سياسة

“الإخونجية”.. يترصّدون السقوط ويقتاتون على الدّماء


حان وقت التّصفية المُمنهجة، حان الوقت الذي يتحتّم على شعوبنا العربية المستهدفة أن تخرج من حالة القطيع في أرض لا عشب فيها ولا ربيع إلى الحالة الحضاريّة العاديّة.

عندما نشير إلى التّصفية هنا نقصد أنه لا خلاص لما وصلت إليه شعوبنا من انحطاط واقتتال، وما وصلت إليه دولنا من دمار، ولن تتغير صورنا البشعة في أعين الآخرين من الناحية الدينية إلا بنزع الأيديولوجية الإخونجية بالكامل.

حان الآن الوقت للعمل في سبيل فصل الدّين عن الدّولة، والمطامع السياسية.

“الإخوان المسلمين”، هذا السّرطان الذي تفشّى في جسد أمتنا منذ بداية القرن الماضي، قد حان وقت استئصاله مهما تطلّب الأمر من جهد وقوّة ومال.

إنه وحش بشع يتحوّل ويتلوّن حسب المراحل، يختفي تحت التّراب ويستقي من كل المصادر سواء كان من الغرب أو الشرق، من “الكفّار” كما يحبون أن يطلقوا على كلّ من لا يدخل تحت ردائهم، عجم فرس.. المهم أن يكون القوت ضامنا لحياة بذخ لهم ولعائلاتهم.

لكن الخطر لو كان هنا فحسب لكان من الأسهل علينا تغذيتهم تجنّبا لشرّهم.

إن أيديولوجية “الإخوان المسلمين” وهم أعداء الإسلام والمسلمين، هي أشد خطرا من الحركات التي تظهر لمدّة زمنيّة مؤقتة، وتتبنّى أعمالها الإرهابية، ونعلم جميعا عنها، فعلى الأقل يمكن التحرك نحوهم ومواجهتهم، ومع الوقت يتم مجابهتهم والقضاء عليهم لأننا نراهم ونعرفهم، وهنا أتحدّث عن الحركات المقاتلة المسلحّة التي ظهرت في العشريات الأخيرة، مثل “القاعدة” وداعش”.

لكن يكمن خطر “الإخوان” في خبثهم، وإذا راجعنا حياة قياداتهم فإننا لا نرى فيها أيا من الكفاح الذي يدّعون، بل يؤكد تاريخهم أنهم استغلوا ما يزعمون من توجّه للاستفادة ماديا والبقاء ودعم المتعاطفين الجاهلين بحقيقتهم.

لقد مضى قرابة القرن وهم يختبؤون وقت الشّدائد عن الشّعوب، ويظهرون لركوب الثّورات والاستفادة منها، وخير مثال على ذلك ما يحدث اليوم في السودان، فبعد أن كان عمر البشير أحد أبنائهم الأبرار، ومنحهم مساحة جعلت الخبراء والمتابعين يعتبرونهم أحد الأذرع السياسية لنظامه، وفي أوّل فرصة التفوا عليه مع قيام الثّورة الشعبيّة والآن يبحثون عبر وكلائهم والدّعم القطري والتّركي عن مكان بين الكراسي لبثّ سمومهم.

كذلك ما حدث ويحدث في تونس، حيث قام الشّعب الليبرالي المتحضّر وخرج للشّوارع للتعبير عن رفضه تجاوزات قام بها النظام كان يمكن التّوصل لاتفاق سلمي حولها خاصّة بعدما أظهره الرئيس التونسي وقتها من مرونة.

لكن الإخونجية تحرّكوا بسرعة وانتفضوا من حيث لا ندري، وأطلقوا على الحراك تسمية “ثورة”.
وتحرّك داعموهم وعلى رأسهم النظام القطري بـ”جزيرته” الملعونة، والنظام الأردوغاني بأحلام التوسع وجثموا على جسد البلاد لتمر الآن في مرحلة تخبط بحثا عن بعض النّور والهواء لتخرج من أزمتها، في الوقت الذي يستمتعون وينعمون به في كل المساعدات الدّولية والعربية التي لا يصل الشّعب منها حتّى الفتات.

وفي ليبيا، يقفون اليوم ومنذ سقوط العقيد معمر القذافي أمام قيام الدّولة، رغم أن معظم الشّعب اللّيبي يعيش الرّعب والخوف، ويبحث عن الاستقرار وقيام الدّولة واستعادة حكومة قويّة تمسك بزمام الأمور، لكن هذا لا يناسب في هذه المرحلة تركيا وقطر اللتين تحرصان على تغذية الحقد والكراهيّة ودعم الحركات التي تمكنتا من إخضاعها لأيديولوجياتهما بالمال والسّلاح وأحلام الكراسي.

الدّين في المساجد والكنائس والمعابد على اختلافها، هو حالة من أرقى الحالات الرّوحية التي من المفترض أن يعيشها الإنسان مع ربّه، بصفاء النوايا والصّدق والرّقي في أسمى حالاته، و”الإنسان ” الحقيقي هو من يتقبّل الآخر على اختلاف دينه ومعتقده، ولونه أو عرقه أو أصله، الإنسانيّة اليوم في مرحلة من الوعي والتّحضّر التي تستوجب إبعاد قدسيّة الدّين عن خلافات السياسة والمصالح.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى