سياسة

الإرهاب أوروبا… جيل جديد من الرعب


أعلنت السلطات الألمانية إحباط هجوم إرهابي في مدينة هامبورج، وسط البلاد، والقبض على المنفذ المحتمل في مرحلة الإعداد لذلك العمل. 

وتم القبض على المنفذ المعروف باسم “عبدالرحمن. س” والبالغ من العمر 20 عاما.

كان معروفا للسلطات الألمانية من قبل كجزء من المشهد الإسلاموي في هامبورغ، لكن هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” لم تصنفه كعنصر نشط أو خطر إلا قبل أشهر قليلة.

وقد كشف محققوا المكتب المركزي لجرائم الإنترنت استخدام شخص مجهول اسما مستعارًا لشراء أسلحة عبر الشبكة العنكبوتية.

وبدأ مكتب التحقيقات الجنائية المحلي في هامبورج القضية بعد رصد المحاولة، وبدأ يتتبع عملية تفاوض بائع أسلحة يستخدم اسما مستعارا، مع الشخص المجهول الذي لم يكن معروفا في ذلك الوقت أنه “عبد الرحمن س”.

وأراد الشخص المجهول دفع 1010 يوروهات مقابل مسدس روسي من طراز “Makarow” و50 طلقة خلال عملية التفاوض، واتفقا على التسليم في موقف سيارات تابع لماكدونالدز في شارع كيلر في هامبورغ.

والتقى الطرفان في 26 أغسطس/آب بنفس الموقع المتفق عليه، وأظهر بائع الأسلحة، السلاح المطلوب في صندوق سيارته، فيما دفع الشخص الآخر المبلغ المطلوب، قبل أن تتدخل الشرطة وتقبض عليهما.

ومع بداية التحقيقات، اكتشفت السلطات أنها أوقعت أكثر من مجرد جامع أسلحة مراهق، وأحبطت هجوما إرهابيا وشيكا، وفق ما كشفته الشرطة في وقت سابق الأسبوع الجاري.

وقال رئيس شرطة هامبورج إن “عبدالرحمن. س”، “كان في مؤتمر صحفي قبل أيام، معروفًا للسلطات ضمن الأشخاص المنتمين للأوساط الإسلاموية الذين يمكن أن يقدموا على ارتكاب أعمال خطيرة”.

جيل بعد جيل

ولم يكن الشاب وحيدا ضمن هذا التصنيف، إذ سبقه له والده، الذي صنفته السلطات الألمانية لفترة طويلة على أنه يمثل “تهديدا محتملا”، لأنه عمل وتردد على مسجد القدس في هامبورغ، والذي أغلقته السلطات قبل سنوات، وكان يتردد عليه أيضا الإرهابي محمد عطا ومهاجمون آخرون شاركوا في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

ونقلت مجلة دير شبيجل عن مصادر لم تسمها، إن والد “عبدالرحمن. س” كان قريبا من الدائرة المحيطة بعطا، التي كانت تضم شخصا آخر لا يزال يعمل كإمام لمسجد التقوى في هامبورج حتى اليوم.

ويخضع مسجد التقوى لرقابة هيئة حماية الدستور منذ سنوات، ويعتقد المحققون أنه موقع تجمع والتقاء للمتطرفين، وكان يتردد عليه “عبدالرحمن. س” بشكل كبير.

تحقيقات

وولد عبدالرحمن. س، في هامبورغ في مارس/آذار 2001، ويتحدث اللغتين الألمانية والمغربية؛ حيث ينحدر والده من المغرب. 

وفي عام 2016، عندما كان “عبدالرحمن.س” يبلغ من العمر 15 عامًا، ذهبت العائلة إلى المغرب، قبل أن يعود الشاب إلى ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وفي البداية، لقد أراد عبدالرحمن.س، بالفعل أن يستكمل دراسته، لكنه لم يفعل، ويُقال إنه فشل في دورة تحضيرية للدراسة بسبب سجل الغياب.

ووفق التحقيقات، كان الشاب يعيش بين شقة عائلته في هامبورغ، والتي لم يتخلوا عنها أبدًا على الرغم من العودة للمغرب، وشقة ثانية تعود إلى عائلة صديق لعائلته في نفس المدينة.

وبتفتيش هذه الأماكن، عثرت الشرطة على كيلوجرام من نترات البوتاسيوم، وكيلوجرام من الكبريت، ونصف كيلوجرام من غبار الفحم إلى جانب أسلاك.

وتعتقد السلطات أن عبدالرحمن.س، طلب هذه المواد الكيميائية من متاجر إلكترونية في النمسا، ويُعرف الخليط باسم المسحوق الأسود”، حيث تعد هذه الكمية كافية لحدوث انفجار كبير.

أما الشقة الثانية التي كان يستخدمها الشاب وتخص عائلة صديق عائلته، فهي تعود إلى ابن شقيق الإرهابي المعروف محمد حيدر زمار.

وكان زمار أيضًا صديقًا لمهاجمي 11 سبتمبر 2001، وكان عضوا بتنظيم “القاعدة“، واعتقل في المغرب عام 2001 وسلم إلى المخابرات الأمريكية.

وبعد الإفراج عن زمار، انضم إلى “داعش” في سوريا وقبض عليه في سوريا مجددا إثر معلومات قدمتها الاستخبارات الألمانية إلى السلطات الأمريكية.

ووفق صحيفة دي تسايت الألمانية، يرى المحققون أن قضية عبدالرحمن.س، تعد دليلا على أن الجيل الشاب من الإرهابيين وثيق الصلة بالجيل السابق.

الأكثر ذكرت عدة تقارير إعلامية أفادت بأن عبدالرحمن. س كان على اتصال أيضا بأعضاء آخرين بالدائرة المحيطة بعطا قبل تنفيذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

ويقوم المحققون في الوقت الحالي، بفحص هذه الشبكة عن كثب وفحص الروابط بين الجيلين.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى