن مشاهدتها مع كل الأحداث التي تؤدي في النهاية إلى هجوم على الإسلام كنتيجة مباشرة لأعمال سلبية يقوم بها أحد المسلمين، خاصة في العالم الغربي.

معالجة وضع الإسلام ليست بالقضية السهلة ما لم يكن هناك إصرار دولي على إخراج الإسلام من تلك التصنيفات الثقافية التي وضعت في كثير من المجتمعات، فالإسلام دين الـ”ملياري مسلم” له وجه متسامح وعظيم، ولكن هذا الوجه ولكي يخرج للعلن يتطلب حماية إسلامية من دول الإسلام ودولية تجرم العداء للإسلام وتخويف الشعوب منه، وهذا لا يمكن أن يتم دون مسؤولية دولية تتبناها الدول والمنظمات الدولية المعنية.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى